«كان الليل الداكن يغشى كافة مناطق "دمشق"، ومنها "دمشق القديمة"، فلا أضواء ولا حتى بصيص نور يرشد الناس إلى طريقهم في كافة الفصول من السنة إلا في الليالي المقمرة التي يركن إليها الناس في سهراتهم ولقاءاتهم، فقد كانوا يتعثرون بالحجارة والوهاد ويتأذون من أخطارها، وقد كانت وسائل التنوير أدوات بسيطة استخدمها الناس اضطراراً في حاجاتهم ومن هذه الوسائل "المشعل الزيتي، الشموع، المصباح، الفانوس"». هذا ما قاله أحد المعمرين في منطقة "دمشق القديمة".

موقع "eSyria" بتاريخ 1/9/2010 التقى الحاج "عبد الكريم عبد المعطي" من منطقة "القيمرية" ليحدثنا عن أهم الوسائل التي استخدمت قديماً كوسيلة للتنوير والإضاءة، فيقول: «كانت ثمة وسائل عدة للتنوير والإضاءة في المنطقة آنذاك، ومنها "الضواية" أو "المشعل الزيتي" والذي يختزن فيه الزيت ويعلوه فتيل قطني يستمد الزيت من المخزن يستعمل في المطابخ، الزرائب، الخلاء وغيرها على الرغم مما تورثه وتنشره من دخان وهباب أسود يتوضع في مواقعه، أما "الفانوس" فكان على نوعين، "الفانوس الوطني" وهو الذي يضم كازاً "مصباحاً" صغيراً في قاعدته تحيطه حافظة بلورية مربعة أو مسدسة تفنن صانعوه بزخرفته في أعلاه نواتئ وقطع بلورية ملونة يعلوه مقبض لحمله ونقله، والنوع الآخر هو "الفانوس الألماني" وهو أخف وأصغر حجماً من سابقه له خزان اسطواني يمتد منه فتيل قطني يتسرب ضمن بلورة اسطوانية مخروطية وله ممسك معدني يعلوه يساعد على التنقل في الليالي المظلمة في البيوت وخارجها».

كانت ثمة وسائل عدة للتنوير والإضاءة في المنطقة آنذاك، ومنها "الضواية" أو "المشعل الزيتي" والذي يختزن فيه الزيت ويعلوه فتيل قطني يستمد الزيت من المخزن يستعمل في المطابخ، الزرائب، الخلاء وغيرها على الرغم مما تورثه وتنشره من دخان وهباب أسود يتوضع في مواقعه، أما "الفانوس" فكان على نوعين، "الفانوس الوطني" وهو الذي يضم كازاً "مصباحاً" صغيراً في قاعدته تحيطه حافظة بلورية مربعة أو مسدسة تفنن صانعوه بزخرفته في أعلاه نواتئ وقطع بلورية ملونة يعلوه مقبض لحمله ونقله، والنوع الآخر هو "الفانوس الألماني" وهو أخف وأصغر حجماً من سابقه له خزان اسطواني يمتد منه فتيل قطني يتسرب ضمن بلورة اسطوانية مخروطية وله ممسك معدني يعلوه يساعد على التنقل في الليالي المظلمة في البيوت وخارجها

