وحيدة هي اللحظة أكثر من أي وقت ..فالإبداع الأدبي برأيه لا يأتي في غرفة ستائرها قرمزية .. شاعر شاب..هو ذاك الشاعر الذي يكتنفه الصمت.. هو الصوت في حنجرة كل واحد منا.

بقدر ما تضحكك قصصه ..بقدر ما تعود بك إلى عالمك الداخلي الذي تأبى أن تريه النور ..نعم أسامة عمر يستلهم من صمت وجوه المارّة في الطريق ..من زقاق مدينتا التي تنتظر فجرها كل يوم حكايا وأبياتاً ينثرها في صفحات الكتب.

eDamascus التقت أسامة عمر لقاء الأدباء .. اللقاء كان على الطريقة التقليدية التي يفضلها معظمهم أوراق ..وفنجان قهوة تعبق رائحته في الأرجاء.

  • سألناه كيف كانت البداية؟
  • " البداية كانت مع الشعر، حين كان عمري (14) سنة، بدأت بكتابات ككل الشباب المبتدئين في عالم الكتابة. أول مرة شاركت فيها بقصيدة أذيعت لي برنامج في إذاعة لندن (في رياض الشعر)، لأول مرة تمت تسميتي بالشاعر أسامة عمر حيث شاركت فيها بقصيدة كانت تحت عنوان (التسامي في وسط الطبيعة)، عندها بدأ الأمر عندي جدياً وانتقلت من مرحلة التجريب والهواية إلى محاولة الاحتراف. بعدها بدأت بالقصة لأنني وجدت فيها أنها تلامس حياة الناس بينما وجدت في الشعر حالة مثالية".

  • حبذا لو تحدثنا عن تجربتك في كتابة القصة القصيرة؟
  • " بدأت تجربتي بكتابة القصة القصيرة بملاحظة الأمور الصغيرة التي لا تلفت اهتمام الناس، فأنا مغرم بالأنسنة، وأول مجموعة قصصية لي كانت على لسان الحيوانات (كتاب أيها الإنسان)، تأثرت فيه بكتاب كليلة ودمنة وبعدها تحولت إلى أنسنة الأشياء ".

    * كيف تولد القصة عندك؟

    " بالومضة ..بشكل مفاجئ، قد أجلس أحياناً لساعات دون أن أقدر على خط كلمة واحدة، لكن وبالمصادفة ..حادثة غريبة ملفتة للنظر تداعي للأفكار وبعدها تتخمر وتتحول إلى قصة ".

  • ما الذي يجعلك تنزع للشعر أحياناً؟
  • " الشعر حالة وجدانية ولغته من أرقى اللغات وهو من الفنون الأدبية الراقية، لكن يظل اندفاعي نحو القصة أكثر لأن القصة تعالج واقع الإنسان وهمومه وصراعاته وهي قادرة على معالجتها بطريقة أفضل من الشعر، وهناك من يستخدم الشعر في لغته القصصية ولكن أنا أرى أنه يجب استخدام اللغة الشعرية في القصة بشكل متأن".

    ما هي طقوسك عند الكتابة؟

    أعمل على إيجاد جو يسوده الهدوء ..أحتاج لاحتساء كأس كبير من الشاي وأجلس محاولاً الكتابة، كما أستعين بالقراءة لأن القراءة تساعدني في توليد الأفكار".

  • إلى أي عالم يطمح أسامة عمر؟
  • " أطمح إلى عالم يحترم فيه الإنسان أخوه الإنسان، كتاباتي في معظمها تدور في هذا الجانب والأدب الحقيقي هو الذي يعالج قضايا الإنسان".

  • مجموعتك القصصية الجديدة كانت تحت عنوان((جميع الحقوق غير محفوظة)) من أين استسقيت العنوان؟
  • " من الواقع..وهنا أقصد كل الحقوق".

    وحيد بلغته التي لا تخاف من اللغة وتغرف منها ما تريد، متفرد بكاتباته البريئة من آثار بصمات الآخرين شاعر علمته هموم الحياة أن يضحك ولو كان الدمع في عينيه.