بدأت حياتها الأدبية وهي تبلغ من العمر /18/ ربيعاً، دفعها شغفها لتكتب تحت اسم مستعار في الجرائد والمجلات العامة، ولتعرف فيما بعد بعشقها "لدمشق" التي كانت حاضرة دائماً في إنتاجها الإبداعي.

إنها الأديبة "مهاة فرح الخوري" التي زارها "eSyria" في منزلها بدمشق /حي القصور/ بتاريخ "26/7/2011" وكان الحوار التالي:

للكاتبة "مهاة" آراء وكتابات ومؤلفات منشورة تتناول الهم القومي والإنساني، وكذا لها محاضرات ونشاط اجتماعي ملحوظ وخصوصاً عندما يتناول الموضوع مدينة "دمشق"

  • حدثينا عن بداياتك مع الكتابة؟
  • أثناء الحوار

    ** في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين كانت الانطلاقة، وكان عمري ثمانية عشر عاماً حيث بدأت أعد بعض الأحاديث الإذاعية لبرنامج المرأة الصباحي، وأكتب مقالات للصحف والمجلات المحلية تحت اسم مستعار "م" كتبت بجريدة" النصر" عن المجتمع كما كتبت الشعر والقصة لكني وجدت نفسي في مقالات المجتمع الذي كان يوحي لي الكثير.

    * "الكتاب" ماذا يعني لك؟

    ** عندما نمسك ورق الكتاب وعندما نشرك عيوننا وقلبنا وفكرنا بورقه فذلك له تأثير كبير.

    لأجلك ياقدس

  • برأيك إلى أي درجة يجب أن يكون الأديب لسان حال بلده؟
  • ** لاشك إذا لم يكن الأديب لسان حال بلده وكان أنانياً فهو لم يعد أديباً، على الأديب أن يؤدي دوره في مجتمعه وإظهار وضع بلده تجاه العالم ونحن مقصرين.

    مهاة تهدينا كتاب لأجلك ياقدس

    * هل تتقبلين النقد؟

    ** أنا أقبل النقد، لأنه ربما ينبهني لشيء لم أكن أعرفه.

    * من هو مرشدك للكتابة؟

    ** القلب ينادي الفكر وينبهه، وأحياناً يكون هناك تبادل وأحيانا أخرى الفكر ينادي القلب.

  • أسست مكتبة للعائلة عام /1980/،.. لماذا؟
  • ** كانت مكتبة مجتمع ومكتبة لقاء وقع فيها العديد من الأدباء والمفكرين العرب والأجانب كتبهم أمثال "ميريام شاوي، عبد السلام العجيلي، لوسيان بيترلان"، إضافة لمعارض الكتاب التي كانت تقام في المكتبة بحضور شخصيات فكرية وأدبية أمثال "مصطفى طلاس، عبد السلام العجيلي، صميم الشريف، عبد الكريم الكرمي وغيرهم الكثير..".

    عام /1997/ تركت العمل بالمكتبة لأن وضعي الصحي لم يعد يسمح لي بمتابعة العمل لأن العمل بالمكتبة يتطلب وقت وجهد كبيران.

  • هل يمكننا أن نأخذ نبذة صغيرة عن "مهاة الخوري" الإنسانة؟
  • ** في الحقيقة، أنا لا أحمل شهادة عليا لكني تربيت في بيت والدي الشاعر والأديب "ميشيل فرح" وكأني رضعت الأدب والشعر مع الحليب، ووالدتي كانت الذاكرة الحاضرة لوالدي عندما يستعصي عليه شيء في كتابة الشعر.

    عشت في منزل يؤمه الأدباء والكتاب والشيوخ المختصين بالشعر والتاريخ ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، أود القول إنه لم يكن يعقد أي مجمع مقدس في دمشق، إلا ويرافقه مأدبة عشاء بمنزلنا.

