تعددت طرق الاحتفال بعيد الجلاء، جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية الحبيبة، ولكن التساؤل من الأحق بالاحتفال الذين صنعوا الجلاء أم الذين تنعموا به، ومن هم صناع الجلاء وهل سجل التاريخ أسمائهم جميعاً وهل قصصهم حقا مازالت تروى في الذاكرة الشعبية شأنها شأن قصص الزير وعنترة والظاهر ببيبرس؟

ربما نعم وربما لا... لكن مدونة الوطن حاولت أن تكتب ما لم يستطع الآخرون على كتابته:

في جلسة كان أقطابها رجال بين الستين والتسعين يتوسطهم امرأتان اجتمعوا من كل حي من أحياء دمشق وغوطتها، في جادة نوري باشا وعلى الزاوية قبعت رابطة كتب عليها رابطة رجال الثورة السورية.

عبد الحميد حجازي كيلاني

اجتمعوا ليحتفلوا بذكرى الجلاء الذين صنعوه هم أو آبائهم الذين أعادوا مراراً وتكراراً روي الحكايات عن ما عانوه جراء مقاومتهم للاحتلال الغاشم الذين لم يقبع على الأرض فقط بل على النفوس التي ما هدأت حتى طردت المعتدي.

رجال الرابطة وفي احتفالهم الذي اقتصر على صالة صغيرة ضيقة بجدرانها كبيرة بقلوب الحاضرين، بدأوا كعادتهم الاحتفال بالوقوف وقراءة الفاتحة لأرواح رفاقهم وآبائهم شهداء الجلاء، ورجالاته الذين بقيوا ليمتعوا أنظارهم بالعلم السوري يرفرف عالياً يخترق السماء ويلامس الغيوم

أحمد زكي الصغير

وفي كلمته للحاضرين قال المجاهد فوزي البيطار أن الجلاء الحقيقي ابتدأ بزوال الخلافات بين قلوب المجاهدين الذي وضعوا أيديهم مجتمعين على هدف واحد هو طرد الغاشمين من أرضنا ومن سمائنا وحتى من ذاكرة أطفالنا، فكانوا خير مدافع عن تراب الوطن الذي روي بدماء الثوار بدلا من الماء فأزهر أجيالا بعده أحبت الوطن و عملت على بناءه و ما بخلت عليه عندما أستصرخها في حرب تشرين وهي التي إلى الآن ما تزال تتطالب بإستعادة الجولان السليب.

كما استذكر المجاهد عمر أرناؤوط حكايته التي رواها دائما عن وضع الأمة العربية المتأزم بعد الثورة حين قام الشريف حسين بثورته ضد الأتراك وما تلا ذلك من اتفاقيات قسمت أجزاء بلاد الشام، والتي كان أبرزها اتفاقية سايكس بيكو التي تقاسم على أثرها كل من الفرنسيين والبريطانيين سورية ولبنان والأردن وفلسطين ليظهر أثناء وجودهم عدو جديد غاصب وطد أركانه وعد بلفور فكانت دولة إسرائيل الكابوس الذي تحقق على أيدي الانتداب

المجاهدان عمر أناءوط وفوزي البيطار

وأتبع الأرناؤوط حكايته التي خرجت عما درسناه في كتب التاريخ إلى روايات عن الثوار وحيلهم التي أربكت المستعمر رغم قلة السلاح والعتاد واستذكر معارك صغيرة بعدد ثوارها كبيرة بنتائجها.

وختم قصته بأن الزمن لو أعاد كرته لفعل ما فعل ولجاهد مرة أخرى في سبيل حرية بلاده الشام التي يحب.

وفي تصريح لموقع eSyria قال السيد عبد الحميد حجازي كيلاني (مدير رابطة رجال الثورة السورية) أن احتفالهم الحقيقي هو برجوع الجولان المحتل وتمنى لو يقاتلون مرة أخرى في سبيله، وبين أن الربطة جمعت ذكريات الثورة السورية، ذكريات الوطن وذكريات مجاهديه لتبقى في النفوس وفي السطور شاهدة على عصر مضى من الكفاح الأليم.

وقال السيد أحمد زكي الصغير(أمين سر الرابطة وابن المجاهد أبو عجاج الصغير) أنه تمنى لو كان أبوه هنا ليشهد العيد الثاني والستين للجلاء الذي عمل وجاهد هو ورفاقه لأجله، وأضاف: أن مضافة المجاهد أبو عجاج ستبقى مفتوحة كما كانت في القابون تستقبل الضيوف من كل حدب وصوب فهي مضافة البواسل ومضافة الأحرار في كل زمان ومكان.

ووعد السيد موسى سوسق (عضو في الرابطة) أن الرابطة ستسمر في إحياء ذكرى الجلاء وهي إن ضاقت بجدرانه فهي كبيرة بما تحتويه من ذاكرة شعبية وارث خلفه المجاهدون.

يذكر أن رابطة رجال الثورة السورية تأسست عام 1957 وشهرت في عام 1959 وكان أول رئيس لها المجاهد الشاغوري نسيب البكري.