في جوٍ وصف بالودي والدافئ وبتوجيه من السيدة أسماء الأسد احتفل أطفال وفنانو معهد النبراس الذي مقره في اللاذقية بالشاعر الكبير سليمان العيسى بالمركز الثقافي العربي بالمز ة وذلك برعاية وزارة الثقافة التي مثلها السيد علي القيم معاون وزير الثقافة والسيد غسان كلاس مدير الثقافة بدمشق والسيد حيدر يازجي نقيب الفنانين التشكيليين.

ومن وحي قصائد الشاعر الكبير قدم الأطفال رسوماتهم وشعرهم البسيط الذي يعبر عن حبهم للوطن.

بدأ الحفل بتقديم الطفلة (شذى عيسى) قصيدة بعنوان طفولة حيث أنشدت: "من بحرنا/ من سهلنا/ من عبير جبالنا/ من التنور/ من الليمون/ من نشيد كتابنا/ جئنا نقول/ جئنا نقول: وأكملت هنا الطفلة (آلاء علي): جئنا...جئنا بطفولتنا/ جئنا والحلم يرافقنا/ جئنا والشعر هواية/ جئنا والرسم راية/ جئنا والشكر غاية..... وبعدها أكملت الطفلة (مايا عيسى): طفولة تموج/ ولون يبوح/ نشيد يفوح/ لأجلك.... لشعرك.... يرسم الجميع/ يزهر الربيع/ يصفق الجميع.

وفي تصريح للسيد غسان كلاس مدير الثقافة بدمشق لموقع (eSyria) عن هذا المعرض وحضور الشاعر الكبير سليمان العيسى قال: إن الظاهرة الجديدة والمهمة تكمن في أن تشترك جمعية أهلية مثل جمعية النبراس في هذا المعرض تحت إشرافها وتنظيمها وتدعو الشاعر سليمان العيسى إلى الحضور، وتعود هذه المبادرة إلى معهد النبراس لتعليم اللغات، بدأها الشاب نبراس يوسف علي بمشاركة بعض الفنانين التشكيليين في تجسيد شعر الشاعر الكبير بلوحات فنية رائعة تتكلم عن أشعاره التي شارك الأطفال فيها بإضافة لمساتهم الفنية.

وأضاف: إن شاعرنا عمل طول حياته على كتابة شعر ممتع للأطفال لإيمانه بهم وبطفولتهم التي مزجها بين حب الوطن والعروبة، فردد الأطفال شعره الذي عده من خلال إيمانه الراسخ بمقولة القائد الخالد حافظ الأسد (تعلموا منهم وعلموهم).

ونحن بدورنا كمديرية ثقافة بدمشق نفتح أبواب مراكزنا الثقافية لكافة الجمعيات والأفراد الذين يمتلكون ولو ذرة إبداع، فدمشق على مر العصور

كانت عاصمة للثقافة العربية والتبادل الثقافي وستبقى على ما عرفناها عليه.

وبعدها تحدث الأستاذ ياسر المالح وهو موسيقي قديم عن الشاعر سليمان العيسى بوصفة أمير شعراء الطفولة والعروبة بعد أن دخل كل مكتبة ومنزل في الوطن العربي من خلال أطفالنا، وأضاف: إن المميز بشعر الشاعر الكبير يكمن في أن شعره متعدد أي لكافة الأعمار من أطفال وشباب إلى كهلة يرددون ما حفظوا من شعر الشاعر الكبير سلمان العيسى إلى اليوم.

كما كان من المشاركين في هذا المعرض الفنانة زينب علي والفنانة نور الشيخ وهم من كلية الفنون الجميلة حيث شاركوا الأطفال في رسوماتهم بالتعبير عما سمعوه على مدار السنين من شعر لشاعرنا الكبير سليمان العيسى، وجسدت اللوحات بتعبيرها عن فلسطين المحتلة وعن الطبيعة وخصوصاً اللون الأخضر المحبب لدى الشاعر لما لهذا اللون من تمثيل للتجدد والنشاط وحب الحياة.

