فن يحتاج إلى الدقة رغم بساطة أدواته، يعتمد على الرمل في رسم الوجوه أو كتابة الأسماء، وكل ذلك يتم خلال دقائق أمام الزبون نفسه، نوع من فن الأرصفة انتشر في "دمشق" خلال السنوات الأخيرة بكثرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27 كانون الأول 2014، "حسن كاتبي" في سوق "الحميدية" أثناء شرائه لوحة زجاجية رسم عليها بالرمال، وعن هذا الفن يقول: «هو فن في غاية الإبداع والحرفية، لأن القطعة تُحضر أمام عينيك وبدقائق، حيث يقوم البائع باستخدام الرمال بطريقة فنية بغاية الروعة، وبإمكانك اختيار أي كتابة أو رسمة تريدها أن تكون على الزجاج بمادة الرمل الملون، وبالنسبة لي اخترت لوحة تحمل اسمي واسم من أحب، ولوحة أخرى سأهديها لأحد أصدقائي، وأتمنى أن يحظى هذا الفن بالاهتمام الذي يستحقه لكي يدرس في المعاهد والكليات».

إلى جانب الرسم حاولنا تطوير عملنا فبالنسبة لي، استطعت إضافة الجديد إليها من خلال رسم الصور الشخصية للأشخاص والزبائن؛ وهذه ناحية لم تكن معروفة عندما دخل هذا الفن إلى "دمشق" قبل 15 سنة، كذلك رسمت شجرة عائلة على الرمل ضمن زجاجيات، ورسمت أيضاً (اللوغو) والشعارات، وهذا أيضاً لم يكن معروفاً من قبل

غدا سوق "القباقبية" العريق، المختص بالتراثيات والشرقيات، يحتضن في جانب منه هذا الفن، من خلال تواجد "رسامي الرمل" عند جدران دكاكينها، حيث التقينا "عمر اسكاف" الذي يمارس هذه المهنة منذ 14 عاماً، ويقول: «انتشر هذا الفن كثيراً خلال السنوات الخمس الماضية على أيدي عدد من الشباب الدمشقيين، منهم من درس الفن في معهد الفنون التطبيقية بـ"دمشق"، واتخذوا من دكاكين سوق "القباقبية" مكاناً لهم، وهم الآن يمارسون هذه الحرفة الفنية مباشرة أمام الزبائن، إذ نقوم بتنفيذ عملنا من كتابة أسماء ورسم أعمال فنية، وحتى تصوير أشخاص على الرمل خلال دقائق، ونبيعها لهم بأسعار رمزية».

بعض اللوحات الزجاجية

ويضيف: «أدواتنا بسيطة وهي عبارة عن طاولة صغيرة وأوانٍ زجاجية ورمل ناعم وريش رسم، ونعتمد بوجه أساسي على الرمل الطبيعي الصحراوي والجبلي الذي نسميه "رمل مازار" أي الرمل النباتي، الذي يحتاج لتعامل خاص، حيث نأتي به خشناً فنعمل على تنعيمه، ومن ثم نصبغه بألوان معينة من خلال خلطه مع البودرة الملونة لتنتج سبعة ألوان رئيسة، هي: (الأحمر، والأصفر، والنيلي، والأزرق الفاتح، والبرتقالي، والبني، والأسود)، وبعد ذلك ننخله لأنه بعد الصبغ يخشن قليلاً، وبعدها نستخدم جميع الألوان ونرسم بها حسب طلب الزبون، ويكون الرسم أغلب الأحيان على أوانٍ أو قوارير مصنوعة من الزجاج أو الكريستال، ومن الأدوات أيضاً، القلم الذي نكتب به الأسماء والعبارات، و"المدكّ" الذي يستخدم لدكّ الزجاجة بعد ختام العمل فيها، وتعد مرحلة "الدكّ" مهمة جداً ومفصلية في جودة العمل، حيث إنه ولو انكسرت الزجاجة أثناء "الدكّ"، يجب أن يعيد العمل فيها من جديد لتكون في النتيجة متينة ولا تتخرب الرسمة بعد ساعات من إنجاز العمل، ثم هناك "القمع" وهو أداة مهمة نستخدمها لتنفيذ المناظر التي نريد».

ويتابع: «عملية الكتابة يمكن تنفيذها مباشرة بالرمل، ولكنها تحتاج إلى وقت طويل نسبياً، فنضطر لكتابتها بمادة الغراء اللاصقة، في حين الرسوم تنفذ مباشرة ومن دون غراء، ونقدم أعمالنا بالزجاجات فمنها الكبيرة التي تعرض في صالونات المنازل على الطاولات أو في الواجهات والرفوف، وتضم مناظر طبيعية وتراثية، وهناك زجاجيات صغيرة يتم تنفيذها على شكل ميداليات يعلق فيها الشخص مفاتيحه، ويرسم في الزجاجة المحشوة بالرمل رسمة بسيطة، وأغلب الأوقات يطلب مقتنو هذه الميداليات وضع أسمائهم أو عبارات بكلمات قليلة كالحكم والأقوال المأثورة، أما عن الرسوم فهناك أكثر من 400 رسمة نستخدمها بالرمل وفي أعمالنا التي نقدمها ونعرضها في كل مكان».

أدوات العمل

ويضيف: «إلى جانب الرسم حاولنا تطوير عملنا فبالنسبة لي، استطعت إضافة الجديد إليها من خلال رسم الصور الشخصية للأشخاص والزبائن؛ وهذه ناحية لم تكن معروفة عندما دخل هذا الفن إلى "دمشق" قبل 15 سنة، كذلك رسمت شجرة عائلة على الرمل ضمن زجاجيات، ورسمت أيضاً (اللوغو) والشعارات، وهذا أيضاً لم يكن معروفاً من قبل».