بموهبة فنية وعشق كبير للسينما؛ تمكّن الفنان الشاب "مجد دالاتي" من صناعة أفلام صامتة، جمع من خلالها بين الإخراج والتمثيل، ليعبّر بدقائق قصيرة عن مفاهيم سامية كالصداقة والإنسانية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بتاريخ 31 آب 2016، وعن موهبته وخطواته الفنية الأولى، يقول: «اكتشفت موهبتي التمثيلية في أحد مخيمات الشبيبة بـ"دمشق"، حيث أدّيت مشهداً تمثيلياً، وكنت ضمن المجموعة الأولى من حيث الأداء التمثيلي، بعدها واصلت التدريب الذاتي أمام المرآة عبر أداء المشهد ذاته بعدة حالات، ثم بدأت خطواتي الأولى وكسرت حاجز الخوف أمام الكاميرا في فيلم "فانية وتتبدد"، ومسلسل "نساء للموت"، وبدأت التأقلم مع الجو الفني، على الرغم من قلة عدد المشاهد».

"مجد" فنان موهوب، وأتنبأ له مستقبلاً بالنجومية، كما أتمنى أن يحقق أهدافه السينمائية في مجال صناعة الأفلام الصامتة

وعن توجهه إلى صناعة الأفلام الصامتة إخراجاً وتمثيلاً، يقول: «دراستي للمعلوماتية وتصميم الرسوم المتحركة سمحت لي بالتوجه إلى الإخراج والمونتاج، وفي عام 2009 أخرجت فيلم رسوم متحركة قصيراً لقناة "براعم"، وحاولت التوسع في تعلم فنون الإخراج عن طريق قراءة مجموعة من الكتب المتخصصة بالإخراج السينمائي، وعبر متابعة الأفلام العالمية ولاسيما القصيرة منها، تعلمت الكثير عن التقطيع واللقطات والزوايا والكاميرات، واخترت الأفلام الصامتة؛ لأن تأثيرها عالمي، فعلى الرغم من صعوبتها من حيث أداء الممثل وكيفية تأثيرها بالجمهور من دون نطق، إلا أن الصمت لغة العالم، يستطيع الجميع فهم رسالة الفيلم الصامت من دون التقيد بحدود اللغة، كما تلعب الموسيقا دوراً كبيراً إلى جانب تعابير الممثل ونظراته.

الممثل والمخرج الشاب "مجد دالاتي"

وبدأت أولى أفلامي "حي على السلام" و"لدي ابتسامة" بإمكانيات بسيطة، حيث قمت بتصويرهما بكاميرا الهاتف النقال من دون إضاءة أو مكبرات صوت، وما شجعني على الاستمرار أن أحد المواقع العالمية المتخصصة بالأفلام تناولت فيلم "لدي ابتسامة" بإيجابية، حيث قيل عنه: (فيلم قصير يتكلم في دقائق عن الإنسانية وكيف يمكن للإنسان أن يتغير عندما يتلقى عرض صداقة من الآخر). حيث يعرض الفيلم أحد الشبان المتشردين ويؤدي دوره "شادي شهلة"، يحمل بيده حقيبة صغيرة يتكئ عليها ليرتاح أمام مدخل أحد المباني، ليفاجأ ساكنه بمظهره المريب، وقبل أن يقوم بطرده يفتح الحقيبة؛ وهو ما يصيب الآخر بالخوف، لكن المتشرد يفاجئه بوردة يقدمها له دعوة منه إلى الصداقة والتآخي».

وعن تأسيسه لمشروع "Glory films"، يقول: «يضم الفريق عدداً من الشباب المحترفين في مجال الكتابة والمونتاج والديكور والتصوير، بقيادتي كمخرج، إضافة إلى شباب وأطفال موهوبين، تم اختيارهم بعد اختبارات أداء ليشاركوا في سلسلة أفلام "Glory" القصيرة، وانتهينا مؤخراً من تصوير فيلم "قدر"، وحالياً نحضر لآخر بعنوان: "شطرنج"، ويتم التصوير الداخلي في استوديو خاص قمت بتجهيزه مؤخراً بمجهود شخصي، أما الخارجي، فيتبع إلى متطلبات المشهد».

الطفل الممثل ربيع جان في تصوير فيلم "شطرنج"

الكاتب السينمائي الشاب "محمد سيف الدين"، يروي عن تجربته مع "دالاتي" والأفلام القصيرة قائلاً: «عندما تعرفت إلى "مجد" لفتني إصراره لتحقيق حلمه، وبدأنا العمل معاً في فيلم (في ظلال الياسمين)، الذي تحدث عن سفر وهجرة الشباب، ثم فيلمي (حي على السلام)، و(لدي ابتسامة)، حيث نجحا بإثارة إعجاب الجمهور؛ وهو ما دفعه إلى تأسيس مشروعه الذي يضم شباباً من مختلف أنحاء العالم، وطموحنا بالوصول إلى العالمية مستمر».

وعن فيلم "شطرنج" الذي كتبه مؤخراً، يقول "سيف الدين": «أحاول من خلال هذا الفيلم التعبير عن السلام الموجود بداخل كل منا، الذي يرفض الخضوع للشر؛ فالحب هو السبيل الوحيد للنجاة بعيداً عن كل الصراعات، وعلى الرغم من الصعوبات التي اعترضتنا في البداية؛ كالإمكانيات المادية والتجهيزات اللازمة، لم نتخلّ عن هدفنا، ويُشكر الفنان "مجد دالاتي" على عمله وصبره».

"مجد"مع الفنان "سلوم حداد" في مسلسل "خاتون"

الممثل "ميلاد يوسف"، يقول عن موهبة "دالاتي": «"مجد" فنان موهوب، وأتنبأ له مستقبلاً بالنجومية، كما أتمنى أن يحقق أهدافه السينمائية في مجال صناعة الأفلام الصامتة».

الجدير بالذكر، أن "مجد دالاتي" من مواليد "دمشق"، عام 1995، تخرج في معهد المأمون عام 2014، (قسم المعلوماتية والتصميم الهندسي).