ضمن فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 احتشد عدد من المهتمين في مقر الأمانة العامة للاحتفالية بحي (العفيف)، لمتابعة قراءاتٍ في رواية (حسيبة) التي تمثل الجزء الأول من ثلاثية (التحولات) للروائي خيري الذهبي.

قام بالقراءة الفنّانة (كنده حنّا) وأضفت على قراءاتها كممثلة بعداً شبه مسرحي عبر التلوين الصوتي و الإحساس الذي اجتهدت في نقله إلى الجمهور. تدور أحداث الرواية في الفترة الواقعة ما بين عام 1927 و عام 1950م و قد تم تقديمها كمسلسل عرض في رمضان الماضي من إخراج (عزمي مصطفى)، كما تمّ تحويلها إلى فيلم من إخراج (ريمون بطرس). قام بدور حسيبة في المسلسل (أمل عرفة) في حان قام بدورها في الفيلم ( سلاف فواخرجي)، أما (كنده حنّا) فأدت دور (زينب) بنت (حسيبة) في الفيلم.

بعد القراءات لفصولٍ مختاره من الرواية كان للأستاذ الذهبي التعليق التالي:) قراءات اليوم ساعدتني في كشف بعض الأشياء الخاصة برواية (حسيبة) المرتبطة بمدينة دمشق ارتباطاً وثيقاً، الرواية هي الجزء الأول من ثلاثية( تحوّلات) و المقصود بالتحولات الحالة التي وقفت فيها الحضارة العربية الإسلاميّة عن كلّ فعل منذ القرن الرابع الهجري و بدأت بنسخ نفسها. (حسبية) في الرواية تحاول أن تخرج بنفسها من عتمة ألف سنة من الضغط و التاريخ الثقيل ، تحاول أن تعيش حياتها على طريقتها و لو لمرّة بعد أن كانت جزءاً من حياة الآخرين، تريد أن تعيش عاشقةً ومن حقّها أن تعيش. (حسيبة) صبيّة في أوائل الأربعينات من عمرها مثقلةً بكلّ أعباء التاريخ). وأضاف المقاطع المقروءة اليوم اختيرت بذكاء لأنها ترصد أهم مفصلين في حياة (حسيبة): المرأة العاشقة اليائسة التي ترى معشوقها و هو في يد ابنتها، و اللقطة الأخيرة ما قبل موتها حيث تراجع نفسها في كل حياتها و الهزائم التي سقطت عليها وترى عالمها كله قد انهار، تجوب في البيت خائفة فيخرج لها شيخ البحرة ليشمت بها وهو عبارة عن معادل موضوعي للقدر المرعب للنساء في تلك الفترة، يلومها لأنها خرجت عن الأعراف و القوانين الاجتماعية السائدة آنذاك ويعتبر ما عانته (حسيبة) عقاباً لها، فتصمم على أن تثور في وجهه و تهجم عل البحرة إلا أنها تنزلق و تسقط على حافّتها ميّتة و تشرب البحرة أول دمائها بعد السقوط).

يتابع الروائي خيري الذهبي:( رواية (حسيبة) هي الكتاب الأول من ثلاثية (تحّولات) يتحدث عن المرأة، وعن ذلك يقول: عندما كتبت تحوّلات كان بذهني فكرة التناسخات لأن الحضارة العربية والإسلامية -من وجهة نظري- لم تنتج جديداً منذ القرن الرابع الهجري و إنما كانت تنسخ نفسها ببلادة...).

ريمون بطرس مخرج فيلم ( حسيبة) كان من بين الحضور وقال في مداخلة: (أنجزت الفيلم بشكلٍ نهائي منذ حوالي الثمانية أشهر وهو جاهز للعرض الآن، أما اختاري لها فيعود لكون الرواية قريبة جداً من شخصيتي وتفكيري وقراءتي لأحداث تلك الفترة، فقررت تحويلها إلى فيلم حاولت فيه تجسيد روح كاتب الرواية و رؤيته لدمشق- دمشق خيري الذهبي- والتي أحببتها أنا، أقدم الفيلم هدّية لنساء دمشق لأنها تسلط الضوء على شخصّية نسائية دمشقية محددة الملامح تماماً بمسارها الدرامي و الاجتماعي و تحدّيها ووقوفها في وجه شيخ البحرة).

و أعلن (بطرس) أن الأستاذ الذهبي لم يشترط أي شيء لموافقته على تحويل الرواية إلى فيلم باستثناء أن يكون الفيلم من إخراج (ريمون بطرس).

يذكر أن فيلم ( حسيبة ) هو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما و هو أول فيلم في تاريخ السينما السورية تمّ تصويره بتقنية( الديجتال)، و يشكل الفيلم عودة بالسينما السورية إلى النتاج الروائي بعد أن قضت سنواتها الأخيرة معتمدةً سينما المؤلف في معظم إنتاجاتها، يشارك في الأدوار التمثيلية للفيلم نحو ستٍ و أربعين ممثلاً سورياً يؤدي الأدوار الرئيسية( سلاف فواخرجي- طلحت حمدي- سليم صبري- جيانا عيد- صالح الحايك- مايا نبواني و كنده حنّا...) وكل الطاقم الفني للعمل سوري." المصدر: النشرة اليومية المرافقة لفعاليّات الدورة الخامسة عشر لمهرجان دمشق السينمائي الدولي".