استطاع الحرفي "أحمد رمضان" أن يحوّل الكثير مما يحيط به كالطّاولة والمرآة وغيرها إلى تحف "قاشانية" جديدة بعد أن كانت قطع أثاث خشبية قديمة مهترئة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الحرفي "أحمد رمضان" بتاريخ 28 نيسان 2015، في ورشته الكائنة في منطقة "نهر عيشة"، فحدثنا عن حرفته قائلاً: «طوّرت الحرفة للتغلب على الأزمة، فبعد أن فقدت ورشتي بقيت ما يقارب ثمانية أشهر من دون عمل ولم يكن لي أي مورد رزق آخر، فقررت أن أغير طريقة العمل من الحراري إلى البارد، وكل شيء أقوم بتحويله إلى "قاشاني"، حيث كان لوالدتي طاولة خشبية وكانت متناثرة القطع قمت بإصلاحها وحوّلتها إلى طاولة قاشاني، وكذلك المرآة أصبحت تحفة دمشقية من القاشاني، ولأنني أحب عملي استعضت عن مواد بمواد أخرى، وعندما يحب الإنسان أي مهنة ويعطيها من قلبه لا بدّ أن تعطيه بالمقابل، وحرفة القاشاني متجدّدة لا تموت».

لتكوين عجينة القاشاني نمزج أربعة أنواع من الأتربة من مناطق معينة في "سورية"، ونحدد سماكة العجينة ليرسم أو ينقش عليها آيات أو أشعار أو أحاديث، وبعدها يرش على القطعة مسحوق الزجاج، ثم توضع بالفرن ليذوب الزجاج وتبقى قشرة رقيقة تغطي القطعة، وهي مهنة تتطلب الكثير من الصبر والإبداع، فنحن نحتاج مدة أسبوع لإنتاج اثنتي عشرة قطعة منفردة على سبيل المثال

وأضاف: «"القاشاني" تعني صناعة الخزف وتعود إلى مدينة "قاشان" الإيرانية، وهي حرفة متوارثة ضمن العائلات، تعلمنا هذه الحرفة أنا وإخوتي من والدي، فأنا أمارس هذه الحرفة منذ ما يقارب الأربعين عاماً، فأبي كان عالماً بها -مع أنها لم تكن العمل الّذي يعيش منه- ومن شدة حبّه وتعلّقه بها وكثرة تجاربه لكي ينجز عجينة القاشاني؛ كان يحلم بها خلال نومه، ودائماً ما يعيد التجربة، فكان يغير أنواع الأتربة ودرجة حرارة الفرن، إلى أن نجح. ويلزمنا لصناعة القاشاني فرن له فتحتان ويوضع فيه نشارة الخشب والمازوت، وكان يلزمنا عشرة أكياس من نشارة الخشب وبرميل مازوت شهرياً، وحالياً الأفران الآلية وفّرت الكثير من الوقت والجهد فهي تعد ثورة بصناعة القاشاني».

تحفة قاشاني

وعن طريقة العمل قال: «لتكوين عجينة القاشاني نمزج أربعة أنواع من الأتربة من مناطق معينة في "سورية"، ونحدد سماكة العجينة ليرسم أو ينقش عليها آيات أو أشعار أو أحاديث، وبعدها يرش على القطعة مسحوق الزجاج، ثم توضع بالفرن ليذوب الزجاج وتبقى قشرة رقيقة تغطي القطعة، وهي مهنة تتطلب الكثير من الصبر والإبداع، فنحن نحتاج مدة أسبوع لإنتاج اثنتي عشرة قطعة منفردة على سبيل المثال».

وعنه تحدث الباحث التاريخي "محمد فيّاض": «أنتجت المدرسة الدمشقية الكثير من المميزين في المجالات الحرفية كلها، ومن هذه الحرف حرفة الخزف الدمشقية "القاشاني"، ويعد "أحمد رمضان" من المميزين فيها، تعلم الحرفة من والده وتفوق فيها ابتكاراً وتجديداً، وأنتج العديد من الإبداعات الحرفية التي تشهد له بتفوقه في هذا المجال، وله مشاركات عديدة في التظاهرات الثقافية وغيرها، ويستحق من دون أدنى شك أن يذكر ضمن شيوخ الكار البارعين، وله الفضل قي بقاء هذه الحرفة واستمرارها، وفي اختيار بعض المفردات الهندسية والنباتية، وكذلك "الخطية" التي زينت أعماله ومنحتها بصمة جديدة ستبقى له مدى الحياة».

من أعماله
أثناء العمل