نتيجة الواقع الذي فرضته أزمة "كورونا"، وما أدت إليه من حظرٍ صحي طال مختلف القطاعات ومنها القطاع التربوي، كان لا بدّ من العمل لإيجاد الحلول لتعويض الفاقد التعليمي سواء للمراحل الانتقالية، أو لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية البالغ عددهم حوالي النصف مليون.

للحديث عن الجهود المبذولة لتعويض الفاقد التعليمي والآليات المتبعة لهذا الغرض، مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 13 تموز 2020 مع د.

بلغ مجموع الدروس في كل من المنصة التربوية السورية للصفين الثاني والثالث الثانوي، والمنصة السورية للتعلم المبكر للصفين التاسع والأول الثانوي، ومنصة "دمشق" التربوية 690 درساً، أما عدد المشاهدات لهذه الدروس فقد بلغ 943395 مشاهدة، بنسبة 94 بالمئة مشاهد من الجمهورية العربية السورية، أما عدد أسئلة الطلاب الواردة على موقع المنصة من تاريخ 16 حزيران 2020 لغاية 5 من نيسان 2020 فقد بلغت 460 سؤالاً، كما بلغت مبادرات المدرسين من كافة المحافظات 254 درساً للصفوف من الأول حتى السادس، واختبارات تفاعلية تخص طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، أيضاً قدمت المنصة برنامج تواصل مفتوح بين المدرسين والطلاب عبر السكايب والشبكة الهاتفية ومواقع المنصات، وذلك خلال الفترة من تاريخ الخامس حتى الرابع عشر من نيسان 2020

"ياسر نوح" مدير المعلوماتية في وزارة التربية، حيث قال: «تمّ تعويض الفاقد التعليمي من قبل مديرية المعلوماتية عن طريق التعليم المتمازج عبر إضافة مخدم جديد، وربطه بموقع التعلم المتمازج لاستيعاب الطلاب الجدد والمحتوى الرقمي التعليمي، وأيضاً إضافة أداة "H5P" الخاصة بإعداد فيديوهات وعروض وألعاب وجميعها تفاعلية، كما تمت إضافة أدوات المختبرات الافتراضية في المواد العلمية كالفيزياء والكيمياء والرياضيات، إلى جانب إضافة أداة الصفوف والاجتماعات الافتراضية إلى "الموودل"، وحسابات للطلاب الجدد المستفيدين من موقع التعلم المتمازج في فترة انقطاعهم عن الدراسة، وقد بلغ عددهم ثلاثة آلاف طالب، مع إعطائهم الصلاحيات اللازمة كل حسب صفه، كما تمت متابعة دخول الطلاب الزوار للموقع إلى الملفات التي يحتاجونها حتى تجاوز عدد الزيارات ستةً وسبعين ألف زيارة.

صف افتراضي

أما وتيرة العمل فقد شهدت زيادةً لإتمام المحتوى العلمي رقمياً، وإنشاء الاختبارات والأنشطة المناسبة للتعلم عن بعد، بالإضافة إلى جداول منظمة لجلسات مراجعة للشهادتين الإعدادية والثانوية».

ويتابع: «أما بالنسبة لتدريب الكوادر فقد تم على ثلاث مراحل، ففي المرحلة الأولى تم تدريب الكوادر عن بعد وعبر "الموودل" في موقع التعلم المتمازج، وقد شملت الفئة المستهدفة المدرسين الجدد. وشملت المرحلة الثانية إداريي شعب التعلم المتمازج والفريق التقني في كل المحافظات، والهدف اعتماد آليات جديدة في العمل متناسبة مع الآليات الجديدة التي تمت إضافتها وتطويرها، وقد أقيم التدريب ضمن مركز "الباسل" في محافظة "حماة"، لتبدأ المرحلة الثالثة، وقد كانت الدورات فيها مركزية ضمن قاعة الشبكة في وزارة التربية، وخلالها تم العمل على خمس دورات تدريبية، كل منها يشمل اختصاصاً محدداً، مع ملاحظة إلغاء الدورة الأخيرة لاختصاص العلوم بسبب أزمة "كورونا"، وخلال فترة الحظر تم العمل عن بعد مراعاةً لسلامة الكوادر، حيث قمنا بتدريب المدرسين والإداريين على الصفوف الافتراضية، والتي تم إدخالها بشكل متزامن مع فترة الانقطاع، كما تم استخدام شعب التعليم المتمازج كمراكز لبث الدروس من الصفوف الافتراضية، وقد بلغ عدد الكوادر التي تم تدريبها لجميع كوادر شعب التعلم المتمازج من إداريين ومشرفين تقنيين ومدرسين بجميع الاختصاصات 123 متدرباً».

