مجموعة ثمينة من الحيوانات المحنطة قدمتها أسرة العالم "حسين الإيبش"، مع صور فوتوغرافية توثيقية وأدوات الصيد الأولى... لوزارة التربية السورية لتصنع منها "المتحف المدرسي للعلوم".

وفي جولة لمدونة وطن "eSyria" على أقسام المتحف بتاريخ 12 شباط 2014 التقت السيد "ثائر العطار" أحد زوار المتحف الذي تحدث عن أهميته ويقول: «المتحف فريد من نوعه، وأعتقد أنه يحتوي على مقتنيات لا يوجد لها مثيل في المتاحف الأخرى، ففيه تم تحنيط وعرض الكثير من الحيوانات المنقرضة التي لا يمكن رؤيتها اليوم، كما يحتوي أيضاً على قطع نادرة يعود بعضها إلى آلاف السنين».

المتحف فريد من نوعه، وأعتقد أنه يحتوي على مقتنيات لا يوجد لها مثيل في المتاحف الأخرى، ففيه تم تحنيط وعرض الكثير من الحيوانات المنقرضة التي لا يمكن رؤيتها اليوم، كما يحتوي أيضاً على قطع نادرة يعود بعضها إلى آلاف السنين

أما "عبد الرحمن عزوز" المشارك في أعمال المتحف فيقول: «هدفنا الأساسي الاستفادة من الإرث المهمل في مدارسنا الذي لا ندرك قيمته، وتزويد المتحف به ليحمل طابعاً علمياً أكبر وأوسع، فقد تم جمع مختلف الوسائل التدريسية التي كانت تستخدم على مدار السنوات الطويلة في مدارس "دمشق" مثل: (مدرسة "جودت الهاشمي"، و"ابن خلدون"، و"عبد الرحمن الكواكبي"، و"دار السلام")، التي يعود بعضها إلى أيام الانتداب الفرنسي، ووضعت في الطابق الثالث من المتحف، وهذه الوسائل الإيضاحية نفتقدها اليوم لقدمها وبدائيتها، كما يحتوي المتحف أنواعاً مختلفة من الآلات الكاتبة والحاسبة القديمة التي ربما لم يسمع عنها الكثيرون منا ولم يروها البتة».

ويتابع: «بعد جمع المقتنيات النادرة والفريدة تهافت المهتمون من كبار الأكاديميين لإغناء المتحف بمجموعات أخرى نادرة، ما جعل المشرفون على المتحف يعانون من ضيق المكان، حتى تمكنوا من الحصول على موافقة بالصعود العمودي بالطوابق وإضافة المزيد من الأجنحة والمعروضات، إلا أن الهدف التوسع الأفقي إذ إن القطع النادرة التي حصلنا عليها ويزيد عددها على 400 قطعة يجب عرضها بشكل متجانس ومتتابع دون صعود طابقي الذي قد يشوه من جمالية وأهمية هذه القطع، وقامت مديرية سياحة "دمشق" مع بداية العام 2013 باعتماد المتحف المدرسي للعلوم كمتحف رسمي ضمن متاحف المدينة».

وأشارت "هفاف المقدسي" المشرفة على المتحف إلى أن الحلم بدأ منذ عام 1914 عندما قام العالم "حسين الإيبش" برحلة إلى مجاهل إفريقيا والهند لاصطياد الحيوانات المفترسة حتى عام 1926، وتلك الرحلة لم يكن هدفها الصيد فقط وإنما بهدف البحث من خلال جمع تلك الحيوانات في متحف ليكون محوراً للبحث العلمي، وعن المتحف تقول: «يقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول يحتوي على صالة عرض سينمائية يتم فيها استقبال الزوار لأخذ فكرة عن المتحف ومعروضاته، حيث يتم عرض فيلم وثائقي علمي للتعرف على الحيوانات البرية وحياتها الطبيعية، أما القسم الثاني فيضم مجموعات من الحيوانات المحنطة إضافة إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي توثق رحلة العالم "الإيبش"، ومجموعة من الوثائق الخاصة به، أما القسم الثالث فيحتوي الوسائل الإيضاحية والتدريسية الأولى التي قام بجمعها مخوّل من كافة مدارس "دمشق"».

يذكر أن العالم "حسين الإيبش" من مواليد "دمشق" عام 1884 أول موثق للحياة البرية في العالم، وأول إنسان وثق بالصور والوثائق ما عاشه خلال 12 سنة مع شعوب وقبائل هذه المناطق الإفريقية والهندية، وكان "الإيبش" من أبرز أبطال رياضات القوى والسباحة في حياته الجامعية، ويعتبر أول من أدخل رياضة كرة القدم إلى "سورية"، واشتهر بأعماله الزراعية الواسعة، وبمهارته في الرماية والصيد ونال العشرات من الأوسمة الدولية والمحلية وتوفي عام 1967 في مدينته.

يشار إلى أن المتحف أنشئ عام 2007 ليكون من أهم المتاحف المتخصصة، وهو موجود في منطقة "التجارة" في "دمشق" قرب مدرسة "عبد القادر أرناؤوط".