أنشأت قرية "الصبورة" منطقتها الصناعية الصغيرة بالحجم والمساحة والكبيرة لتقديم الخدمات المهمة والضرورية لأهالي القرية والقرى المجاورة، فكانت حلاً ناجعاً للعديد من المشكلات، ومورد رزق للكثيرين.

مدونة وطن "eSyria" زارت "الصبورة" بتاريخ 20 تموز 2014، وقامت بجولة ضمن المنطقة؛ وكان اللقاء الأول فيها مع السيد "عبد الرحمن دعبول" الذي يعمل في تصويج السيارات، إذ حدثنا عن ظروف العمل فيها قائلاً: «تعد المنطقة الصناعية ملاذاً لأهالي "الصبورة" والقرى المحيطة بها، حيث يقصدونها لإصلاح سياراتهم وشراء قطع التبديل لها، وبسبب احتوائها على ورشات النجارة وورشات تفصيل الحديد والألمنيوم تكون مقصداً لكل من يكسو بيته الجديد أو يصلح نافذةً أو باباً في بيته القديم، وهي منظمة بشكل جيد يعطي صورة حضارية للمنطقة، ويسهل على الزبون الوصول إلى كل ما يلزمه في مجال الصيانة والإصلاح، فقد كانت هذه الورشات قبل ذلك موزعة ومشتتة بين البيوت والأسواق إلى أن تم إنشاء هذه المنطقة».

لقد وفرت هذه المنطقة على أهالي القرى الذهاب إلى "دمشق" لإصلاح سياراتهم وآلياتهم الزراعية، كما وفرت الكثير من فرص العمل للشباب الصغار والمهنيين المتخصصين بأمور الصيانة على اختلاف أنواعها، وهي منطقة شبه متكاملة قياساً بحجم العمل والخدمات اللازمة للمنطقة، ولا ينقصها سوى بعض المتاجر المتخصصة ببيع إطارات السيارات والدراجات النارية والجرارات الزراعية؛ فأهل المنطقة ما زالوا يقصدون "دمشق" لشراء الإطارات

وخلال الجولة التقينا أيضاً السيد "رضا موصللي" الذي يعمل في مجال صيانة المحركات الثقيلة، ويقول: «لقد وفرت هذه المنطقة على أهالي القرى الذهاب إلى "دمشق" لإصلاح سياراتهم وآلياتهم الزراعية، كما وفرت الكثير من فرص العمل للشباب الصغار والمهنيين المتخصصين بأمور الصيانة على اختلاف أنواعها، وهي منطقة شبه متكاملة قياساً بحجم العمل والخدمات اللازمة للمنطقة، ولا ينقصها سوى بعض المتاجر المتخصصة ببيع إطارات السيارات والدراجات النارية والجرارات الزراعية؛ فأهل المنطقة ما زالوا يقصدون "دمشق" لشراء الإطارات».

عبد الرحمن دعبول

وعن المشكلات التي تعاني منها المنطقة يكمل "موصللي": «كل المهن التي تحتويها المنطقة تعتمد كلياً على الكهرباء، فيأتي موضوع التقنين معطلاً ومضراً بمصالح الناس سواء العمال أو الزبائن، وأتمنى لو أن البلدية تعمل على تجهيز مولدة كهربائية ضخمة تكفي لتشغيل الورشات جميعها، حيث تتقاسم التكلفة مع المستثمرين؛ فالقرى المجاورة تعيش حالة انتعاش عمراني غير مسبوق، وهي تعتمد بشكل رئيس على خدمات المنطقة الصناعية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عمدت البلدية مؤخراً إلى رفع بدل الإيجار المفروض على المحلات المستثمرة بما لا يتناسب ومستوى العمل القائم اليوم، ما أثار موجة استياء لدى جميع العاملين».

وللحديث عن ظروف تأسيس المنطقة كان لنا لقاء مع السيد "أحمد محمد بلان" أول رئيس بلدية لقرية "الصبورة"، الذي أوجز لنا ظروف الإنشاء بالقول: «أنشِئت هذه المنطقة في العام 1995 حين كنت رئيساً للبلدية، إذ كانت بعض محلات الصناعة والمهن الثقيلة منتشرة ضمن الأحياء السكنية وتسبب الضجيج والتلوث، وتعطي صورة سيئة عن المنطقة التي كانت حينذاك قد بدأت استقطاب رجال الأعمال والتجار لإقامة مزارع فيها، فكان لا بد من تنظيم هذه الظاهرة وخلق مكان ملائم وقريب يخدم الجميع، إلا أن إمكانيات البلدية كانت محدودة بعض الشيء فلجأت إلى العمل الشعبي وعائداته المالية؛ فلم يبخل المقتدرون من الأهالي على دعم هذه المبادرة التي عادت بالنفع على أهل القرية وسائر القرى المجاورة، وقد حرصنا منذ ذلك الحين على توفير جميع الخدمات اللازمة من ماء وكهرباء وصرف صحي وتعبيد؛ كما يوجد فيها مطعم ومسجد، وها هي اليوم تفيض بخدمات جمة على معظم القرى والبلدات المحيطة».

أحمد بلان

يذكر أن هذه المنطقة تقع شمال شرقي القرية، وتسمى شعبياً "الصناعة"، وتضم 40 ورشةً صناعية توفر مئتي فرصة عمل وتعيل ما يقارب المئة أسرة.

خراطة المعادن