حمل حب الوطن بقلب صادق، وتغنى به ناذراً نفسه وشعره لأجله، هو الشاعر "محمد خالد الخضر".

عنه قالت الكاتبة "نبوغ أسعد": «كان لشخصيته القوية دافع أكبر في تبلور شاعريته، فقد صمم على أن يشق طريقه الشائكة بكل صبر وكبرياء وعنفوان، فتحمل الشقاء والبلاء وظل متحملاً للجرح دون أن يتعرف الألم ، ولن يخضع أو يتخاذل، كان كالصقر المحلق في السماء، ظل مثابراً على قراءاته وكتاباته التي صاغها من ذوب قلبه وروحه بكل صدق وعفوية ومحبة حتى أصبح متألقاً، ظلت أخلاقه النبيلة عنوان أشعاره، فمنذ أن عرفته وهو قوي الإرادة، جريء، متسامح، واثق الخطى، صبور على الشدائد، لا يخاف لومة لائم في قول الحق، محباً لمن حوله، عشق الوطن وتغنى به فنذر نفسه وشعره لأجله».

كان لشخصيته القوية دافع أكبر في تبلور شاعريته، فقد صمم على أن يشق طريقه الشائكة بكل صبر وكبرياء وعنفوان، فتحمل الشقاء والبلاء وظل متحملاً للجرح دون أن يتعرف الألم ، ولن يخضع أو يتخاذل، كان كالصقر المحلق في السماء، ظل مثابراً على قراءاته وكتاباته التي صاغها من ذوب قلبه وروحه بكل صدق وعفوية ومحبة حتى أصبح متألقاً، ظلت أخلاقه النبيلة عنوان أشعاره، فمنذ أن عرفته وهو قوي الإرادة، جريء، متسامح، واثق الخطى، صبور على الشدائد، لا يخاف لومة لائم في قول الحق، محباً لمن حوله، عشق الوطن وتغنى به فنذر نفسه وشعره لأجله

مدونة وطن "eSyria" كان لها الحوار التالي معه بتاريخ 23 شباط 2014:

خلال إحدى المشاركات

  • حمل إصدارك الجديد عنوان "على ضفتي جرح" ماذا عنه؟ وما أهم الأمور التي تطرقت إليها فيه؟
  • ** هو رجع آهات وآلام عشتها منذ أن عصفت الأزمة بوطني الحبيب، القصائد رصدت كثيراً من الأوجاع والهموم والمصائب وانعكاساتها، خلال عواطف لم يتمكن قلبي إلا أن يكون صادقاً في صياغتها لتكون شاهدة عصر على زمن مر، عاشته "سورية" مكرهة وهي تواجه عالماً تجرد من العقيدة وخان الإنسانية، لم تكن قصائدي إلا في دائرة الألم وفي دائرة الأمل ، فهي تشير بأكبر التهم إلى كل من أدار ظهره إلى جرح "سورية"، وإلى كل من تعاون، أو تعامل مع غريب ينوي ما ينوي من خبث إلى بلد تعاقبت عليه الحضارات، وأشرقت فيه شموس الحق والعدالة منذ أن وجد الإنسان.

    من إصداراته.

  • بماذا تعرف الإبداع؟ وهل يمكن القول إن القارئ شريك الشاعر فيه؟
  • ** هو حالة ابتكار عليا تتجاوز ما يمتلكه القارئ، لأنها يجب أن تشكل أمامه شيئاً جديداً مختلفاً عما لديه، وفق معايير تضيف إلى حياة القارئ والإنسان بشكل عام ما هو مفيد وجديد، وعصي عن التقليد، فالإبداع حالة دهشة، وانبهار تخلق عند القارئ كثيراً من الأمل بفتح جديد وانطلاق آخر وصولاً إلى حياة أخرى.

