بإحساسها المرهف، ورغبتها الحقيقية في إيصال رسالة إنسانية إلى العالم، تمكّنت السورية المغتربة "ميشلين يوسف" من ابتكار شخصية افتراضية تروي قصصاً عن معاناة الأطفال السوريين جرّاء الحرب على بلادهم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 7 تشرين الأول 2017، وعن الشخصية الافتراضية تقول: «استوحيت فكرة "شام" من الأطفال الذين يحملون ألعابهم في مخيمات اللجوء، وهي ممزقة ومهترئة، وفي أحيان أخرى محروقة بعد حدوث انفجار ما، ولأن الدمية هي الصديق المفضل للأطفال؛ فهم يحتضنون ألعابهم بحثاً عن الحب والحنان والأمان؛ وهذا ما أريد أن أعيده لهم من خلال مشروع الدمية "شام"، التي تحاكي صورة فتاة تعيش في أحد المخيمات، وطلبت من الرسام "أسعد حناش" رسمها مع إضافات معينة تمّ الاتفاق عليها. ومن الأساسيات التي أردت التركيز عليها عينَي الشخصية ولمعتهما، وأعطيتها اسم "شام" للدلالة على أقدم منطقة مأهولة في التاريخ، وأهدف من خلالها إلى إيصال رسالتين: الأولى تركز على اللعبة التي تشارك الطفل تفاصيل حياته الصعبة، وتخفف من معاناته، لتعطيه أملاً بغدٍ أفضل. والثانية موجهة إلى العالم حول حقوق الطفل الأساسية بالأمان والحب والعائلة والتعليم والدفء، وغيرها. يجب أن تصل "شام" إلى العالم باسمها وشكلها ومحتواها، وهي في الوقت الحالي والقصة التي ترويها تمثّل رمزاً يحكي عن "سورية"، وكنت حريصة على ألا تنتمي إلى مكان أو دين أو جماعة معينة».

أطلقنا في شهر أيلول حملة تمويل تشاركي بهدف تصنيع ثلاثمئة دمية كجزء من المشروع الذي يضم القصة، وشحن الدمى إلى الأطفال اللاجئين، والتحضير لقصص أخرى مصورة وكرتونية، فعندما تنتهي مرحلة الحرب، ستحكي "شام" قصصاً أخرى عن التراث والمجتمع السوري، وتكون قدوة في عائلتها. والقصة الأولى لها بدأت في قرية صغيرة كانت تمثل كل العالم بالنسبة لها، لكن الحرب تضطرها إلى النزوح مع عائلتها لتكتشف مدى اتساعه، وعندها تكون عاطفتها أقوى؛ فتحب الحياة واللعب، وتتفائل بما هو قادم، برفقة والدها الذي يحميها، ووالدتها الحنونة التي تمنح العاطفة للأسرة، وأخيها الصغير "رام" الذي فقد صوته عندما انهار منزلهم، لكن روحه بقيت متفائلة كبقية الأطفال. يضم فريق العمل في المشروع عدة متطوعين، منهم: "محمد سامر زعرور" كاتب سيناريو القصة، والرسام "أسعد حناش"

وعن القصة تقول: «أطلقنا في شهر أيلول حملة تمويل تشاركي بهدف تصنيع ثلاثمئة دمية كجزء من المشروع الذي يضم القصة، وشحن الدمى إلى الأطفال اللاجئين، والتحضير لقصص أخرى مصورة وكرتونية، فعندما تنتهي مرحلة الحرب، ستحكي "شام" قصصاً أخرى عن التراث والمجتمع السوري، وتكون قدوة في عائلتها. والقصة الأولى لها بدأت في قرية صغيرة كانت تمثل كل العالم بالنسبة لها، لكن الحرب تضطرها إلى النزوح مع عائلتها لتكتشف مدى اتساعه، وعندها تكون عاطفتها أقوى؛ فتحب الحياة واللعب، وتتفائل بما هو قادم، برفقة والدها الذي يحميها، ووالدتها الحنونة التي تمنح العاطفة للأسرة، وأخيها الصغير "رام" الذي فقد صوته عندما انهار منزلهم، لكن روحه بقيت متفائلة كبقية الأطفال. يضم فريق العمل في المشروع عدة متطوعين، منهم: "محمد سامر زعرور" كاتب سيناريو القصة، والرسام "أسعد حناش"».

"ميشلين يوسف" مبتكرة الدمية

من جهته "أسعد حناش" رسام الشخصية، يقول عنها: «عندما بدأت العمل على تصميم "شام" أصغيت إلى التفاصيل التي ذكرها لي "سامر"، حيث ركز على الوصف النفسي لها، وكأنه التقاها في مكان ما، وقضى معها وقتاً طويلاً حتى بات يفهمها تماماً. أما مبتكرتها "ميشلين"، التي تحبها وكأنها ابنتها، فطلبت التركيز على عينيها، واعتمدت عدة صور أرسلتها لي لفتاة صغيرة من المخيمات، وبعد دراسة عدد دمى مشهورة في جميع أنحاء العالم، بدأت التصميم، وبحثت منذ البداية عن مظهر مميز لها، لم أكن أريدها أن تبدو كبقية الألعاب لكونها فتاة ذكية ولماحة وذات خيال واسع، فاخترت لها قياسات وأبعاد مختلفة عن المألوف، كتكوين كتلة رأسها البعيدة عن التكوينات الدائرية، وعينيها الواسعتين اللتين تبدوان وكأنهما مغرورقتان بالدموع. أما بالنسبة للباسها، فهي ترتدي ما يتوفر في البيئة المحيطة، فاخترت اللونين الأحمر والأزرق غير المتوافقين في نظرية الألوان، وهي تخفي في تصميمها الكثير من الحكايات، وجزمة الفلاح التي تنتعلها، واللعبة الإسفنجية التي تحملها بين يديها، هي دعوة للسلام، والتواصل مع البشرية بطريقة فريدة من نوعها، وحاولت أن أوصل هذا الإحساس عندما صممتها».

الجدير بالذكر، أن "ميشلين يوسف" من مواليد "دمشق" عام 1977، خريجة أدب فرنسي في جامعة "دمشق"، وحاصلة على شهادة في إدارة الأعمال من "فرنسا"، وتدرس حالياً في "كندا" إدارة مشاريع، شاركت في مهرجان "الشرق" بتاريخ 8 تشرين الأول في مدينة "شيربروك" الكندية لتعريف الجمهور بحكاية الطفلة "شام".