«"ويكي صغار" هو مشروع يهدف لتعزيز ثقافة مشاركة الأطفال في تعزيز المحتوى العربي على الإنترنت، فبعد أن بدأنا في ذلك مع الكبار في "ويكي سيريا"، نريد اليوم أن نعلم الأطفال المشاركة بالمعلومة التي يعرفونها بالقراءة والتعلم، ثم ليكتبوها بمستواهم ولأعمارهم ويتفاعلون في ذلك مع بعضهم البعض، ومع المعلومات التي يقدمونها»، بهذه الكلمات تحدثت المهندسة "ندى البني" –مؤسسة مشروع "ويكي صغار"- عن هدف المشروع الذي يتوجه لتوظيف "طاقات الأطفال" في عملية معرفية مفيدة على شبكة الإنترنت.

"eSyria" حضر الإجتماع الأول لمشروع "ويكي صغار" والذي عقد بتاريخ 10/2/2011، وقد تضمن محاضرة تعريفية بالمشروع لعدد من الأطفال وأمهاتهم، فالطفل "عبد الرحمن زين" –من الصف الثالث- تحدث قائلا: «تعلمنا أمور مسلية كثيرة، هي فتح الإنترنت والعمل على برامج الحاسوب، وعن كيفية كتابة المعلومات التي نتعلمها في المدارس بطريقتنا، إضافة إلى عدد من النصائح لتنظيم وقت اللعب والتعلم، فأنا ألعب حوالي خمسة ساعات على الحاسوب، ولكني سأصير –بمساعدة أمي- أكتب الأمور التي أقرأ عنها على الإنترنت ليراها الناس».

نحن نتمنى من خلال العمل مع الأطفال أن نساهم في تنشئتهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، وأن تزداد معلوماتهم عاما بعد عام حتى يستطيعوا تحديد مستقبلهم، وذلك باستغلال حب المعرفة والفضول لدى الطفل، في تنمية مهاراته لتتضاعف معلوماته

المشروع الموجه بصفة رئيسية للأطفال في العمر /9-14/ سنة، استطاع أن يثير اهتمام عددا من الأمهات اللائي وجدنه حلا لمشاكل تتمحور حول صعوبة توجيه الطفل، وإقناعه في الكف عن اللعب على الحاسب، فالسيدة "فرقد محلي" تتحدث فتقول: «لقد أتيت ومعي أبنائي "أوس"/9/ سنوات، و"تيم" /4/سنوات، وذلك لقناعتي بأهمية المشروع وفكرته الواعدة، فهو يعلّم الطفل نشر المعلومة بطريقة صحيحة وعلمية ومنظمة ومراقبة، وأتمنى أن يتم تطبيق ذلك في كافة المحافظات من أجل توعية الأمهات في سورية لإستخدام التكنولوجيا الجديدة بشكل صحيح، فالطفل سيستطيع أن يشبع حب الاستطلاع لديه بمساعدة والدته، التي ستعزز عنده فكرة أن الحاسوب ليس فقط "للعب"، وهكذا سيكبر الطفل ويعرف أهمية المعلومة ومصادرها».

الطفل "عبد الرحمن زين"

هذا ويشارك في المشروع متطوعين من طلاب الجامعات، بصفتهم موجهين لعمل الأطفال، فالطالبتين "لين ريحاوي" وشقيقتها "غالية" – هندسة معلوماتية- يتولّون شرح بعض تقنيات "الويكي" المستخدمة لنشر المقالات والمعلومات التي يود الأطفال مشاركتها مع الآخرين، وتقول "لين": «نحن نتمنى من خلال العمل مع الأطفال أن نساهم في تنشئتهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، وأن تزداد معلوماتهم عاما بعد عام حتى يستطيعوا تحديد مستقبلهم، وذلك باستغلال حب المعرفة والفضول لدى الطفل، في تنمية مهاراته لتتضاعف معلوماته».

المهندسة "ندى البني" –مؤسسة مشروع "ويكي صغار"- تحدثت عن الفوائد التي يقدمها للطفل وللأم على السواء فقالت:«عبر الكتابة ومشاركة المعلومات مع الآخرين، نحن نشبع الرغبة المعرفية "الفطرية" للطفل، ونحن واقعون في مشكلة كبيرة هي عدم القراءة، فطريقة التعلم الجديدة التي نتحدث عنها ستغير العادة الثقافية وسيصبح الطفل يقرأ أكثر ويكتب ويتشارك بالمعلومات، بل سيعمل أيضا –في المستقبل- على تحديد مرجعية لمعلوماته، وسيقدر حرية الملكية للآخرين.. وسيتعلم أمورا أخرى لا تتقيد بالمناهج كما هو التعليم المدرسي، بل ستكون رديفا لهذه المناهج الحديثة التي تدفع الطفل دائما وتقول له "إبحث عن هذا في الإنترنت".

لين وغالية ريحاوي

بداية المشروع – والكلام لـ"البني"- كانت وليدة التفكير بأزمة المحتوى الرقمي العربي الضئيل، وبأن الإنترنت يسحب الطفل إلى عالم افتراضي ولن يجد فيه شيئا مفيدا يتلائم مع ما يجذبه، بل سيجد الجذب في أماكن قد لا نريدها نحن، فالشعوب الأخرى كـ "هولندا" و"فرنسا" و"ألمانيا" لديهم أمور قيمة بلغتهم ومبسّطة للأطفال، وهذا ما نفتقده، نتيجة عدم الإعتياد على التأليف والنشر بل الإعتياد على الأسئلة الجاهزة ذات الإجابة بنعم أو لا، "فالويكي" هو دفتر تشاركي – يساعدنا في التكيف مع الطفل العربي، كي ننقذ جيل كامل من نتائج كارثية نتيجة سحب الإنترنت للطفل إلى أماكن غير مفيدة وغير قيمة أحيانا».

وتختتم "البني" قائلة: «"ويكي صغار" مايزال في مرحلة المخاض لإطلاقه بشكل كامل، ونقوم بالدراسات الأولية اللازمة له، وأمامنا الكثير من الآفاق للعمل، ونستأنس بتجارب الشعوب الأخرى، ولدينا جزء بحثي علينا القيام به، بجمع الأطفال في سن واحدة ونقوم بالتجربة ، لقد بدأنا بمجموعة "هاويات التقنية"، وذلك لتفعيل دور المرأة من خلال إستخدام الانترنت بالشكل الإيجابي ونأمل نجاح المشروع الجديد».

المهندسة "ندى البني"