كما في كل نيسان ومع إطلالة الربيع والأعياد يقدم معهد شبيبة الأسد المركزي للموسيقى حفلاتٍ لفرقه الأربعة.

خلال أسبوع واحد قدم المعهد حفلتين على مسرح مكتبة الأسد:الأولى لفرقة روديغو للغيتار بتاريخ21-4- 2008، والثانية لفرقة نشاز في 25-4-2008. eSyria كانت هناك ولاحظت إقبال الجمهور المتزايد على حفلات المعهد التي لفتت النظر بقوة إلى أداء العازفين الشباب وتمكنهم، و تميّزِ الفِرق على مستوى التنظيم والتحضير والفقرات المقدمة عزفاً وغناءاً. رأي الجمهور كان واضحاً من خلال تفاعله الكبير مع كل ما قدمته فرقتي(روديغو ونشاز)، والأعداد الكبيرة للحضور الذي تكدس في مسرح مكتبة الأسد ومن مختلف الشرائح العمرية .

فرقة رودريغو للغيتار بقيادة (المايسترو مازن الصالح):

أعضاء الفرقة : رامي الشلبي- رامي حمزة- نزار عيد- عمر جمول- يارا الأيوبي- روض الخطيب – جورج مالك- أنس مرعي- تارا غاية الحصني- دينا بوخزام- ليلى صالح.

قدمت فرقة روديغو برنامجاً حافلاً يتألف من 13 مقطوعة موسيقية عزفت بشكلٍ أساسي على آلتي الغيتار و الكونترباص، و استعانت في بعض القطع بآلات الفلوت و التشيلو و العود و القانون و الناي.

من القطع المقدمة (رياح الخريف لـRizzo) أهديت لروح المايسترو الراحل:صلحي الوادي مؤسس الفرقة الوطنية السيمفونية السورية ، واستضافت الفرقة سليم سالم الموسيقار العراقي الذي قدم معها قطعةً بعنوان(فانتازيا حكاية عود)، وذلك بالاشتراك مع نبيل هاني عبد السلام من العراق على آلة(التشيلو)، ورنا بشارة أستاذة الفلوت في المعهد العالي للموسيقى- دمشق، والعازف الشاب صالح مرعي على آلة القانون ، وعازف الناي محمد فتيان.

eSyria كان لها عدة لقاءات مع فرسان فرقة رودريغو وضيوفهم:

قائد الفرقة مازن صالح: تأسست فرقتنا (روديغو) منذ حوالي الست سنوات. كان طموحنا أن نؤسس لأول مرة في سورية و الوطن العربي (أوركسترا) تضم آلة (الغيتار) و تم تلوينها بآلة من نفس العائلة الصوتية وهي آلة (الكونترباص)، لنحصل على هذا التشكيل الفريد والذي نثبت من خلاله أن آلة (الغيتار) ليست مجرد آلة شعبية للنزهات و إنما تتمتع بالقدرة على عزف أهم الأعمال (الأوركسترالية) التي يتم توزيعها خصيصاً لهذه الآلة. قدمنا حفلات ناجحة جداً أبرزها: في مقر مفوضية الاتحاد الأوربي بدمشق وأخرى على مسرح الدراما- دار الأسد للثقافة والفنون، واليوم ربطنا الشرق بالغرب عبر حوار بين آلتي (الغيتار) والعود من خلال مقطوعة حكاية عود للموسيقار العراقي سليم سالم، و شارك في الحوار آلات القانون و الفلوت والناي. حكاية عود عزفت اليوم لأول مرة بهذه الصيغة ونأمل أن يكون هذا العمل هو مقدمة لتعاون أكبر مع موسيقيين عرب و عالميين، ليكون الحوار عبر لغة الموسيقى اللغة التي يفهما كل الشعوب.

و في الكواليس التقينا الأستاذ سليم سالم: أنا خريج معهد الدراسات الموسيقية في بغداد وأستاذ آلة العود في المعهد . القطعة التي قدمتها اليوم (حكاية عود) الفتها للفرقة الوطنية السيمفونية العراقية وعزفت لأول مرة في العام2000 ، وأعدت توزيعها لتعزفها اليوم فرقة (رودريغو) بما يتلاءم مع خصائصها كفرقة (غيتار) مستعيناً بآلتي القانون و الناي كآلات شرقية، كما قدمت ارتجالاً على العود في حفلة اليوم. أهم ما في هذه التجربة إثبات مقدرة آلة العود على التلاؤم مع كل الفرق (الأوركسترالية) مهما كان نوعها. أنا سعيد بتجربتي مع فرقة (روديغو) واعتقد أنها موفقة جداً، وسأضم القطعة التي عزفتها اليوم مع الفرقة إلى ألبوم سأصدره قريباً يتضمن كل أعمالي.

صالح مرعي (16عام) حدَثنا عن المركز الثالث الذي حازه في العزف على آلة القانون على مستوى سورية: هذه مشاركتي الأولى مع فرقة (رودريغو)، بدأت معها منذ ثلاثة أشهر تقريباً تحضيراً للعمل الذي قدمناه في حفلة اليوم. تعلمت العزف على آلة القانون في معهد شبيبة الأسد المركزي للموسيقى، وحزت على المركز الثالث في مسابقةٍ للعزف على آلة القانون نظمها معهد صلحي الوادي للموسيقى تنافس فيها عازفون من كل المحافظات السورية، حصلت على مكافأة مالية و تكريمٍ يعني لي الكثير، و سأعمل جاهداً للتميز في المسابقات القادمة وصولاً إلى المركز الأول. اشكر من خلالكم (المايسترو: مازن صالح) الذي أتاحَ لي المشاركة في الفرقة، وأنا سعيد جداً بهذه التجربة التي تسعى للمزج بين موسيقى الشرق و الغرب. وفي النهاية أقول شكراً eSyria على اهتمامكم بالشباب.

