لا تزال مياهه تغطي المدينة القديمة لـ"دمشق"، ورد اسمه في التوراة، ويؤرخ "أبانا" أو "بانياس" لدمشق العمورية، اشتق اسمه من "الصخور المشققة".

مدونة وطن "eSyria" بحثت بتاريخ 4 نيسان 2014 في كتب ومراجع التاريخ التي تتحدث عن نهر "بانياس"، حيث أشار الباحث "أحمد غسان سبانو" في كتابه "مكتشفات مثيرة تغير تاريخ دمشق القديم إرم ذات العماد" بالقول: «يتفرع نهر بانياس أو "باناس" أو "أبانا" من خانق الربوة من منطقة انحراف طبيعي للنهر فيأخذ المجرى اليميني من بردى ويدخل إلى منطقة مدينة "دمشق" قرب الجامعة، فتكية السلطان "سليم" ويتابع حتى "المولوية" وجامع "تنكز" وشارع رامي فالسنجقدار، ويتفرع عند منطقة "سيدي خليل" إلى قسمين الأول "طوير" يجري نحو الحميدية فالعصرونية وينتهي بباب توما وله ثلث مياه "بانياس"، والفرع الآخر "بانياس" فينقسم داخل القلعة إلى قسمين: الأول يتجه نحو العصرونية وباب البريد وسبع طوالع وحمام النوفرة وله ثلث الباقي من مياه نهر بانياس بعد أخذ مياه فرع "طوير"، أما ما تبقى من بانياس فيتجه نحو "الشاغور"، وفي "الحريقة" يتفرع إلى فرعين نحو الباب الصغير والميدان والآخر إلى بساتين "الشاغور" والباب الشرقي وينتهي بالنهر الأبيض».

ورد ذكر "أبانا" قبل "فرفار" أي "بردى" لأن "أبانا" هو نهر السقاية في المدينة، أما "فرفار" فهو النهر الذي يمر شمالي المدينة

ويضيف "سبانو" بالقول: «تبين من رسم النهر أنه لا يغطي المدينة العمورية فقط بل يحيط بها، وتبين أن جره وإدخاله إلى المدينة قد تم بنفس الوقت مع تخطيط المدينة وذلك لتناسق الهندسة والتوزيع بين المدينة والنهر، فأخذ القسم الأول اتجاهه نحو السور الخارجي للمدينة العمورية وكان يحد السور خندق، فأحاط بخندق حماية المدينة وفائضه تابع سيره نحو بردى في منطقة باب توما التي أحدثت فيما بعد إلا أن النهر سابق على إحداثها وقد أخذ القسم الأول ثلث مياه بانياس الأصلي».

نهر بانياس من غوغل ارث

ويتابع "سبانو": «بينما اتجه القسم الثاني نحو المعبد معبد حدد وسقى المناطق المحيطة به ثم اتجه إلى القصور الواقعة جنوب وشمال "سويقة جيرون" وانتهت فوائضه بباب توما أي في نهر بردى الأصلي، أما القسم الثالث فاتجه جنوباً إلى الشاغور أي نحو القصر و"الشاغور" في اللغة "العمورية والكنعانية" هي الأراضي المسقية بقنوات المياه، أما الفرع المشتق من فرع القصر الذي اتجه نحو منطقة باب الصغير والميدان فقد اتجه لسقاية الأحياء الشعبية؛ لأن سواد الشعب في الزمن العموري كان يقطن حول المدينة بينما يسكن المدينة الملك وحاشيته وعسكره والتجار والكهنة».

ويقول الدكتور "صفوان خير": «مياه "بانياس" تجري على مستوى أخفض من مستوى القنوات ببضعة أمتار، ولذلك يمكن التعرف على فروع كل منهما من مواضع المقاسم، إذ تشاهد مقاسم بانياس على جدران المنازل وعلى ارتفاع متر أو أكثر فوق سطح الأرض.

الباحث المرحوم قتيبة الشهابي

إلا أن هناك رأياً آخر يقول: «إن العموريين والكنعانيين كانوا يمددون بعض قنوات المياه التي تختص بالشرب على ارتفاع يصل إلى الطابق الثاني من قصورهم أي بحدود 4-6م وارتفاع القناة الموجودة ضمن السور العموري والظاهرة حتى الآن في منطقة السبع طوالع على ارتفاع 1.5 –م2، وبعد إضافة 3-4م هو العمق الذي تكمن فيه المدينة العمورية استناداً لقياسات عمق باب توما وباب شرقي فنجد أن ارتفاع القناة هو 4.5 – 6م وهو الارتفاع المقدر والمقرر في التخطيط العموري الكنعاني للقناة المخصصة للشرب وهو التفسير والمنطقي لوجود هذه القنوات المرتفعة التي مددت من قديم الزمان ضمن أنابيب فخارية مغلقة لحفظها ولنظافتها، لذلك يمكن إطلاق عصر "بانياس" على الفترة التي تبدأ من العصر البرونزي إلى أوائل العصر الآرامي أي منذ حوالي 2500 سنة قبل الميلاد وحتى 1500ق.م، وتبين أن بانياس يؤرخ لـ"دمشق العمورية"».

ويشير الباحث "قتيبة الشهابي" في كتابه "دمشق تاريخ وصور" بالقول: «يتفرع نهر بانياس عن نهر بردى بأول الربوة من سادس مقسم ويجري حتى يدخل قلعة "دمشق" وينقسم إلى قسمين: قسم يتجه شرقاً نحو الجامع الأموي، وقسم يتجه جنوباً خارج السور. أما سبب تسميته فهي كلمة آرامية تعني "الصخور المشققة" وهي نسبة إلى منبعه».

وبين "حبيب الزيات" في كتابه "الخزانة الشرقية" بالقول: «وردت كلمة "أبانا" و"فرفار" في التوراة في سفر الملوك الآية 12 في مجال تفاخر نعمان السرياني قائد جيوش "بنحدد" ملك الآراميين بنهري "دمشق" "أبانا وفرفار" بأنهما أحسن من جميع مياه "فلسطين"».

أما "سوفاجيه" فيقول: «أما "أبانا" فمن المرجح أنه المسمى بنهر "بانياس" وهو إحدى القنوات التي لا تزال حتى يومنا هذا تمد بالماء قسماً من المدينة القديمة».

ويشير الدكتور "صفوح خير" بالقول: «ورد ذكر "أبانا" قبل "فرفار" أي "بردى" لأن "أبانا" هو نهر السقاية في المدينة، أما "فرفار" فهو النهر الذي يمر شمالي المدينة».