دقة الصنع، وجمال المنتج المشغول من إعادة تدوير الألبسة المستعملة، حفز الرسامة "رزان كيلاني" على الرسم بالقطع القماشية بدل الريشة والألوان، فاختارت ألواناً تبث الفرح والراحة النفسية لتشكل لوحتها "الجامع الأموي".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 تموز 2016، "كيلاني" لمشاركتها في المعرض الذي أقيم في "المركز الثقافي العربي بمشروع دمر"، حيث رغبت أن تخوض تجربة فنية جديدة ومختلفة عما امتلكته من موهبة فنية وهي الرسم، وعن تجربتها قالت: «أعجبت بالمنتجات المنزلية المشغولة من مواد قماشية مستعملة عند زيارتي لأحد المراكز الثقافية، وعندما سألت المسؤولة عن المشروع الدكتورة "سحر البصير" أخبرتني أنه تقليد تراثي يسمى "البقجة" لدى أهل الشام، حيث كانت جداتنا يقمن بجمع الملابس المستعملة وإعادة تدويرها».

أعجبت بالمنتجات المنزلية المشغولة من مواد قماشية مستعملة عند زيارتي لأحد المراكز الثقافية، وعندما سألت المسؤولة عن المشروع الدكتورة "سحر البصير" أخبرتني أنه تقليد تراثي يسمى "البقجة" لدى أهل الشام، حيث كانت جداتنا يقمن بجمع الملابس المستعملة وإعادة تدويرها

وعن بداية تعلمها، قالت: «شدني المشروع؛ فالمنتجات تحوي رائحة الماضي الذي أعشقه ورؤيتي للحاضر الذي أنتمي إليه، التحقت بدورة تدريبية أضافت إليّ الكثير، مع العلم أنني لم أمسك الإبرة والخيط إلا نادراً؛ فأنا رسامة بالريشة، إلا أن هذا الفن مختلف؛ حيث لا يمكنك أن تستعين بالريشة لتعبر عن نفسك، ولا يمكنك أن تلون لتبرز إحساسك، وإنما عليك تشكيل لوحتك الخاصة بك مما هو متوافر بين يديك، فإحساسك بالقماش هو من يقودك لتصنع منتجاً جميلاً. ولأنني أحب الشام، والجامع الأموي رمز من رموزها، اخترت أن يكون موضوع لوحتي، وقد تغلب علي الحس الفني؛ فبدل أن أشكل منتجي حسب النماذج التدريبية المتعارفة، شكلت نموذجاً حراً؛ وهو رسم بالقطع القماشية للجامع الأموي؛ واخترت لونين طاغيين؛ وهما اللون الأخضر الذي يعطي إحساساً بالحياة، والبنفسجي وهو لوني المفضل الذي يبعث على الهدوء والراحة النفسية، كما سعدت بالمشاركة باللوحة الجماعية؛ لأن العمل الجماعي جعلني أشعر بالمتعة، فالفنان معتاد على رسم لوحاته بنفسه. هنا الفلسفة الفنية اختلفت، فأنت تشعر بأن لمساتك تتلاقى مع الروح الجماعية، وهذا ما أضفى على اللوحة جمالاً».

كيلاني مع السيدة جاكلين فرح

التقينا "جاكلين فرح" من مؤسسات المشروع، وحدثتنا قائلة: «إعادة تدوير الأقمشة المستعملة موجودة في مخزون وذاكرة السيدة السورية، والهدف من المشروع إيجاد طريقة لتأمين قوت يومها بطرائق بسيطة وسهلة "الإبرة والخيط"؛ وهو ما حفز الكثيرات من السيدات للتعلم، فكانت عوناً لهن في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، وعملنا مع بعضنا مدّنا بطاقة إيجابية، وأظهر الروح الفنية الكامنة بداخل كل فتاة سورية، وتعد "رزان" من الأوائل الذين قاموا بتشكيل لوحة فنية بطريقتها الخاصة، حيث شكلت لوحة جميلة للجامع الأموي، وما ميز لوحتها الألوان الهادئة وعدم اكتراثها بالقواعد اللونية، فوضعت السماء باللون الأخضر "الفستقي"، فأعطتنا فرحاً ودفئاً، وبالتالي خرجت بعملها عن المألوف، وقد تم بيع هذه اللوحة بمبلغ مادي جيد».

اللوحة الجماعية "لوحة بداية الزمن "
صورة جماعية للمشاركات بالمشروع