    تعلمت اللغة العربية في منزل أهلي، وتمكنت من الفرنسية وتمرست بها في منزل زوجي؛ ذات يوم خطر لي خاطر أن أترجم وقلت لماذا لا أكون "ترجماناً محلفاً" وحقيقة، أحضرت مصطلحات حقوقية درست وحدي وتقدمت لامتحان ونجحت، وكان ذلك عام /1974/ وبذلك أصبحت أول سيدة- ليست سورية بل عربية- تكون ترجماناً محلفاً من اللغة العربية للفرنسية.

    مارست ذلك لفترة في بيتي حيث لم يكن عندي مكتب رسمي وكان الناس يأتون لعندي طلبا للترجمة وكنت أخجل أن أتقاضى أجراً، فكان بعد فترة أن توقفت عن الترجمة لكني تابعت ترجمة الكتب الفرنسية ترجمت ما يزيد على خمسة عشر كتاباً.

    حاضرت في "الجمعية الوطنية الفرنسية"، وهي أعلى سلطة تشريعية في فرنسا بدعوة منهم كما عملت في الصحافة الفرنسية لمدة ثلاث سنوات قبل وفاة زوجي، وكذا عملت ترجماناً فورياً لعدة سنوات في السفارة "البولونية" والمركز الثقافي البلغاري والسفارة الفلندية وساهمت في تأسيس هذه المراكز.

    * ماذا عن علاقتك بدمشق؟

    ** "دمشق" مدينة لها أصالتها هي جذوري التي لا أنساها هي في كل كتاباتي إليها أتى القديس بولس ومنها نشر الديانة المسيحية، لدمشق طابع غير موجود بعاصمة أخرى فيها الجامع الأموي الذي كتبت عنه وسميته اللؤلؤة.

    * ما حكمتك بالحياة؟

    ** ألا يتوقف الإنسان عند الصغائر أو التفاصيل، وأن يبقى مهتماً في الأشياء الهامة.

    الدكتور "علي عقلة عرسان"– الرئيس السابق لاتحاد الكتاب العرب-، وصف الأديبة "مهاة الخوري" بأنها السيدة النشيطة والمعروفة بحبها الكبير لدمشق، وأضاف بقوله- خلال لقائنا معه-: «للكاتبة "مهاة" آراء وكتابات ومؤلفات منشورة تتناول الهم القومي والإنساني، وكذا لها محاضرات ونشاط اجتماعي ملحوظ وخصوصاً عندما يتناول الموضوع مدينة "دمشق"».

    الجدير بالذكر أن الأديبة "مهاة فرح الخوري" من مواليد "دمشق" حي القيمرية بتاريخ "11/6/1930"، هي ابنة المربي المرحوم "ميشيل فرح" والدتها "روزا سليم"، تلقت دراستها الأولى في مدرسة راهبات الببيزانسون ثم تابعت في مدرسة الآسية للمرحلة الإعدادية وحصلت على الثانوية من مدرسة تجهيز البنات الأولى.

    تزوجت عام /1949/ من الأستاذ "وديع نعمة الخوري" أستاذ الفيزياء والرياضيات الذي حصل على أعلى الشهادات العلمية من فرنسا لكنه توفي في ريعان الشباب عام /1962/ ولها ابنان "إياس ونعمة" وابنة "نور".

    من مؤلفات الأديبة

    "وكان مساء" مجموعة في رثاء زوجها 1965، "العصفور البشارة" مجموعة قصص قصيرة 1979، وبولونية عبقريات ورؤى عام 2002، لأجلك يا قدس 2009 وغيرها. ومن بعض أعمالها المترجمة "عالمنا الرائع في مغامرة، حياتهن كلها عطاء، مسلمون ومسيحي معاً من أجل القدس، الحركة النقابية في العالم، الفن في القرن العشرين".

    الأديبة "مهاة الخوري" عضو في اتحاد الكتاب العرب 1973، عضو المجلس الاستشاري لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، وعضو هيئة الأمانة العامة للقدس.