لاحظ الطبيب السوري المغترب "فؤاد يوسف" أن نسبة لا بأس بها من الأطفال الذين يضطرون لعمل جراحي لاستئصال الزائدة الدودية المثقوبة يعانون من خراجات مؤلمة تزيد من معاناتهم، فقدم فكرة جديدة لحل هذه المعضلة.

في حديث مع مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 9 تشرين الثاني 2014، قال الدكتور "يوسف" وهو حالياً في "كندا" لدراسة الماجستير، إن موضوعه هو: «دراسة مشاركة في العوامل التي تحدد حدوث الخراجات داخل البطن، والتفجير عبر الجلد بعد العمل الجراحي لاستئصال الزائدة الدودية المثقوبة عند الأطفال، والخراجات هي تجمعات قيحية تحدث بعد العمليات الجراحية».

دراسة مشاركة في العوامل التي تحدد حدوث الخراجات داخل البطن، والتفجير عبر الجلد بعد العمل الجراحي لاستئصال الزائدة الدودية المثقوبة عند الأطفال، والخراجات هي تجمعات قيحية تحدث بعد العمليات الجراحية

وتبدو أهمية الدراسة وتطبيقاتها العملية في كون الباحث وعبر خمس سنوات قام بدراسة إحصائية (ضمن المستشفى الذي يعمل فيه) استخدم فيها طريقة "العود لسبب منطقي إلى المستشفى" logistic regression، وبهذه الطريقة تتم دراسة العوامل المحددة لنتيجة ما أو التوافق بين العامل والنتيجة في المتغيرات الكميّة، وهنا في حالته درس حالات عودة المرضى إلى المستشفى بعد إجراء العمل الجراحي لهم بسبب ظهور الخراجات بعد استئصال الزائدة الدودية المثقوبة.

وقال الطبيب: «بما أنه لا توجد عوامل خطورة واضحة لتكوّن الخراج داخل البطن بعد استئصال الزائدة الدودية عند الأطفال، ولا توجد استطبابات واضحة لتفجير هذا الخراج عبر الجلد بعد تكوّنه. قامت هذه الدراسة بمقاربة الأمرين، في آخر 5 سنوات من العمليات في المستشفى، وتمت المقارنة بين تفجير الخراج (هو مصطلح يعني إخراج القيح من البطن إما مباشرة أو عن طريق أنبوب يتم إدخاله عبر الجلد)، أو العلاج بالصادات، وكانت النتيجة أن الخراج البطني حدث عند 42 مريضاً (14.8%) من أصل 284 مريضاً؛ تمّ استئصال الزائدة المثقوبة عندهم».

ولاحظ الطبيب أن هناك عدة عوامل ترافقت مع حدوث الخراج بعد الجراحة، وهي: ارتفاع نسبة الكريات البيضاء في الدم، ومعاناة المريض من أعراض انسداد الأمعاء عند القبول، التهاب البيرتوان المعمم (غشاء مصلي يغطي جدار البطن من الداخل وسطح الأمعاء)، مع وجود خراج مسيطر أثناء العمل الجراحي، في حين كانت الحمى والألم الشديد الذي لا تنفع معه المسكنات العادية هي العوامل التي ترافقت مع النسبة الأكبر من تفجير الخراج عبر الجلد.

لقد كان لدى المرضى الذين أجروا تفجير الخراج عبر الجلد فترة بقاء أطول ضمن المستشفى متضمنة احتمال عود القبول، ولكن عدداً أقل من عود القبولات كان لدى المرضى الذين لم يجروا التفجير عبر الجلد، ولكنهم عانوا من الخراجات بعد العمل الجراحي، كما لم يكن هناك ازدياد في نسبة حدوث الخراج ضمن الـ5 سنوات التي غطتها الدراسة، ولكن لوحظ ازدياد في استخدام التفجير عبر الجلد ضمن نفس المدة.

يخلص بحث الدكتور "فؤاد" إلى أنه يمكن التنبؤ بحدوث الخراج البطنية بعد العمل الجراحي من خلال عوامل سريرية، وموجودات أثناء الجراحة، وعوامل متعلقة بالعلاج، ومن ثم يمكن تقليل الحاجة إلى إعادة المرضى إلى المستشفى مرة ثانية لإجراء تفجير عبر الجلد، فالتفجير عبر الجلد يترافق عادة بفترة أطول من القبول في المستشفى، ولكن مع عدد أقل من عودة القبول ثانية.

يتمنى الطبيب "يوسف" أن تساهم هذه الدراسة في تخفيف آلام المرضى، وفي مساعدتهم على تجنب العودة إلى المستشفى بعد العمل الجراحي.

يذكر أخيراً، أن الطبيب "يوسف" خريج كلية الطب البشري في جامعة "دمشق" عام 2006، وأنهى تخصصاً في الجراحة العامة عام 2012 في "سورية"، وهو حالياً في "كندا" لدراسة الماجستير في الجراحة التجريبية Experimental Surgery في جامعة McGill، في مونتريال الكندية، ويعمل كطبيب في قسم جراحة الأطفال في مستشفى "مونتريال" للأطفال، وهو عضو في مبادرة "الباحثون السوريون".