يمكن تسميتها بحلوى الأفراح لأنها ترتبط بها، تتكون من السكر وبياض البيض، وأصبحت الحلوى المفضلة للأطفال لطراوتها، مازالت صناعتها من المهن الدمشقية العريقة التي تعتمد على الطرائق اليدوية القديمة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 كانون الأول 2014، السيدة "نجوى الشاهر" من أهالي مشروع "دمر"؛ التي تحدثت عن حلوى "النوغا" وتقول: «تعد من الحلويات المحببة لدى الأطفال والكبار، وتكاد لا تخلو مناسبة سعيدة إلا وترى صرراً أو أطباقاً من السكاكر وعلى رأسها "النوغا"، فتلك الحلويات تزيد أفراح "دمشق" جمالاً وحلاوة ومسرة، وتعد صناعة السكاكر والشوكولا الدمشقية من المهن العريقة التي ما زالت تعتمد على الطرائق اليدوية القديمة، كما أنها تدرج في خانة المنتجات التي يحن الدمشقيون إلى تذوقها دائماً».

تعد من الحلويات المحببة لدى الأطفال والكبار، وتكاد لا تخلو مناسبة سعيدة إلا وترى صرراً أو أطباقاً من السكاكر وعلى رأسها "النوغا"، فتلك الحلويات تزيد أفراح "دمشق" جمالاً وحلاوة ومسرة، وتعد صناعة السكاكر والشوكولا الدمشقية من المهن العريقة التي ما زالت تعتمد على الطرائق اليدوية القديمة، كما أنها تدرج في خانة المنتجات التي يحن الدمشقيون إلى تذوقها دائماً

السيد "وليد الآغا" أحد قاطني "دمشق"، وحول رأيه بحلوى "النوغا" يقول: «حافظت هذه المهنة على طريقتها اليدوية القديمة في الإنتاج، وهو ما ساهم في إعطائها الشهرة التي تتمتع بها اليوم، أما بالنسبة لي فلا أترك أي مناسبة لكي آتي إلى شارع "معاوية الصغير" المشهور بصناعة السكاكر؛ حيث المعامل والمحال التي تنتج وتبيع ما أبدعته يد الصانع الدمشقي، فأشتري ما أشتهي من السكاكر والشوكولا وخاصة "النوغا" لأنها طرية على أسنان الأطفال، فهي مصنوعة يدوياً من أجود المواد الطبيعية، وأعتبرها مضمونة من جميع النواحي وخاصة من ناحية السلامة والجودة والمذاق، لأنها تمثل جزءاً من المهن التي أبدعتها يد الدمشقيين، والتي يجب أن نحافظ عليها سواء أكنا منتجين أم مستهلكين».

محمد هيثم سليق

أما "محمد هيثم سليق" صاحب سكاكر في "الصالحية" فيقول: «من يحتفل بمناسبة خاصة تجده يشتري السكاكر ومن ضمنها "النوغا"، كمناسبة الأعراس أو المولد وحتى أعياد الميلاد والولادات، و"النوغا" عبارة عن سكر وقَطر مع بياض البيض، لها طريقة خاصة وشكل ومزيج خاص يقدره الحرفي المتخصص بهذا النوع من الحلوى ويتطلب العمل خفق المزيج خفقاً مستمراً وسريعاً مع وضع بياض البيض، الذي يخفق مع المزيج ليعطي اللون الأبيض، ومن ثم يرش المزيج بماء قليل ويُحشى بالفستق ويُمد بالصاج، وفي اليوم التالي يقطع بسكين خاص وبمقاسات محددة، وتلف عندها "النوغا" بالنايلون، وهذه الخطوة تجري اليوم بواسطة الآلات وهذا أفضل صحياً وبيئياً، وبعد ذلك تطوّر أسلوب العمل حيث أصبحت تسخن المقادير على الغاز، كما ساهم دخول المكنات الآلية في العمل بزيادة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد وتنوع الأذواق، ولكن الطريقة القديمة ظلت نفسها إلى اليوم».

ويضيف: «هذه الحلوى جاءتنا من المغرب واشتهرت بها "دمشق"، وقد تم إنشاء العديد من المعامل في "البزورية" التي تصنع السكاكر الدمشقية يدوياً بكل مراحلها، وارتبطت هذه الصناعة ارتباطاً وثيقاً بـ"دمشق"، فلم يكن عدد أصناف الحلويات والسكاكر آنذاك يتجاوز عدد أصابع اليدين، لكن اليوم هناك أكثر من ألف نوع، تختلف باختلاف المناسبات والفصول والأسعار، وتتناسب مع الأعياد والأحداث السعيدة كحفلات الزفاف والولادة».

ويقول "محمد الخضر" صاحب ورشة لتصنيع السكاكر: «في سوق "البزورية" تجد العشرات من المحال التي تبيع هذه الحلوى التي تثير انتباهك بسهولة لأنها معروضة بطريقة لافتة للنظر، بل أكثر من ذلك ابتدع التجار طريقة ذكية لجذب الزبائن، فإذا ما توقف أحدهم عند باب الدكان ولو من باب الفضول، يمد له البائع قطعة من الحلوى في صحن بلاستيكي صغير لتذوقها، ويحثه على تناولها حتى وإن لم تكن لديه الرغبة في شرائها، وبالتأكيد قد ينتابه الخجل لتناول الحلوى مجاناً، فيطلب المزيد ويشتريها، فقد لا يستطيع مقاومة طعمها اللذيذ».

ويضيف: «بالعموم سوقنا ورزقنا طوال العام مرتبط بمواسم معينة؛ وهي عيد المولد النبوي الشريف والأضحى المبارك، وعيد الفطر السعيد، وعيد الميلاد المجيد، أما ما تبقى من أيام السنة فنبيع كميات بسيطة، وفي النهاية مهنتنا شامية بامتياز وقديمة، وإنتاجنا نصرفه في السوق المحلية، والسياح والزوار أيضاً يشترون هدايا من إنتاجنا ويأخذونها لبلادهم فيزيدون من انتشارها، وحتى الأوروبيون عرفوها فهم يشترون بضاعتنا لرخصها ولكونها مصنعة بمواد طبيعية تجذبهم».