استطاعت الشاعرة "هناء داوودي" من خلال باكورة أعمالها الشعرية "ترانيم الياسمين" أن تجد لها مكاناً بين قراء القصيدة وتركت حافزاً لدى أقلام النقاد لتكتب باهتمام عن تجربتها الأولى.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 كانون الأول الأديب والشاعر "خالد بدور" حيث قال عن المجموعة الشعرية "ترانيم الياسمين": «إن المجموعة الشعرية التي صدرت للشاعرة "هناء داوودي"؛ التي ضمت 57 عنواناً وتتباين بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر كما يسمونها بالحداثة وقد حملت هذه القصائد في معظمها الشعر الوجداني وبعض القصائد الوطنية والاجتماعية وتميزت بالإحساس والشعور الجميل المرهف في التعبير عما يدور بخلد الشاعرة وكأنها تعطي من روحها، ورغم المباشرة في معظم القصائد فقد حملت صوراً شعرية معبرة أروع تعبير، كقصيدتها الوطنية "أنا عربية" التي تقول فيها: "صدفة التقيت بها.. قالت اسمي رقية سألتها من أين.. أجابت بعزة فلسطينية من بلد الكرامة والإباء.. المتعطش للحرية.."، وتنتهي القصيدة بـ: "ضممتها بشدة.. وأحسست بلحظة بأنني أضم كل أمتي العربية.."، لا أنكر هنا بأنها تستخدم المباشرة ولكن القصيدة ملأى بعاطفة جياشة تجاه "فلسطين" التي ما زالت وستبقى القضية المركزية لكل شرفاء العرب».

أميل إلى المدرسة الإبداعية "الرومانسية" لأنني أعشق الهروب إلى الطبيعة الواسعة الجمال، التي تحتوي على خيال واسع من بيان الصور الجمالية المُعبرة التي تسمح لي باستعارة الرمزية بعض الشيء حتى أرسم إحساسي المكنون بالحرف فأمنح للنص ألواناً من تلك الطبيعة الساحرة

وأضاف "بدور": «مثال آخر، قصيدتها الوجدانية المميزة التي تقول: "طفلة أنا فيها.. عناقيدي حبلى بالأشواق.. لكني أخشى الاقتراب.. أتردد بالعبور إليك.. ويغشاني الخوف من الفراق.. أنا طفلة يكسوها امرأة تثور.. تغضب.. وترضى ببعض عناق.."، هذه الصور التي استخدمتها الشاعرة تشد القارئ بامتياز».

هناء داوودي

الكاتب والباحث "مروان مراد" قال: «في هذه الأيام الملبدة بالكآبة يأتيني أرق الهدايا.. مجموعات شعر جديدة طالعة من حدائق الشباب الغض فتغمرني بسعادة لا حدود لها وتجدد فيّ حاسة الأمل وبارقة الرجاء، "ترانيم الياسمين" الباقة النضرة التي ضفرتها الشاعرة المرهفة "هناء داوودي" بذوقها الشفاف وإحساسها العفوي توثبت لدي بغلافها الأنيق وعنوانها الرقيق فأبحرت في مركب الشعر الوردي متدفئاً بالبوح الهامس والشدو الحميم، فكما تتسلق عريشة الياسمين الحيطان وتنشر فروعها الصبية الطرية على الطرقات لتلثم وجنات العابرين بعطرها النفاذ مدت "هناء" خيمتها الوارفة في محراب الهوى الخلاق وتركت مشاعرها الفياضة تتدفق بكل ما يورثه الحب للعشاق من آلام وأشجان مرة وتمرد وثورة ومن رضا وإقبال وانتعاش مرات».

وأضاف :«لفتني في هذه النصوص عاطفة جياشة بالدفء والحنين -تعبير عفوي عن مكنونات النفس بمفردات جديدة وتراكيب فنية مبتكرة- صور جميلة ملتقطة بعدسة نبض شفيف، موسيقا عذبة تتماوج هدوءاً مع الرضا واندفاعاً مع الثورة.. وهل نريد من الشعر أكثر من هذا كله؟ هو فعلاً بوح شفاف جدير بالحفاوة كترنيمتها: "أيها المغموس في عمري.. أزاهير الشوق لك تنحني.. امنحني هواك دفئاً يبعثرني.. جنوناً تصهل له أنوثتي.. حبلى أحلامي بك.. مهما حاولتُ إجهاضك من ذاكرتي.."».

أثناء حفل توقيع ترانيم الياسمين

"هناء داوودي" صاحبة المجموعة قالت: «مجموعتي الأولى "ترانيم الياسمين" تحوي عناوين مختلفة ونصوصاً منها تطرقت إلى الغزل الوجداني وأخرى وطنية تحدثت عن الشغف بالشام وياسمينها، لم أعتنق بها الشعر بصيغتهِ التفعيلية، بل حلقتُ في فضاء الخاطرة الأدبية فأنا عموماً أعشق حرية الحرف والسطور وبالتالي أبتعد بإحساسي عن معالم القيد الذي تفرضه التفعيلة والقافية بالوزن لذا أعتمد بكتاباتي على الوزن الموسيقي الحسي للكلمات وألونها بعد أن أرتبها في خيالي وأرسمها على شكل لوحة في كل صورة».

أضافت "داوودي": «أميل إلى المدرسة الإبداعية "الرومانسية" لأنني أعشق الهروب إلى الطبيعة الواسعة الجمال، التي تحتوي على خيال واسع من بيان الصور الجمالية المُعبرة التي تسمح لي باستعارة الرمزية بعض الشيء حتى أرسم إحساسي المكنون بالحرف فأمنح للنص ألواناً من تلك الطبيعة الساحرة».

خالد بدور

"هناء داوودي" شاعرة دمشقية، نشرت العديد من القصائد في الصحف المحلية كما أحيت العديد من الأمسيات الشعرية في المراكز الثقافية.