فرقة نشاز:

بعد العرض الذي قدمته فرقة (روديغو) بأيام قليلة أمتعت فرقة نشاز جمهورها بالأعمال المميزة التي قدمتها على مستوى الشكل و المضمون. فرقة نشاز لا تعرف عن النشاز شيئاً سوى الاسم الذي اختاره لها مؤسسوها،والذين اعتبروا الأعمال الملتزمة والراقية التي يقدمونها: نشازاً يشذُّ عن موجة الغناء الهابطة، التي تغزو عالمنا العربي منذ سنواتٍ عديدة تحت مسمياتٍ شتى.

الفرقة بقيادة (المايسترو): باسل صالح. عازفو الفرقة: على آلة (الكمان) :(هيفرون ميرخان، مهند الحسن، جورج طنّوس،ساري العش، جورج غرير، أحمد زرزر)، و سومر أشقر – (تشيلو)،رائد جذبة – (كونترباص)،محمد فتيان- ناي، محمد صالح- قانون، حسّان لبَاد – (درامز)، عامر دهبر- رق، بسام الخطيب- بركشن، عماد رمضان- مزهر، ميسون اسحق- (ترومبيت)، راجي خزندار – (ترومبون). بالإضافة إلى كورال كبير من الأطفال من مختلف الأعمار.

قدمت الفرقة عملاً جديداً على صعيد الشكل حيث توافقت كلمات الأغاني المؤداة مع ما تعرضه شاشة سينمائية في الخلفية من مشاهد . فبينما كان الكورال ينشد (رسالة من أطفال غزة) توالت على الشاشة مشاهد مأساوية لحالة الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة ، و ترافق ذلك كله مع أداء تعبيري قدّمه الأطفال بأصواتهم و عيونهم و تعابير وجوههم.

برنامج الحفل : ( رسالة من أطفال غزة- كلمات و ألحان رياض مرعشلي، مجلس أمن- كلمات و ألحان رياض مرعشلي و توزيع باسل صالح و غناء ميس ذبيان، حاجتنا حكي- كلمات و ألحان رياض مرعشلي و توزيع باسل صالح وأداء باسل صالح و قمر أبو صالح، أخبار- كلمات رياض مرعشلي و توزيع باسل صالح، مقاومون- كلمات و ألحان رياض مرعشلي و توزيع منار محرطم، منحبٍّك- كلمات و الحان رياض مرعشلي).

وفي ختام الحفل كان لنا اللقاء التالي مع (المايسترو) باسل صالح : أنا في غاية السعادة لأننا قدمنّا حفلة ناجحة،و يمكنكم ملاحظة ذلك من خلال الأصداء التي تلتقتها الفرقة بشكلٍ مباشر من الحضور، أكثر ما كنت أخشاه أن أفقد السيطرة على الكورال بحيث تأتي كلمات الأغاني غير متوافقة مع المشاهد المعروضة، وعن اسم الفرقة قال (المايسترو) : الفرقة هي أبعد ما تكون عن النشاز والاسم جاء من مضمون الأعمال التي نقدمها ،نحن نقدم أعمالاً تحارب النشاز في سلوكياتنا على الصعيد الوطني والمجتمعي، وتخاطب ضمير الناس وتحمل في مضمونها دعوة للإصلاح . ما قدمناه اليوم هو حصيلة ثلاث سنوات من العمل وستروننا قريباً في أعمالٍ مشابهه . تلقينا دعوة من د. نبيل اللو مدير دار الأسد للثقافة و سنلبيها في 15-5-2008 نتمنى لحفلاتنا القادمة النجاح كما اليوم.

بوَعدِ (المايسترو باسل صالح) نختتم تغطيتنا لنشاطات معهد شبيبة الأسد المركزي للموسيقى على مدى أسبوعٍ كامل. كان أسبوعاً موسيقياً بامتياز على خشبة مسرح مكتبة الأسد بدمشق.

وتجدر الأشارة أن معهد شبيبة الأسد المركزي للموسيقى تابع لوزارة التربية ومنظمة اتحاد شبيبة الثورة. يُدرِّسُ جميع الآلات الموسيقية، افتتح المعهد في 26-12- 1998، و قدّم عدداً من المواهب الكثير منهم تابع دراسته في المعهد العالي للموسيقى و أصبحوا من كوادره المتميزة. شارك طلابه في العديد من المسابقات ونالوا الريادة في مجال العزف و الغناء.

شكل المعهد أربع فرق فنية:

  • فرقة (رودريغو للغيتار)بقيادة الأستاذ مازن صالح.

  • فرقة (نهوند) للموسيقى العربية بقيادة الأستاذ نزيه أسعد.

  • فرقة نشاز بقيادة الأستاذ باسل صالح.

  • فرقة جنى لمجموعة من طلاب المعهد