تعددت وسائل التنوير من خلال الشكل والاستخدام وعنها يكمل السيد "عبد الكريم": «كما كانت هناك أنواع أخرى للتنوير والإضاءة منها "الشموع" المعدة من شحوم الحيوانات ومن البارافين ندر استعمالها إلا في الحالات الطارئة وفي مظاهر الأعراس والأفراح يستضاء بها وخاصة ما كان منها طويلاً ومزخرفاً، إضافة إلى المصباح "الكاز" وهو مجهز بفتيل متحرك يمتص "الكيروسين- الكاز" من مخزنه الزجاجي يرتكز عليه الجرس الذي يمسك في أطرافه قاعدة بلورية زجاجية بيضاوية متطاولة يختلف استخدامه حسب حال الأسرة المادية ويتدرج في قدرة إنارته بين درجات الثانية والرابعة، حيث كان يرتكز على منضدة صغيرة هي "الإسكملة" التي تغطى بقماش أبيض مزركش، وهناك نوع آخر ذو حمالة معدنية يعلق منها على مسمار في ناحية من جدار الغرف، ومنه ما كان يتدلى من السقف الخشبي وقد تميز ببلورته الإسطوانية في أعلاها والكروية في قاعدتها والمثبتة في حواف على مفترش أسنان الجرس الذي يعبره الفتيل، ويحركه بزال صغير وقد أظل هذه البلورة في محيطها العلوي زجاجة نصف كروية ملونة وفي قاعدته إطار معدني ثبت عليه مخزن من زيت الكيروسين كروي أو بيضوي زجاجي، وقد دأب الناس على استخدام هذا المصباح في قاعاتهم ومساجدهم وفي بيوت الميسورين منهم يسرجونه حيث يندرج على بكرة وحبل مشدود في أعلى السقف ومعلق طرف الحبل على مسمار في جانب من الجدار، وكان يسميه بعضهم "القنديل"».

اللوكس

يتابع: «أما "الشمعدان" وهو مصباح كاز في زيته وفتيله وجرسه وبزاله، لكنه يكبر في مخزنه الزجاجي وفي بلورته الكبيرة والتي يحيطها غلاف بلوري زركش في ألوانه وفي أشكاله وهو ينشر ضوءاً ساطعاً عن سابقيه ويجثم على رخامة "لبيرو" الذي كان زهوة الزمان في أدراجه ومرآته التي ثبت عليهما قطع الأصداف وخيوط الفضة التي عقدتها في أطرافها، وهذا الشمعدان قلّما يضاء إلا في المناسبات الهامة والضرورية لدى ذوي الأبهة والمال والسلطان، أما "اللكس" والذي مازال مستخدماً في الريف السوري فيملأ خزانه بالكيروسين ويضغط بمحقنه مرات عدة حتى يصبح "الكيروسين" في منطلقه رذاذاً غازياً يمر في أنابيب معدنية حتى يصل إلى كيس "أميالتي" ارتفع في حرارته، حيث يسطع ببزاله قوياً، استخدمه الناس في مناسباتهم وفي بيوتهم وما يزالون، وهو على نوعين القديم منه كان ذا خزان حلقي ينتهي في أسفله بزجاجة مدببة تحوي على الكيس "الأمينتي" الذي يشع في حالة إسراجه، أما النوع الثاني والذي هو في الاستخدام حالياً هو ذو البلورة الاسطوانية».

أما السيدة "فاطمة الصالحاني" معمرة فتقول: «كانت كل هذه المصابيح والفوانيس رفيقة الناس في تنقلاتهم وسهراتهم الليلية، فكانت ربة البيت تعدها في نهارها من حيث إعمارها بزيت الكاز "الكيروسين" ونظافة زجاجاتها من داخلها وخارجها حتى لا يعشو النور الصادر منها أو يخبو، لكن في الأربعينيات أوجد قفزة في مد الشبكة الكهربائية التي أضاءت الشوارع في كل مكان وركزت الأسلاك الناقلة على الأعمدة من قبل "شركة الجر والتنوير" والتي تحول اسمها إلى "شركة الكهرباء" ثم رست على اسمها الحالي "مؤسسة الكهرباء"، وغدت الكهرباء حاجة ملحة وتحولت وسائل الإضاءة الغازية في كل مكان إلى مصابيح كهربائية بمختلف إضاءتها بالحبابات الكهربائية و"النيون" وتحولت الأضواء الخافتة إلى أنوار مشعة باهرة، واستخدم الناس الأدوات الكهربائية بما يتناسب مع روح العصر واستغنوا عن الكثير من الأدوات اليدوية في التنوير والحركة، التهوية، الحرارة والتسخين إلى دوافع الكهرباء التي غيرت المفاهيم».

أضواء تراثية