    آخر الإصدارات للشاعر

  • برأيك ما الفرق بين الإبداع كوسيلة تعبير والإبداع كنتاج جمالي خلاق؟ وإلى أي حد أنت مع من يقول إن الإبداع حاجة عند المبدع؟
  • ** الإبداع واحد أمام كافة الأسس والوسائل، فلا يمكن للتعبير أن يشكل إبداعاً ما لكم يكن مميزاً ومتجاوزاً لما هو سائد وما هو كائن وموجود، أما الإبداع الآخر سواء أكان في الجمال أم في سواه من المفترض أن يكون حدثاً أو تكويناً، أو تشكيلاً لا يشبه سواه، إضافة إلى ما يجب أن يخلقه من شعور إنساني عاطفي في نفس المتلقي، ففي النتيجة لا يمكن أن نفرق بين إبداع وآخر من حيث النتيجة، وإن اختلفت الأدوات والوسائل والتعابير، فالحالة الإبداعية تكمن في الأسلوب الذي يجب أن يكون مبتكراً ليصل بنا إلى النتيجة المرتقبة.

    ** كيف تنظر إلى الكتابة؟ وهل لك خصوصية ما بطريقة التعامل معها؟

  • الكتابة هي حالة إنسانية، وعاطفية، ونفسياً صعب أن يقاومها الكاتب، فعندما تنتابه التعابير خلال العواطف المتدافعة في أعماقه لا بد من الذهاب إلى القلم للتعبيرعن الأسباب غير المباشرة أو المباشرة التي أدت إلى تلك الحالة الإنسانية، التي تأثر بها أكثر من سواه، وهي في النتيجة تأتي بسبب علاقة جدلية بين الكاتب وبين من هم حوله سواء أكانت هذه العلاقة إيجابية أم سلبية، أما عن الخصوصية فأنا لا يشاركني الورقة والقلم شيء على الإطلاق، فأنا لا أريد أن يدخل بيني وبين حالتي إلا ضميري، وعواطفي، وثقافتي، عساني أصل إلى ما أريد وإن كان هذا الوصول قد يكون شائكاً وأليماً وصعباً.

  • كيف ترى حال الشعر ما بين اليوم والأمس؟ وبرأيك ما الذي يميز كل مرحلة في حيثياتها الإبداعية وظروفها الموضوعية؟ وهل تشعر بالخوف أو بالقلق على مستقبل الشعر؟

  • ** إن الأمس لم يترك لليوم شيئاً، فكل ما يدور لم يتمكن من تجاوز الماضي، فنحن مازلنا نبتكر ونبدع في بحور أوجدها القدماء، ولم نأت بأجمل مما أتوا به، وإن تمّيز كثيرون من الشعراء، فهذا لا يعني أبداً أننا تمكنا من التجاوز والتطوير، فلا يمكن للشاعر أن ينكر أبداً أن التفعيلة أقل صعوبة من الشطرين، وإن النثر لا يحتاج إلا إلى ثقافة، وقضية الأفق والخيال والأدوات تكمن بسعة اطلاع الشاعر، وقوة ديباجته التي ترتكز على ثقافة اجتماعية وكونية وثقافات أخرى، وإن المقارنة بين الماضي والحاضر والتوغل في خمائل الشعراء والكتاب قد تحبط الحاضر الذي يتحجج بالسريالية والرمزية والدادائية والانكشارية، أما مستقبل الشعر فهو مهدد ولا سيما أن التكنولوجيا الحديثة تمكنت بكل ارتياح من السيطرة على ما هو جديد.

  • منهم من يعتقد أن الشعر حالة قصدية لغرض أو لهدف، هل تشعر بأن لك غاية قصدية بالفعل من الكتابة؟
  • ** الشعر حالة عفوية وليست قصدية، فالقصد يبطل الموهبة، ويلغي دورها ، وعندما تكون الموهبة الشعرية هي صاحبة الأمر فتدفع بالشاعر بشكل عفوي إلى الكتابة، أما عن القصدية فقد تأتي خلال كتابات أخرى قد تكون ناجحة، وهي رؤى وخواطر وكثيرون يطلقون عليها تسمية شعر، ففي هذه الكتابات تحكم القصدية تماماً، وتأتي النتائج بشكل أو بآخر ضمن معايير معينة لها علاقة بما يريده كاتبها حتى وإن كانت فاشلة.

