رغم قدم آلة "القبان" المستخدمة في قياس أوزان المواد الزراعية وخاصة الثقيلة منها، إلا أنها لا تزال تستخدم في القرى وفي المدن التجارية دون غيرها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 حزيران 2015، "أسامة كبول" أحد مزارعي قرية "عرنة"؛ الذي تحدث عن استخدام "القبان"، فقال: «منذ القدم وحتى الآن مازلنا نستخدم "القبانات" المختلفة، لقياس أوزان الأشياء وخاصة الكبيرة منها، ففي القديم كانت الموازين تحدد بأشياء ثابتة ومتداولة مثل الحبوب والأجسام الصلبة معروفة الوزن، ومن أنواع هذه الموازين المستخدمة ميزان "القبان" أو "بيضة القبان" كما يطلق عليه، وهو ميزان ذو ذراع طويلة مقسمة إلى أقسام ينتقل عليها جسم ثقيل يسمى "الرمانة" لتعيين وزن ما يوزن، ويقصد بـ"بيضة القبان" تلك الكتلة التي تمثل الذراع الأفقي الواصل بين طرفي "القبان" أو الميزان كي تتحكم بدقته، ويصنف هذا القبان مع الموازين الميكانيكية».

أتت كلمة "القبان" من كلمة "قبن" ومعناها وزن، لأنه أداة للوزن، وقد استعمل في المدن الكبرى وخاصة التجارية مثل "دمشق" و"حلب" لأنه يزن أوزاناً كبيرة، وكثيراً ما يستخدم في سوق "مدحت باشا"؛ حيث يستعمل مصطلح "مال قبان" أي إن البضاعة تباع بعد وزنها على "القبان"، أما في القرى فيوجد "قبان الكيلات" أقل من المدن التجارية لعدم الحاجة إلى استخدامه في وزن أحجام كبيرة جداً، وعلى الرغم من تطور الآلات والصناعات الآخرى إلا أنها لم تستطع إلغاء وجود "القبان"

ويتابع: «كانت بداية تطور هذا النوع في القرن الثامن عشر الميلادي، وهو مصنوع من الحديد وعادة ما يكون وزنه ثقيلاً، ويقوم بعض الأشخاص بإضافة عجلات إليه لسهولة الجر، وله ذراعان تؤلفان القضيب الأفقي: ذراع قصيرة، وذراع طويلة؛ حيث يوضع الثقل في كفَّة الذِّراع القصيرة، ويحدد وزن الشيء بتحريك ثقل الميزان على الذراع الطويل المقسم إلى مجموعات عليها أرقام، حتى يحدث التوازن فيكون الذراع أفقياً تماماً، وتعطي قراءة تلك التقسيمات وزن الشيء بالكيلو غرام.

أسامة كبول

لايزال هذا النوع من الموازين موجوداً حتى وقتنا الحاضر، وله انتشار واسع في البيوت وفي مراكز التبريد ومراكز التسوق، فلا يمكن الاستغناء عنه لأهميته الكبيرة في وزن المحاصيل وخاصة أثناء القطاف، وكذلك لأهميته داخل برادات التخزين، كما أن له استعمالات مهمة في وزن المواشي كالأغنام وغيرها، والأخشاب والقطع المعدنية، كما يستخدم في وزن أكياس الحبوب والسكر والطحين، وأكياس السماد أيضاً، وله أشكال وأنواع مختلفة تختلف حسب قدرة القبان على وزن الأشياء؛ فمنها ما يزن أطناناً، وكلما كان حجم القبان كبيراً كلما كانت استطاعته في الوزن أكبر.

وكانت تلك القبانات تصنع محلياً، أما الموجودة حالياً فأغلبها مصدره "الصين" أو "الهند"».

القبان

كما التقت المدونة "محمد رمضان" باحث في التراث الشعبي؛ الذي حدثنا عن "قبان الكيلات" بالقول: «أتت كلمة "القبان" من كلمة "قبن" ومعناها وزن، لأنه أداة للوزن، وقد استعمل في المدن الكبرى وخاصة التجارية مثل "دمشق" و"حلب" لأنه يزن أوزاناً كبيرة، وكثيراً ما يستخدم في سوق "مدحت باشا"؛ حيث يستعمل مصطلح "مال قبان" أي إن البضاعة تباع بعد وزنها على "القبان"، أما في القرى فيوجد "قبان الكيلات" أقل من المدن التجارية لعدم الحاجة إلى استخدامه في وزن أحجام كبيرة جداً، وعلى الرغم من تطور الآلات والصناعات الآخرى إلا أنها لم تستطع إلغاء وجود "القبان"».