بسبب عشقه لـ"دمشق" ولكل "سورية"، بكل حاراتها وأزقتها، خصص بيتاً جمع فيه ما وصلت إليه يده من تراث دمشقي، وصور نادرة قديمة للمحافظات وسماه "بيت الأنتيكا"، حرص فيه على أن يمر الزائر بالبيت الدمشقي القديم وكأنه عاش فيه.

ثمة قسم للأواني، وقسم آخر للأدوات كـ"الببور" و"السماور"، وأقسام للحلاقة والموسيقا، وكل ما يوجد داخل البيت.. مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 أيلول 2014، "عمر الشيخ" أحد زوار منزل "هيثم طباخة"، الذي قال: «زرت هذا المنزل لمرات عديدة، وكل مرة يشدني إليه أكثر، فالقطع الموجودة تجذبك بطريقة غريبة، كما أن لها سحراً خاصاً، فعندما تدخل هذا المنزل تنسى نفسك لساعات وساعات، وترى التاريخ أمام عينيك، وقد أبهرتني بعض القطع الموجودة مثل السيف العربي الرائع بزخارفه، وأتمنى أن يلاقي هذا المنزل الدعم، ويسلط الضوء عليه أكثر، لأنه المنزل الوحيد في "سورية" الذي يحتوي على مجموعة كبيرة من "الأنتيكات" وتراث أجدادنا وبلادنا وجميعها في مكان واحد، وتستطيع لدى مشاهدتها أن تتعرف التاريخ من خلالها؛ وكأنك تشاهد فيلماً وثائقياً عن حضارة "سورية"».

منذ صغري وأنا مولع بالأشياء القديمة وتراث الآباء والأجداد والصناعات والحرف اليدوية الدمشقية، وقمت بجمع بعض "الأنتيكات" التي يزيد عمرها على مئات السنين، ومنها "سيف عربي"، ومن هنا جاءتني فكرة تخصيص مكان لوضع الأشياء التراثية القديمة مع بعضها بعضاً في مكان واحد، واستطعت تحقيق حلمي من خلال جمع كل "الأنتيكات" في منزل أبي في حي "القنوات" الذي وضعت فيه تحفاً، وأدوات، وصوراً نادرة، وعملات متنوعة، ومجموعة من أواني المنزل الدمشقي القديم، وأطلقت عليه اسم "متحف أو بيت الأنتيكا"

ويتحدث "هيثم طباخة" لنا عن بيته بالقول: «منذ صغري وأنا مولع بالأشياء القديمة وتراث الآباء والأجداد والصناعات والحرف اليدوية الدمشقية، وقمت بجمع بعض "الأنتيكات" التي يزيد عمرها على مئات السنين، ومنها "سيف عربي"، ومن هنا جاءتني فكرة تخصيص مكان لوضع الأشياء التراثية القديمة مع بعضها بعضاً في مكان واحد، واستطعت تحقيق حلمي من خلال جمع كل "الأنتيكات" في منزل أبي في حي "القنوات" الذي وضعت فيه تحفاً، وأدوات، وصوراً نادرة، وعملات متنوعة، ومجموعة من أواني المنزل الدمشقي القديم، وأطلقت عليه اسم "متحف أو بيت الأنتيكا"».

جانب من المنزل

ويضيف: «حبي لـ"دمشق"، وحاراتها، وأسواقها دفعني لتخليد جزء من تراثها ليطلع عليه الزائر، والسائح، والمهتم بهذا النوع من التراث الدمشقي العريق، فحرصت على الحصول على بعض الصور التاريخية للمحافظات السورية، وأخرى لمدينة "دمشق" تعود إلى بداية القرن العشرين، وأحتفظ بصورة لأول دفعة تخرجت من أطباء وصيادلة سوريين، إضافة إلى الصور الكثيرة التي خلدت الحياة اليومية في "دمشق" سابقاً، وبعد جمعي لكل هذه "الأنتيكات"، قمت بترتيبها حسب تاريخها، فخصصت قسماً للأدوات المنزلية التي تستخدم في البيوت الدمشقية القديمة مثل: "الببور"، و"المصابيح النحاسية"، و"السماور"، وغيرها، كما وضعت بعض هذه المقتنيات في خزنات زجاجية، وخصصت زاوية للنحاسيات، وأخرى للزجاج، وثالثة للعملات القديمة والحديثة ولأكثر من بلد عربي وأجنبي، وحاولت عرض العدة المتعلقة بمهن "دمشق" القديمة، فيوجد قسم خاص بأدوات الحلاقة، وقسم آخر بعدة "التسقية"، كما قمت بتخصيص قسم آخر يتحدث عن أكلات "دمشق"، وعملت نماذج مصنعة منها، ومن أقدم "الأنتيكات" التي لدي "كيس سيروم فرنسي" عمره مئة وخمسون عاماً، و"سماور" يعمل على الفحم لصنع الشاي وعمره مئة عام، كما يوجد قسم خاص بالأباريق و"الدلات"، ومحامص طحن القهوة، والقدور القديمة النحاسية التي تعود إلى أكثر من مئتي عام، والحجريات مثل: "الرحى"، و"المجرشة"، و"جرن الكبة"، وبعض "الخوابي" التي كانت تستخدم لحفظ الدبس، والعسل، إضافة إلى بعض الأجهزة القديمة كالراديو، والمسجلات، وكل هذا يأتي مع وضعي للزائرين للأغاني الدمشقية القديمة التي أحاول من خلالها إضفاء جو عام يتماشى مع بيتي المتواضع».

ويتابع حديثه بالقول: «شاركت للمرة الأولى في معرض "سورية الخير" الذي أقامه "تجمع سيدات سورية"، وعرضت من خلاله بعض "الأنتيكات" التي أمتلكها، والتي حاولت من خلالها تذكير الناس بتراث "سورية"، وبمكانتها الحضارية، ولم أشارك بغيره من المعارض، ولكنني أطمح لتلسيط الضوء أكثر على منزلي في المستقبل القريب من خلال عرض نماذج من اللباس الريفي الدمشقي سواء للرجال أو النساء أو الأطفال، وأتمنى أن أحصل على مكان في سوق المهن اليدوية من أجل عرض مقتنياتي فيه، وعرضها على الناس لكي يتثقفوا، ويعرفوا أكثر عن "سورية" بشكل عام، وعن "دمشق" بشكل خاص».

في معرض سورية الخير
قسم الصور القديمة