وهنا سألنا الشاب نبراس عن هذا المعرض وعن جمعيته فأجاب: لقد بدأ التخطيط للمعرض منذ حوالي الشهرين فاتصلنا بالشاعر الكبير ووجهنا الدعوة له للحضور فما لبث أن لبى الدعوة وحضر كما رأيتم رغم حالته الصحية.

وأقمنا المعرض بدمشق لكونها عاصمة للثقافة العربية، ومن أجل تشجيع الأطفال على المشاركة بهذه المعارض والسعي بذلك لتقوية شخصيتهم وإبراز إبداعاتهم.

وأما بالنسبة للشاعر الكبير سليمان العيسى فكان لزاماً علينا ذكر بعض ما قاله في كلمته التي وجهها لجمهور الحاضرين حيث قال: أيها السادة والسيدات منذ أربعين عاماً وأنا اكتب للأطفال دون انقطاع.

منذ أربعين عاماً جعلت الصغار همي الأول كما يعرف الجميع، ورحت أعطيهم أجمل ما عندي من شعر ونثر.

كتبت لهم النشيد والقصة الشعرية والقصة النثرية والمسرحية الشعرية والغنائية، عرّبت لهم مئات القصص من روائع الأدب العالمي للأطفال، بالاشتراك مع زوجتي الدكتورة ملكة أبيض، وهي التي لها اليد الطولى في هذا، وأخذت كبار شعرائنا في التاريخ وجعلتهم ينزلون إلى الأطفال ويجلسون معهم ويقدمون أنفسهم إلى هذه البراعم الغضة.

ويرن هاتف بيتي ذات يوم ويأتيني صوت الصديق الشاب نبراس يحمل إليّ نبأ المعرض الذي نحتفي به أو يحتفي بنا الآن...

إبداع جديد رائع، يفاجئني به مجموعة من شبابنا الرسامين الموهوبين في اللاذقية وجبلة، يختارون مجموعة من قصائدي للأطفال، ويحولونها إلى معرض بديع كما شاهدنا.

وأضاف: أن تتحول الكلمة الشعرية إلى لوحة فنية، أن يتحول الصغار إلى أناشيد تتكلم باللون والريشة، هذا ما فاجأني فعلاً، وأنا لا أدري كيف أشكر هؤلاء الشباب المبدعين على أن يشاطروني همي الأول، أعني الاهتمام بأجيالنا القادمة بالأطفال وعلى رأسهم معهد نبراس الذي يتعهد هذه المواهب الفنية ويرعاها.

وأضاف: في كل صباح أجل في كل صباح يولد جيل جديد في هذا الوطن العربي الكبير، يمكن أن يشقى ويتحطم ولكن أمواج البحر لا تنتهي والبحر باقٍ لا يموت.

شكراً لجميع الإخوة الذين شاركونا اهتمامنا في هذا المعرض، هذا الإبداع الجديد، وإلى لقاء يجددنا، ويزرع فينا الأمل، كلما فكرنا بالأطفال:

"أعني لهم ولهو الكتب... لذا قلمي مورق... لذا دفتري

معشب... يجيئون مثل انبلاج السحر... ومثل خيوط المطر... يدقون بابي... يغنون شعري، وينهمرون ضياء... ربيعاً وراء الربيع ... وراء الحقول وراء الزّهر... أغني لهم ويغنون لي... لذا قلمي مورق... لذا دفتري معشب".

وفي النهاية نقول: نشكرك يا أبا شعر الطفولة وملكها على إعطائنا الأمل لنا ولأطفالنا فيما قدمته من شعرك على مدار أربعين عاماً ولم ولن تنبض كلماتك عن الطفولة وحب الأرض والعروبة، ولا تسع هنا الكلمات على التعبير عن حبنا وشكرنا لك ولشعرك، أمد الله بعمرك يا شاعرنا الكبير على طول الجذور التي ترتبط فيها بهذا الوطن، (فمن يفتح باب الكلمات لسماعها يفوق تعبيرها).