  • كيف ترى تأثير الأدب العربي عن غيره من الآداب والعكس؟
  • ** إن الأدب العربي هو أكثر الآداب قوة وتعبيراً وحضوراً ولا سيما الشعر، فلا يمكن أن يساويه أي شعر في العالم نظراً إلى ما يمتلكه من ثقافات تاريخية ورؤى حضارية وموسيقا عصية عن التقليد، وهي موسيقا إيقاعية وانسيابية وعاطفية تتماهى مع الأدوات الأخرى بشكل انسيابي، فمن من الشعراء يمكن أن يتجاوز "المتنبي أو أبا العلاء المعري، أو حتى نزار قباني" في العصر الحديث ، فليأتِ بما لديه من نصوص مبتكرة لنقارن بها مع نصوص هؤلاء.

  • إلى أي حد تعتقد أن مواصفات الشاعر لها خصوصية في مساعدته على لعب دور ما في الواقع والمجتمع؟
  • ** من المفترض أن يكون للشاعر خصوصيات كثيرة تميزه عن الآخرين في حال امتلك هذه الموهبة المميزة، وأهمها الإحساس المرهف الذي لا يمتلكه كل أبناء المجتمع، وهو شعور بالمسؤولية الإنسانية، فالشاعر صلة وصل بين الإنسانية والإنسان، وهو رائد اجتماعي، وكلما اتسعت ثقافته اتسع خياله وازداد حضوره.

  • بماذا اختلف إصدارك الجديد عن إصداراتك السابقة؟
  • ** إن إصداري الجديد هو جرح واحد لطعنات متعددة، وقد يكون شكلاً واحداً بألوان متباينة وبأدوات مختلفة، فهو لا يذهب إلا إلى "سورية"، ولا يساوم، ولا يفاوض ولا يمد يداً لأي شيء، إلا للحفاظ على كرامتها، فكل شيء في إصداري الجديد كان مؤجلاً الى أن تتعافى "سورية"، ويعود القمر ضاحكاً في سمائها، أما الإصدارات التي سبقته ففيها أشياء مختلفة ومتنوعة، فالحب موجود والفرح موجود، والأمل موجود، إلا أنني أجزم بشكل قطعي أن مسيرتي الشعرية كانت منذ إصداري الأول "سأعود مرفوع الجبين"، إلى إصداري الأخير "على ضفتي الجرح" تهدف إلى الدلالة القاطعة على رغبة الصهاينة في وصولنا إلى هذا اليوم الذي نعيشه، والذي كان سبباً في صدور مجموعتي الجديدة "على ضفتي الجرح".

    بعض أبيات من إصداري الجديد:

    "ستعرفني إذا أدركت أني

    أخاصم كل نذل في الأنام

    ويكرهني اللئيم إذا التقاني

    أعارض كل مصلحة اللئام

    أعف إذا اقتضى أمر كبير

    وكفي لا تمد على الحرام".

    ومن قصيدة "قراري":

    "قررت أن أنهي القضية

    هكذا شاء الهوى

    وهناك لا ناس تراقبنا

    وهذا آخر القول الصريح".

    يذكر أن الشاعر "محمد خالد الخضر" هو عضو اتحاد الكتاب العرب،

    عضو لجنة القراءة في جمعية الشعر، محرر ثقافي بعدد من وسائل الإعلام، من مواليد "المغارة" محافظة إدلب 1964م، له تسعة إصدارات منها: "عبير الياسمين، لعينيك كل هذا الحب، امرأة مهددة بالسبي"، وغيرها.