عُرف عن باب توما الحي الدمشقي القديم أنه ملتقى العشاق والمحبين، ففي المساء يكتظ الحي المتألق، بزائريه وخاصة رواد المقاهي الدمشقية والمطاعم والكافتيريات المحدثة في البيوت الدمشقية القديمة.

مرت على حجارة الحي أقدام المحبين والعشاق، وحمل هواءه كلمات الغزل، وثبتت أبواب منازله وجدرانها وعود الإخلاص، ليبقي حي باب توما حاملاً للصدق لهم في قلبه، متوجاً به حكايات الحب الدمشقية في عيد الحب.

تُزين واجهات المحال التجارية والمقاهي بلون العشق والهيام، الأحمر، فتبدوا كبراكين مشاعر وأحاسيس صادقة، وبين كل هذه الحمم العشقية يتميز محل "جميل" للهدايا بركنه المملوء بالورود الحمراء، الفناجين الحمراء، الدببة الحمراء، التحف الحمراء، الصناديق الحمراء، كل الهدايا حمراء بلون الدم تعبيرا عن الوفاء والإخلاص فالعهد الدموي لا يفكه أحد.

زاويته الحمراء

ومن باب توما يرى جهاد أبو كسم صاحب محل جميل للهدايا أن عيد الحب "أصبح كأعياد رأس السنة والميلاد والفطر والأضحى"، ويتابع أبو كسم "نحن كأصحاب مصالح تجارية نجني فائدة مادية كبيرة في مثل هذه الأعياد، عدا عن الفائدة المعنوية بأنك تتعامل مع عشاق ومحبين وتساعدهم وإن كان بفائدة مادة معينة على الاحتفال بعيدهم السنوي".

عمر زاويته الحمراء يزيد عن ثلاث سنوات ويكثر الطلب عليه في الأيام السابقة لعيد الحب وأكثر الأشياء التي يبتاعها العشاق هي التحف الخشبية والألعاب كالدببة والقطط الحمراء وبالطبع الوردة الحمراء ويعتقد أبو كسم أن "عيد الحب يزداد ازدهاراً في سوريا"، لكنه يفاجئنا بأنه ممن تأتيهم الكثير من الهدايا في عيد الحب رغم أنه لا يعني له الكثير ويرجئ هذه الحالة لعدم وجود قصة حب خاصة في حياته.

أما طارق وهو أحد العملين في هذا المحل، يشتري هديته من ذات المكان ويرى طارق الاختصاصي بين العاملين في محل جميل بمفاهيم الحب وهداياه أن "أكثر الهدايا رواجاً في هذا اليوم الوردة الحمراء" ولكن الملاحظ أن الهدايا جميعا حمراء في عيد الحب ويبرر طارق الحمرة باعتبارها لون الحب، وهو يتبادل الهدية مع من يحب مشبهاً هذه الحالة بالحب المتبادل وهو أصح أشكال الحب برأيه، وفي النهاية يؤمن طارق أن العيد يوم ولكن الحب في كل يوم لأنه أساس الأمل ودافع الحياة.