بأمل وفرح، أقيم حفل اختتام مهرجان الشام المسرحي للهواة على خشبة مسرح الحمراء في دمشق، معلناً عن ولادة جيل جديد من المسرحين السوريين، ومؤ كداً على أصالة وعمق ترسيخ الفعل المسرحي في الحياة الثقافية والمجتمعية في سورية.

بدأ الحفل بالنشيد الوطني، ثم ألقى الأستاذ نضال صواف كلمة العين الثالثة قال فيها " لم أشاهد ولم أقرأ ولم أسمع عن حب قدم لنا من خلال الأساطير والروايات أكثر من هذا الحب الذي قدم لنا في هذا المهرجان، شكراً لكل من قدم وساهم في انجاح هذا المهرجان".

تلاه الدكتور عدنان عربش رئيس منظمة اتحاد شبيبة الثورة ألقى كلمة أشار بها إلى أن "أهمية المهرجان تنبع من أنه شكل نموذجا للتعاون والشراكة الخلاقة بين جهات متعددة "، موضحاً سياسة المنظمة المستقبلية "نحن في اتحاد شبيبة الثورة حريصون على أن تكون المنظمة في حالة تطور وانفتاح دائم وأن نتجاوز أي صورة نمطية تقليدية إلى مدى أرحب و أكثر تنوعا و ابداعا ".

السيدة نزهة إلياس المستشار الثقافي في مجموعة ماس الاقتصادية ألقت كلمة بالنيابة عن الأستاذ فراس طلاس عنوانها "قراءة في كلمة " حيث توجه بالحديث إلى الفرق المشاركة بالقول "أنتم لستم فرقة مسرحية في حي شعبي يحتاج أفرادها إلى من يصفق لهم ، ولا أولئك الذين يتكئون على عبارة المسرح الجاد وأزمة التمويل، بل انتم مدرسة جادة لخلق حالة حب حقيقي لهذا الوطن"، منوهاً لدور شركة ماس وهدفها من وراء رعاية هذا المهرجان " لسنا في ماس رعاة لحفل ولا جُعالة تقدم ، لكننا نؤسس بوضوح لخط ثقافي إعلامي ثالث ، خط اجتماعي نسعى من خلاله إلى ترسيخ قيم وإعادة التأصيل لأخرى".

وزاد من زخم الحفل وأهمية المهرجان حضور السيد وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا، فما تزال وزارة الثقافة هي الفاعل الأكبر بالحياة الثقافية السورية، رغم المشاركات التي نشهدها من القطاعات الأخرى وهذا ما أكد عليه د.رياض بقوله" لقد كان المسرح عبئا على وزارة الثقافة لوحدها ثم جاء اتحاد شبيبة الثورة الذي بات يرعى معنا الفرق المسرحية الشابة في المحافظات، و اليوم تكبر الشراكة ويتسع مفهوم الثقافة بكونها فعلاً شعبيا، وليس فعلاً حكومييا فقط " ، مفتخراً بإنجازات الفرق المسرحية السورية "إن الذي يصنع الإبداع على الخشبة هو الشباب التواقون لفعل ثقافي يميز حضورهم بين شباب الأمم كلها، و أشعر بالغبطة لأن هؤلاء الشباب يخرجون لساحات الوطن الكبير ولعلكم تعلمون أن أحد هذه الفرق الشابة حاز على جائزة المسرح بالقاهرة، وأفتتح بها مهرجان قرطاج المسرحي ".

وأوضح نعسان آغا أهمية المشاركة بالفعل الثقافي "المهم في هذا المهرجان أنه يحقق نموذج للشراكة الرسمية والشعبة والاجتماعية فعبر مسرح وزارة الثقافة تأتي منظمة هامة، منظمة شبيبة الثورة لتقدم دعم مالي ومعنوي وتمد العلاقة بين الرسمي والشعبي إلى البعد الاجتماعي الواسع ، فتظهر لنا مضيئة العين الثالثة يزينها الماس وتكبر العلاقة بين هذا التالف والتشارك بين ما يمكن أن تقدمه الحكومة والمنظمات الشعبية، وبين ما يمكن أن تستثمر به الجهات الفاعلة اقتصاديا و هي ليست عجالةً، وإنما فعل المستقبل وهذه نظرة تنموية شاملة هي ما نصبوا إليه".

وكما جرت العادة لم تنسى إدارة المهرجان تكريم عدد من القامات الشاهقة التي قدمت للحركة للإبداعية وما تزال تقدم الكثير ، تأليفاً و نقداً إخراجا و ابداعا ...

فقد تم تكريم مهندس الصوت الأستاذ فهد عضيني، فني الإضاءة الأستاذ نصر الله سفر، الدكتورة ماري، الأب الياس زحلاوي، و الفنان الكبير غسان مسعود..

وقبل توزيع الجوائز ألقى كلمة لجنة التحكيم الفنان بسام كوسا التي تضمنت توصيات ومقترحات اللجنة للدورات القادمة للمهرجان كان أبرزها " تصر لجنة التحكيم على أن يتم انتقاء العروض من خلال لجنة مشاهدة في المحافظات، وتشير لجنة التحكيم بإستعانة الفرق المسرحية بخريجين أكادميين مسرحيين..، وتشير اللجنة كذلك إلى ضرورة استعانة الفرق بخبير باللغة العربية من أجل ضبط النص"

أما توزيع الجوائز فكان :جائزة السنوغرافيا كانت لعرض تشيلو ومنحت للفنان عروة العربي، جائزة أفضل ممثلة منحت للفنانة جيانا عنيد، و جائزة أفضل ممثل منحت للفنان سعيد حناوي و جائزة أفضل اخراج منحت للفنان أسماعيل خلف وجائزة أفضل عرض تمنح لعرض تشيلو

ولنتهي الحفل بكلمة للفنان زيناتي قدسية مدير عام المهرجان " لايسعنا بالنهاية سوى أن نشكر كل الذين ساهمو في إنجاح المهرجان " متمنيا "على كل الممثلين الشباب الاستمرار بتقديم الأفضل للمسرح والحركة الابداعية في سورية".