فن متكامل ملون بألوان الطبيعة؛ يعيش معها الحرفي "محمد ديب عجاج" حالة خلق جديدة مع الموزاييك أهلته ليصدّر الفن إلى الخارج ويحرز المركز الأول مع زملائه في الهند.

مدونة وطن "eSyria" التقت الحرفي "محمد ديب عجاج" بتاريخ 20 نيسان 2015، في فعالية "أيام التراث السوري" المقامة في خان "أسعد باشا"، وعن علاقته بالخشب المرصع بالقطع الملونة "الموزاييك" حدثنا قائلاً: «تستهويني رائحة الخشب وتبهرني ألوانه الطبيعية، وهذا ما دفعني لأتعلم المهنة التي أعمل بها منذ عام 1974، حيث أبدأ تصميم الهيكل الخشبي ثم أقصه وأترك مكاناً فارغاً لوضع قطع الموزاييك المقصوصة بشكل طولي والمؤلفة من عدة أخشاب ملونة بألوان الطبيعة، فخشب الكينا لونه أحمر، وخشب الجوز بني، وخشب الليمون أصفر، ولكل حرفي نظرة معينة في طريقة الرسم واختيار الرسمة المناسبة.

كلُ لوحة فنية فيها جمالية الشكل وتقنية الصنع، وتمتاز هذه الحرفة بإبداع حرفييها؛ وهذا ما أهلهم ليحصلوا على المركز الأول في الهند لهذا العام بين 33 دولة مشاركة

نستخدم رسومات قديمة كالأشكال الهندسية المثلثة والمربعة، وأضيفت حالياً رسوم عصرية مستمدة من الطبيعة كعروق النبات وتسمى "المشجر"، ويلعب خيال الحرفي دوراً في اختيار الشكل الملائم، وقديماً اقتصر الموزاييك على أثاث المنزل المعروض في الصالونات، أما حالياً فنحن نصنع علب ضيافة وطاولات زهر وصناديق الزينة والسقوف المستعارة وأعمالاً مختلفة الشكل واللون».

الحرفي اسكندر الحلبي

وعن تسويقها يقول: «بفعل الأزمة تأثرت هذه المهنة كغيرها من المهن؛ حيث كنا نصمم قاعات من الأثاث لتصوير المسلسلات القديمة، كما كنا سفراء من خلال عرض أعمالنا في السفارات، إضافة إلى مشاركتنا في المعارض الخارجية، ويقصدنا أغلب السياح العرب والأجانب، فالحرفي السوري مشهور بإبداعه، وتقتصر مشاركتنا الآن على المعارض الداخلية».

الحرفي "اسكندر الحلبي" أبدى رأيه بأعمال "عجاج" قائلاً: «مهنة تصنيع الموزاييك تشبه الذهب فهي أبدية، واستطاعت أن تواكب العصر سواء بالقطع الصغيرة التي نقوم بتصميمها أو بقطع الأثاث الكبيرة، وإبداع الحرفي له دور كبير في إظهارها والحفاظ عليها، ومن المعروف أن الحرفي "عجاج" اشتهر بمهارته ودقة رسوماته وصبره الطويل لإتقان العمل، فليس كل من مارس المهنة فناناً إن لم يخلق حساً بينه وبين القطعة التي يعمل عليها».

مدير التراث الشعبي في وزارة الثقافة

كل عمل يقوم به الحرفي السوري هو حالة إبداعية؛ هذا ما أكده مدير التراث الشعبي في وزارة الثقافة "حمود الموسى" قائلاً: «كلُ لوحة فنية فيها جمالية الشكل وتقنية الصنع، وتمتاز هذه الحرفة بإبداع حرفييها؛ وهذا ما أهلهم ليحصلوا على المركز الأول في الهند لهذا العام بين 33 دولة مشاركة».

تكريم الحرفيين أثناء فعالية أيام التراث السوري