اعتمدت الطالبة "ريم الحبش" وزميلتها "شادن سليم" عبر مشروع التخرج الذي قدمتاه ضمن كلية الزراعة - قسم التغذية، على كشف البكتيريا الموجودة بالبهارات وتحديد مدى صلاحيتها للتناول.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 تشرين الأول 2015، الطالبة "ريم الحبش"؛ التي تحدثت عن مشروعها بالقول: «نظراً لكون البهارات والتوابل بمعظمها تستهلك طازجة؛ فقد تحمل خطورة لأنها تصنع بظروف لا تراعى فيها الشروط الصحية، ولا تخضع لأي معاملة حرارية بعد التصنيع، وانطلاقاً من ذلك قمنا بإجراء بحثنا بهدف تحديد مدى سلامة البهارات المتداولة محلياً، والمصنعة بالطرائق التقليدية، وذلك عبر دراسة "الكوليفورم" وهي البكتيريا البرازية الموجودة فيها.

كانت الصعوبة في قلة الأبحاث التي تتناول موضوع التلوث الميكروبي للبهارات، وهو ما يتطلب عمليات بحث طويلة، بينما ميزاته كانت فرصة للتطبيق العملي، والعمل على مشروع متكامل، إضافة إلى الرعاية الكريمة والتعاون من قبل الكادر التدريسي والدكتورة المشرفة؛ وهو ما ساهم بإنجاز العمل بسلاسة، وقد حصلنا على درجة 98 بالمئة من قبل لجنة الكلية

بدأنا جمع العينات من مناطق عشوائية وضمن أكياس معقمة مسبقاً، عليها بطاقة تعريف، وتنقل الأكياس بطريقة مبردة إلى المخبر مع التأكد من عدم تكوّن كتل في العينات، وتوضع الأكياس قبل التحليل بدرجة حرارة الغرفة 25م، ويجب أن تجرى الاختبارات خلال 24 ساعة، تبدأ بمرحلة العزل، وتكون بإضافة 15غ من البهارات إلى 90مل محلول فيزيولوجي "صوديوم"، وماء مقطر، ويتم المزج جيداً لنحصل على التخفيف الأول، وننقل 1مل من التخفيف إلى طبق معقم، ويُحرك إلى الأمام والخلف، ثم يترك حتى يتصلب الوسط، وتحضن الأطباق المطلوبة بدرجة 37م مدة 48 ساعة».

ريم وشادن

وتتابع: «نقوم بإجراء الاختبارات البيوكيميائية، فنقسم خطوات الصبغ وتحضير اللطاخة؛ (وهي نقطة الماء التي توضع على قطعة بلور بعد تنشيفها)، يتم وضعها في مزرعة بكتيرية حديثة، وتغمر بمحلول الكريستال وتغسل الشريحة بالماء، وتعامل بالكحول الإتيلي المركز، وتغسل بالماء للتخلص من اللون الزائد، وتجفف بالهواء، ثم تفحص العينة بعد وضع قطرة زيت عليها، وبعدها نختبر الغلوكوز واللاكتوز والسكر الموجود في البيئة، حيث نضع ضمن أنبوب مقدار 5مل، وتترك بشكل مائل؛ وهو ما يسمح بزراعة البكتيريا بطريقة الوخز، ويتحول لونها عندما تكون البكتيريا مخمرة للسكريات الثلاثة، وفي حال تلونها بالأصفر وبقاء القاع أحمر يعني أن البكتيريا قادرة على تخمير اللاكتوز فقط، أما في حال بقاء لونها أحمر تكون البكتيريا غير مخمرة لأي من السكريات، واللون الأسود ضمن الأنبوب هو راسب من كبريت الحديد، ووجدنا أن جميع السلالات المعزولة كانت عصوية الشكل تحت المجهر سالبة الغرام (البهارات التي تقبل الصبغة)، وأن طرائق تحضيرها البدائية من غسيل وتجفيف صالحة ومطابقة للمواصفات القياسية».

وعن صعوبات المشروع وميزاته تقول الطالبة "شادن سليم": «كانت الصعوبة في قلة الأبحاث التي تتناول موضوع التلوث الميكروبي للبهارات، وهو ما يتطلب عمليات بحث طويلة، بينما ميزاته كانت فرصة للتطبيق العملي، والعمل على مشروع متكامل، إضافة إلى الرعاية الكريمة والتعاون من قبل الكادر التدريسي والدكتورة المشرفة؛ وهو ما ساهم بإنجاز العمل بسلاسة، وقد حصلنا على درجة 98 بالمئة من قبل لجنة الكلية».

بوستر المشروع

الدكتورة "عهد أبو يونس" المشرفة على المشروع تقول: «تناول المشروع تقييم مادة البهارات من حيث وجود بكتيريا الكوليفورم، واللافت في المشروع أن البهارات والمجففات والتوابل -على الرغم من طرائق تحضيرها البدائية المحلية، وعدم اتباع مكننة بالتحضير (الأسلوب يعتمد على الغسيل، ثم التجفيف الشمسي)- التي شملتها الدراسة كانت صالحة، وضمن الحدود التي نصت عليها المواصفات القياسية السورية، ويعد المشروع من المشاريع المميزة التي قدمت بالكلية».