تعمل الحرفية "سسيل بريمو" على مادة الشمع الخام والنحاس واللوحات الفسيفسائية الحجرية معاً، بطريقة مبتكرة يظهر فيها الحسّ الفني العالي والتفرد، وتنتج قطعاً فنية قابلة للاستخدام.

البداية كانت من قطع الألعاب التي أشعلت الفكرة ونشطت الهمة، بحسب حديث "سسيل صالحاني بريمو" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 آذار 2017، وتابعت: «فكرت وزوجي بصناعة قوالب للألعاب من مادة الشمع بحكم تكسر بعضها بيد ابنتي وحزنها عليها، وفعلاً تمكّنا من صناعتها بحرفية، كان هذا في عام 1990، ومنها كانت الانطلاقة لتصميم القوالب الشمعية والتخصص بها، ومحاولة التفرّد على الرغم من قلة الحرفيين العاملين بها، أو انعدامهم في المنطقة الجغرافية التي أعيش فيها.

عائلتي شجعتني والتزمت معي خمس سنوات حتى تأسيس ورشة مؤلفة من اثني عشر عاملاً من الشباب

القطع البسيطة صنعت بحب وشغف، ومنها تطورت مهاراتي باستخدام قوالب صعبة ومعقدة وجميلة بالوقت نفسه، إلى إنتاج قطع شمعية فنية أضفت إليها الكثير، كإضافة "القرفة" إلى المنتج النهائي، أو "الدانتيل" القماشي، والنحاس، والفسيفساء، كما أضيف القرفة للمواد الأولية التي تعطي رائحة متميزة عند إشعال الشمع».

تطعيم الشمع بلوحات نحاسية

وتضيف: «عائلتي شجعتني والتزمت معي خمس سنوات حتى تأسيس ورشة مؤلفة من اثني عشر عاملاً من الشباب».

التميز في صناعة الشمع هو الإضافات التي تمت على المنتجات، وكأنها جزء منها، وقالت: «قبل أن أصمّم القالب الشمعي ليكون مناسباً لفكرة تجول في ذهني أتصوره بشكله النهائي، وهذا شمل إدخال أحجار الفسيفساء، فأختار تصميمها مسبقاً وفق الحالة أو المناسبة، أو الهدف العام من إنتاج القطعة، وأبدأ تركيبها ضمن القالب الشمعي الجاهز للاستخدام، فينتج عمل فني تكتمل فيه الاحترافية النحتية والدقة وانسجام الألوان مع الفكرة؛ وهذا ينطبق على إدخال معدن النحاس في القوالب الشمعية بطريقة التفريغ للوحة النحاسية، وحرفية تركيبها على القالب».

تطعيم الشمع بفسيفساء حجرية

وعن نتائج هذا العمل، أضافت: «عملي منحني الاستقلالية الأنثوية التي كنت أحتاج إليها إلى جانب زوجي الذي ساندي في كل خطوة، وخاصة خلال السفر للبحث عن الإكسسوارات الإضافية في مختلف الأسواق المحلية والخارجية».

الفنان "عاصم تقلا"، قال: «تمكّنت الحرفية "سسيل" من التعامل مع التفاصيل الصغيرة أو المنمنمات بطريقة فنية جميلة في الكتل الشمعية، فعملها غير مسبوق، وما تقدّمه متفرّد، ويحتاج إلى وقت وتركيز، وقد تمكّنت من هذا ببراعة».

الحرفية سسيل صالحاني بريمو

أما الحرفية "ابتسام رومية"، فقالت: «ما قدمته "سسيل" منتج إبداعي -إن صح التعبير- لأنه يظهر الفكر الجديد في هذه الحرفة شبه النادرة؛ لأن قلة قليلة تعمل بها، إضافة إلى أنها تقدم منتجات مطورة من حيث الإضافات، كالمعدن والحجر وتمازجها بعضها مع بعض، وجميعها تحتاج إلى حرفية عالية بالتعامل، وهي تمكّنت منها».

يشار إلى أن "سسيل بريمو" من مواليد عام 1950، حيّ "القصاع".