تستقطب الحدائق بأزهارها الجميلة وأشجارها الوارفة الظلال مختلف شرائح المجتمع التي تبحث عن الراحة والسكينة والهدوء بعيدا ً عن الضجيج، لكن هناك من له دور كبير في الحفاظ على هدوء هذه الحدائق وجمالها.

موقع "eSyria" التقى في 18/4/2009 السيد"عبد الهادي شوقي" أحد عمال الحدائق في "حديقة تشرين ببلدة حرستا في ريف دمشق" حيث كان يحرث أشجار الحديقة بآلة صغيرة وبطريقة سهلة وسريعة، طريقة ولدت الفضول لدينا لمراقبة طريقة العمل ومعرفة تفاصيل أوفى من هذا العامل الذي أبدى كل سعادة أثناء تصويرنا له وهو يعمل خلف الآلة ما شجعنا للحوار معه.

أنصح العائلات بالنظر إلى الحديقة كالبيت في الهدوء والنظافة والجمال لأننا نتعب ونعمل ليسعد غيرنا ويتمتع بالجلوس على مرج أخضر يزيح عن كاهله الهموم ومشاغل الحياة

*السيد"شوقي" أهلا بك في موقعنا، نحييك على جهدك وحرصك على جمال الحديقة، حبذا لو تتحدث لنا عن هذه الآلة؟

تصل لجميع الاماكن

**« آلة زراعية متخصصة بحراثة الأشجار وبإمكانها الوصول إلى أماكن ضيقة، ونتائجها أفضل من عمل الإنسان، وهي توفر الوقت والجهد والمال، فيمكننا خلال ساعة أن نحرث مساحة أكبر من مساحة يقوم بحراثتها أي عامل، والأهم أن الآلة لا تتعب على عكس الإنسان، أعمل بهذه الآلة منذ سنتين في هذه الحديقة، أما سابقاً فكان عملنا بالطرق البدائية وهذا كان متعباً ويحتاج إلى نحو أسبوع، أما الآن فالمسألة سهلة حيث أحرث الحديقة بأكملها خلال يوم واحد».

*السيد"شوقي" ما هي الميزات الفنية لآلة الحراثة؟

صغيرة الحجم ويدوية نصف آلية

**« هي آلة تزن نحو/60/ كيلو غرام لها مقود ليتحكم العمل باتجاهها، ولها شفرتان من الحديد على شكل أقراص بينها أربع قطع حادة بطول /35/ سنتيمتر برؤوس ملتوية قليلاً، تصل هذه القطع إلى أعماق التربة بهذا الطول فتجعلها متفتتة الأمر الذي يجعل امتصاص المياه سهلاً ونمو الشجرة سريعاً ومريحاً».

*ما الوقود المستخدم في آلة الحراثة؟

بعد الحراثة

**« تعتمد الآلة على مادة "البنزين" وهي تستهلك لتراً واحداً خلال ساعة واحدة من العمل، والأهم من ذلك أنها خلال العمل لا تصدر أصوات مزعجة ولا رائحة لاحتراق الوقود وهذا يعني أن زوار الحديقة لا يقلقون منا أثناء تجوالهم، فهذه الآلة صديقة للبيئة والإنسان على حد سواء».

*ما عدد المرات التي تحتاج الحديقة إلى الحراثة؟

**« لدينا برنامج يعتمد على حراثة الأشجار كل أسبوعين نظراً لكثافة العائلات التي تأتي إلى الحديقة خاصة أن الأولاد يلعبون تحت ظل الأشجار والعائلات تجلس هنا في أوقات الحرارة المرتفعة».

*ماذا تفعل في الحديقة في الأيام التي لا توجد فيها الحراثة؟

**« يبدأ عملي في الثامنة صباحاً، قبل كل شيء أتجول في أرجاء الحديقة وأتفقد الأشجار والسور الحديدي، ثم أقوم بجمع المخلفات أينما ُوجدت وأضعها في حاوية خاصة لرميها بعيداً قبل نهاية الدوام، وأرى أنه من الواجب أن أنصح العائلات بالحفاظ على النظافة وتوعية الأطفال بعدم التعرض للأشجار، فالشجرة ثروة للإنسان والبيئة لأنها تمنحنا الجمال والهواء النقي».

*إلى أي حد يتعاون الأهالي ولاسيما الأطفال معك في الحفاظ على سلامة الحديقة؟

**« هناك تعاون جيد لأنهم باتوا يدركون أنني أعمل لمصلحتهم، فالحديقة ليست لي ولا لعائلتي، فهي لنا جميعاً وهذا يقتضي منا المزيد من التعاون والاحترام، وقد تمكنتُ خلال عملي من تأسيس وعي بيئي واجتماعي لدى زوار الحديقة بضرورة

الحفاظ على المساحات الخضراء ومصادر المياه هنا».

*بماذا تنصح العائلات التي تزور الحدائق؟

**« أنصح العائلات بالنظر إلى الحديقة كالبيت في الهدوء والنظافة والجمال لأننا نتعب ونعمل ليسعد غيرنا ويتمتع بالجلوس على مرج أخضر يزيح عن كاهله الهموم ومشاغل الحياة».