تحت عنوان (الهوية واللغة والحق العربي) ألقت الدكتورة بثينة شعبان وزيرة المغتربين محاضرة في مكتبة الأسد، بالتعاون مع مركز ترنم للتراث والعمارة بحضور لفيفٍ من المسؤولين على مستوى الجامعة العربية ممثلة ببعض السفراء والدبلوماسيين.

وعبر السيد محمد عيد لموقع (esyria) وهو مدير تحرير صحيفة عالم المال عن شكره للدكتورة بثينة على هذه المحاضرة المهمة والغنية في توعية الإعلامي العربي بأغلبية المصطلحات الإعلامية المستخدمة بالشكل الخاطئ والمستوردة من الدول الغربية وخصوصاً العدو منها، وأضاف: نحن نقول دائماً إن "لغة المرء كرامته" حيث استفاد أغلبية الإعلاميين الموجودين هنا من هذه المحاضرة القيمة التي ركزت فيها الدكتورة بثينة على أخطاء الإعلام العربي في استخدامه لمصطلحاتٍ إعلامية مدروسة ومفهومة من قبل الغرب تخدم مصالحه، فعلينا نحن كإعلاميين تمكين لغتنا العربية من كل الجوانب وتحصينها ضد أي تشويه أو أي ما ينتج عن الإعلام الغربي.

وأما الإعلامي جان ألكسان قال: لقد اطلعت الدكتورة بثينة على الإعلام الغربي من خلال عملها مترجمةً للرئيس الخالد (حافظ الأسد)، حيث فهمت معظم صياغاتهم اللغوية المدسوسة على الإعلام العربي من أجل صنع فجوة فيه تخدم مصالحهم في النهاية، ويجب علينا إعادة النظر في إعلامنا العربي وهيكليته بشكلٍ عام من خلال المحاضرات المتخصصة في الإعلام والندوات ومن خلال الدورات التدريبية للإعلاميين الشباب منهم والكبار وحتى المسؤولين عن مراكز إعلامية كبيرة، فمن المخجل أن يكتب ويقرأ في بعض وسائل الإعلام العربية عن استشهادي مقاوم للاحتلال ويوصف بالانتحاري وأن ننعت المقاومين بالنشطاء!.

وقد قدمت الوزيرة مجموعة من الأمثلة ضمن محاضرتها توضح فيها أخطاء الإعلام العربي المقصودة أو غير المقصودة، حيث ذكرت جملة من الأخطاء نذكر أهمها:

(تشيني يزور إسرائيل لدفع عملية السلام لكن الفلسطينيين متشائمون، "التعليق": وكأن الفلسطينيين لا يريدون السلام وإسرائيل هي شريك السلام الوحيد.

(وافقت المحكمة الإسرائيلية على استكمال بناء الجدار العنصري)، "التعليق": وكأنهم يبررون لهم أعمالهم كإعلاميين أمام الرأي العالمي حيث يقولون إن إسرائيل دولة قضاء وقانون ويعطون بذلك الشرعية لأعمالهم.

(أفرجت إسرائيل عن أربعة فلسطينيين نتيجة للأعياد)، "التعليق": وينسى إعلامنا العربي الاعتقالات التعسفية لآلاف الفلسطينيين دون سبب ويمكن أن يتم ذلك بنفس اليوم التي تفرج به إسرائيل عن واحد أو اثنين.

(أبو مازن يتوعد بإنهاء المظاهر المسلحة)، "التعليق": وكأن الإسرائيليون لا يمتلكون السلاح أبداً...إلخ.

وهناك الكثير من الأمثلة التي ذكرتها الوزيرة في مستهل تقديمها للمحاضرة وأضافت: "يبدو لي اليوم أن الصراع في هذا العالم صراع هوية، فقد تبلورت هذه الفكرة بعد محاولات عديدة للدول الصناعية المتقدمة في فرض سيطرتها على العالم وخصوصاً الدول النامية منه من خلال العولمة التي تشكلت تحت ذريعة (أن العالم قرية كونية صغيرة) ولا وجود لخصوصية الدول أبداً، وبعد أن نهضت بعض الدول النامية من سباتها وحاولت العمل على تطوير نفسها في كل المجالات وبالطرق السلمية واجهتها هذه الدول بعراقيل، فعملت على صنع نزاعات مسلحة بها من خلال اللعب على عدة أوتار آخرها تهمة الإرهاب التي ألصقت بالعرب والمسلمين عموماً بذكر بعض الأحداث التي تحدث هنا أو هناك، ونسيان ما تسببوا به للعراق من دمار وما يتسببون من كوارث يومية للشعب الفلسطيني منذ عام 1948م وحتى الآن، وقد تشكل كل هذا بسبب طمع هذه الدول (الصناعية) بالدول النامية لثرواتها وثقافتها وتاريخها الذي تعمل كل هذه الدول على طمسه ونسيانه باستخدام عدة وسائل يعد الإعلام من أهمها وأكثرها تأثيراً بتمرير إعلام مضاد لهذه الدول عن طريق نشراتهم الإعلامية بكافة أنواعها، وتعتمد هذه الدول في تمريرها لسياساتها للأسف على بعض الوسائل الإعلامية للدول النامية ومن ضمنها وسائل الدول العربية التي أصبحت تخطئ في فهمها للإعلام ومصطلحاته بقلة حرفية بعضها وبتقصد البعض الآخر.

فمن هنا ومن خلال فهمي لهذا المشروع أرى اليوم إظهار الأثر الذي يتراكم في ذهن الإنسان الغربي ضد الضحية (العربي) دون إدانة للعدو (الإسرائيلي) ولو بشيء، وهنا أشيد بمركز ترنيم للتراث والعمارة الذي يعمل على حفظ هوية التراث العربي وأصالته بتقديم كل ما يفيد في ذلك، وأضافت: أتمنى على كل من يهتم بموضوع الإعلام وسياسته بالعمل على التوعية فيه وكل من مكانه إن كان بالوزارات أو الجامعات أو بالمحافل الدولية وأشكر كل من ساهم يسهم في هذه التوعية.

وفي النهاية سألنا الشاب فراس وهو طالب بكلية الإعلام السنة الثالثة عن أهمية هذه المحاضرة فأجاب: لقد فوجئت أنا شخصياً بالذي سمعته وما يدخل على إعلامنا العربي من تشويه وتزييف للحقائق دون أن نشعر بذلك بطريقة ذكية منهم وبقلة خبرة وعدم اهتمام منا، وأرجو كافة المؤسسات الإعلامية العربية على العمل بشكلٍ جاد في الانتباه إلى إعلامهم ومقارنته بإعلامنا للوصول إلى الإعلام العربي الجاد والمشترك في تحقيق أهدافنا في الانتصار على كل عدوٍ يريد النيل من حضارتنا وتراثنا وبلادنا.