تكلل الجهد والنشاط الذي بذله "بيير اللحام" بالنجاح، حيث استطاع وهو مايزال طالباً أن يقوم بتصميم وتنفيذ جهاز للجراحة الكهربائية بأدوات محلية، وهو يستخدم بوجه أساسي في جميع غرف العمليات.

ولمعرفة المزيد التقت مدونة وطن "eSyria" الطالب "بيير اللحام" بتاريخ 27 شباط 2015، خلال معرض المشاريع السادس لطلاب "الهمك"، فبدأ حديثه بالقول: «بدأت فكرة المشروع في محاولة ربط مجالات دراستنا للإلكترونيات وفيزيولوجيا الجسم، بمشروع عملي تطبيقي، فقررنا تصميم جهاز طبي يستخدم بوجه أساسي في غرف العمليات، وذلك لإثبات أننا قادرون على تصميمه محلياً، ورغم الصعوبات التي واجهتنا في تصميم الدارات أو في الحصول على القطع الإلكترونية، قمنا باختيار مشروع إنجاز جهاز "وحدة الجراحة الكهربائية" بعد الاطلاع على بعض الأجهزة في العيادات والمستشفيات، والتعرف إلى آلية عمل هذه الأجهزة وفائدتها وسرعتها في العمليات الجراحية وأمانها، كما اطلعت على بعض المراجع لبعض هذه الأجهزة وآلية الجهود والترددات التي تعمل بها، وأخذت قياسات عن جهاز حديث بواسطة راسم الإشارة، وهنا كانت أولى خطوات العمل لتقديمه كمشروع تطبيقي في السنة الرابعة، قمنا بإعداد المشروع أنا وزملائي "علي إبراهيم"، "إيلين معلولا"، وبإشراف المهندسة "آمال الرمحين"».

مشروع جيد، فهذا الجهاز ضروري وموجود في كافة غرف العمليات، سعره العالمي من (1800–3000$) تم تصميم نموذج فعّال شبيه بالجهاز الأصلي من قبل الطلاب وبقطع إلكترونية متواجدة بالسوق المحلي بتكلفة لا تتجاوز الـ200$، وإذا تم الاهتمام أكثر بالمشروع وتطويره سيصبح قادراً على الإنتاج المحلي، وسيكون بديلاً عن الأجهزة المتواجدة حالياً وتقريباً بنفس الفعالية

وعن تفاصيل المشروع يخبرنا بالقول: «وحدة الجراحة الكهربائية هي عبارة عن مصدر للتيار المتناوب يعمل عند الترددات الراديوية RF، ويعتمد على الأثر الحراري للتيار الكهربائي، وتعمل أجهزة الجراحة الكهربائية النموذجية في المجال الترددي 300 – 3000 KHz، حيث يستخدم الجراح آلات الجراحة الكهربائية في قطع الأنسجة وتخثير الأوعية النازفة، يعتمد عمل جهاز وحدة الجراحة على الأثر الحراري للتيار الكهربائي الذي يمر في رأس مصنوع من مادة أكسيد التيتانيوم، التي تتوهج عند زيادة التيار المار في الإلكترود، حيث تتزايد كثافة التيار على رأس الإلكترود رافعة درجة حرارة هذا الرأس لتصل إلى 800 درجة مئوية وبالتالي فإن عملية القطع Cutting تعتمد على تفجير Rupturing النسيج الحيوي تبعاً للغليان السريع للسائل في المنطقة المركزية. ونظراً لأن القطع يحدث بسرعة فإن المسبر يجب أن يتحرك بسرعة أيضاً لإنقاص التخريب في المجال المجاور للنسيج الحي، ثم يجب التحكم بالمسبر بوجه دقيق».

جهاز وحدة الجراحة الكهربائية

وعن الصعوبات التي واجهها أثناء القيام بالعمل يخبرنا بالقول: «كان هناك صعوبة في اختيار ملف العزل والتحويل المناسب لقيم الدارة، واجهنا أيضاً مشكلة خطيرة؛ وهي تولد موجة مختلطة عند كبس زري القطع والتخثير معاً، وهذه الموجة غريبة عن الجسم البشري وقد تسبب أذية، قمنا بحل المشكلة عن طريق تشكيلة من البوابات المنطقية تقوم بتصفير Reset مشكلة الترددات عندما يكون دخل التشكيلة (1,1) منطقياً، المحولات المتواجدة في السوق تجارية وبأغراض تعليمية ينتج عنها ضجيج وتشويش عالٍ، إضافة إلى عدم قدرتها على تحمل الحرارة وتيار السحب؛ لذلك لجأنا إلى استعمال المحولات الخاصة بالأجهزة الطبية، واستطعنا تجاوز هذه المشكلات، وتم إنجاز المشروع في الوقت المحدد، حيث استغرق مدة ثلاثة أشهر، ومن الممكن في حال تم تطويره أن يصبح قادراً على الإنتاج المحلي».

وعن نفسه يحدثنا بالقول: «طالب سنة خامسة، كلية الهندسة الطبية، اهتماماتي في مجال الإلكترونيات والكمبيوتر، كانت قبل المرحلة الجامعية، فقد قمت بالكثير من الدورات في صيانة الكمبيوتر، وحصلت على شهادة Comptia A+، ودورات صيانة "الموبايل"، كان اختياري للهندسة الطبية لأنها تشمل الكثير من الاختصاصات ولها مجالات واسعة جداً، وعند دخولي إلى الجامعة بدأت تطوير مهاراتي، والقيام بدورات عن الإلكترونيات، والتعرف إلى الأجهزة الطبية بوجه أوسع من خلال آلية عمل الدارات المتواجدة ومخططاتها».

أثناء الشرح عن المشروع

كما كان لنا لقاء مع رئيس قسم الهندسة الطبية "مصطفى الموالدي"؛ الذي حدثنا عن مشروع "وحدة الجراحة الكهربائية" بالقول: «مشروع جيد، فهذا الجهاز ضروري وموجود في كافة غرف العمليات، سعره العالمي من (1800–3000$) تم تصميم نموذج فعّال شبيه بالجهاز الأصلي من قبل الطلاب وبقطع إلكترونية متواجدة بالسوق المحلي بتكلفة لا تتجاوز الـ200$، وإذا تم الاهتمام أكثر بالمشروع وتطويره سيصبح قادراً على الإنتاج المحلي، وسيكون بديلاً عن الأجهزة المتواجدة حالياً وتقريباً بنفس الفعالية».

المشروع