أما مدير المنصات التربوية السورية "محمود حامد" فقد قال: «بلغ مجموع الدروس في كل من المنصة التربوية السورية للصفين الثاني والثالث الثانوي، والمنصة السورية للتعلم المبكر للصفين التاسع والأول الثانوي، ومنصة "دمشق" التربوية 690 درساً، أما عدد المشاهدات لهذه الدروس فقد بلغ 943395 مشاهدة، بنسبة 94 بالمئة مشاهد من الجمهورية العربية السورية، أما عدد أسئلة الطلاب الواردة على موقع المنصة من تاريخ 16 حزيران 2020 لغاية 5 من نيسان 2020 فقد بلغت 460 سؤالاً، كما بلغت مبادرات المدرسين من كافة المحافظات 254 درساً للصفوف من الأول حتى السادس، واختبارات تفاعلية تخص طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، أيضاً قدمت المنصة برنامج تواصل مفتوح بين المدرسين والطلاب عبر السكايب والشبكة الهاتفية ومواقع المنصات، وذلك خلال الفترة من تاريخ الخامس حتى الرابع عشر من نيسان 2020».

المدرّسة "بدرية التعمري" كان لها تجربتها مع المبادرات في التعلم عن بعد، وعنها تقول: «مبادرة عالمية انطلقت من "تونس" لتعويض الفاقد التعليمي الذي فرضه الحجر الصحي في كافة أنحاء العالم، وانطلقت المبادرة من فكرة أن "مايكروسوفت" وفرت برنامج "أوفيس 365" بشكل مجاني للوزارات المتعاقدة معها، بحيث تؤمن لها أكبر عدد من الطلاب، وقد تواصلت معي المنسقة من "تونس" بمبادرة منها لمساعدة الشعب السوري، وخصوصاً أن هذا البرنامج محظور في بلدنا، وبدأت بتنظيم المبادرة والعمل على تنسيقها في "سورية" على مرحلتين بالتعاون مع مدربين أون لاين في "تونس"، شملت المرحلة الأولى تدريب 30 معلماً، والمرحلة الثانية 275 معلماً، ليتجاوز بذلك الرقم النهائي 300 معلم، وفي نهاية الدورة حصلوا على شهادات. شمل التدريب جميع الاختصاصات لمتدربين من كافة المحافظات، ومن بينهم مدربي دمج التقانة بالتعليم، ومدربي مناهج مطورة، وقد حاولتُ تغطية كل الإمكانيات بشكل أفقي، بحيث يتمكن المعلمون بدورهم من التفاعل مع طلابهم عبر صفوف افتراضية تتيح تبادل المعلومات، وبشكل عام قاربت نسبة الاستفادة في بداية التجربة 15 بالمئة، وبعد رؤية النتائج أعمل حالياً على دورات تدريبية لكل من حصل على حساب "الأوفيس 365" أو لم يحصل عليه، لأنه بإمكانه الدخول عليه من خلال الويب عن طريق قبوله كضيف، والغاية تغطية أكبر عدد من المعلمين وبالتالي من خلالهم استفاد أكبر عدد من الطلاب».

وفي الخلاصة بعملية حسابية بسيطة نرى أن مبادرة فردية واحدة شملت 300 معلم أي 300 صف افتراضي، وبمعدل وسطي يشمل كل صف خمسين طالباً أون لاين، وبالتالي النتيجة ستكون استفادة 15 ألف طالباً، ناهيك عن المبادرات التي قامت بها الوزارة والتي استفاد منها مئات الألوف من الطلاب، الأمر الذي يدعو إلى تشجيع مثل هذه المبادرات ودعمها، وتوفير البيئة المادية المناسبة لها، لما لها من أهمية في تحسين جودة التعليم ونقله إلى آفاق جديدة.