قد تؤدّي الصدف إلى طرق أجمل من تلك التي خطّطنا لها، هذا ما حصل مع المعلّقة الصوتيّة "مزنة الخن"، التي اكتشفت رغبتها في هذا المجال بمحض الصدفة، دعَمَها امتلاكُها لقدرات صوتيّة واسعة ومرنة وصافية، فاستطاعت أن تسخّر دراسة هندسة البرمجيّات بتنظيم عملها، إلى أن امتلكت مكتبة لتجارب عمليّة ترقى لمستوى الاحتراف.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت "مزنة الخن" بتاريخ 1 آب 2020، لتحدّثنا عن تجربتها في مجال التعليق الصوتي، فقالت: «بعد انتهائي من المرحلة الثانويّة، سجّلت في كليّة هندسة المعلوماتيّة بجامعة "دمشق"، لكن بعد رسوبي للمرّة الثالثة بالكليّة، اجتاحني شعور الإحباط، فقرّرت أن أدخل مجالاً جديداً وممتعاً، أستطيع من خلاله البدء من الصفر تجاه شيء ما أحبّه، فجلست مع ذاتي وفكّرت بمواهبي وقدراتي، إذ أحبُّ تقليد أصوات الشخصيّات المشهورة، وتماشياً مع مواهبي الصوتيّة، بحثت عن الموضوع عبر برنامج "يوتيوب" فوجدت فيديوهات تعليميّة وتعريفيّة عن مجال التعليق الصوتي الذي لم أملك أدنى فكرة عنه مسبقاً، فأحببت المجال ورأيت أنّه يناسب شغفي بعالم الصوتيّات، ومع التجربة اكتشفت أنّ مساحةً وصفاءً صوتياً يمنحاني مرونة وسرعة بالتعلّم، فرغبت بإجراء دورات بشكل مباشر، لكنّني بعد بحث طويل لم أجد دورات مخصّصة لأسس هذا المجال، إلى أن وجدت معهد يجري دورة بعنوان "أساسيّات التعليق الصوتي"، ومع ختامها استمرّيت بالبحث والتعلّم الذاتي عبر منصّات التعليم عن بعد، كما تواصلت مع أشهر المعلّقين على مستوى الوطن العربي كي أستفيد من ملاحظاتهم، ففوجئت بردّهم المتواضع والسريع وإعجابهم بصفاء صوتي مع توجيه بعض الملاحظات المهمّة لتطوير أدائي، فتحوّلت علاقتي بالتعليق من موهبة وشغف إلى عمل ومصدر دخل، كما دمجت بين التعليق الصوتي ودراستي في كليّة هندسة المعلوماتيّة، كون هذا الفرع هو طريقة تفكير بالمعطيات والأنظمة بمحيطنا، وهذا مؤثّر بشخصيّتي، حيث ساعدني على التخطيط في مجال العمل والوصول لخبرة متقدّمة بوقت قياسي».

تعاملت مع "مزنة" عندما سجّلت تعليقاً صوتياً بفيديو خاص بشركتنا، وهي أكثر شخص محترف تعاملت معه بهذا المجال، كونها تؤدّي عملها بأمانة وشغف، فهي تسلّم العمل بوقته وبمنتهى الجمال والأداء المتقن، لذلك نرغب بالاستمرار في التعامل معها بأعمال عدّة، وأفخر بشكل شخصي بالتعامل مع موهبة سوريّة شابّة متمكّنة من عملها وتحبّه

وعن تجربتها في مجال العمل، أردفت قائلة: «معظم أعمالي هي بالمجال الإعلاني قمت بحوالي 30 عملاً بين التعليق الوثائقي والإعلاني والمجيب الآلي والفيديوهات التي تعنى بشرح تطبيق أو نظام أو شركة ما، كما نوّعت بين اللّغة العربيّة الفصحى والفرنسّية والإنكليزيّة واللّهجات السوريّة واللبنانيّة والأمريكيّة، وبعض أعمالي الصوتيّة المحليّة: شرح عن دورات تدريبيّة لشركة "Venture" للتدريب والاستشارات، شرح عن الخدمة الإلكترونيّة لشركة "لبلب"، إعلان عن دورة تدريبيّة لمعهد "ULD" لتدريبات التصميم والمونتاج، المجيب الآلي لشركة "شخاشيرو" للصرافة والحوالات الماليّة ، إعلانات رمضانيّة لشركة "الشبلي" لصناعة الأدوات المنزليّة، إعلانات مختلفة لتطبيق الموبايل "Kelshi" لشركة "plansters"، إعلان لتطبيق الموبايل "Limico" لشركة "tradinos"، إعلان لمبادرة "لفتة حب" لمركز "مقام عين الزمان الخيري"، ومن أعمالي الصوتيّة غير المحليّة: شرح عن خدمة "الرحلة العلاجيّة" باللّهجة اللبنانيّة لشركة "EyeLTD " في "القاهرة"، إعلان لشركة "المعالج الأوّل" في "بغداد" ، المجيب الآلي باللّغة الانكليزيّة والعربيّة لشبكة "السبائك الدوليّة" "IBN" في "دبي"، وإعلان لتطبيق موبايل "LieFood" في "ألمانيا"».

المعلٌّقة الصوتيّة "مزنة الخن"

وشاركتنا "رؤى زرزور" مسؤولة قسم التسويق بشركة "Venture" برأيها قائلة: «تعاملت مع "مزنة" عندما سجّلت تعليقاً صوتياً بفيديو خاص بشركتنا، وهي أكثر شخص محترف تعاملت معه بهذا المجال، كونها تؤدّي عملها بأمانة وشغف، فهي تسلّم العمل بوقته وبمنتهى الجمال والأداء المتقن، لذلك نرغب بالاستمرار في التعامل معها بأعمال عدّة، وأفخر بشكل شخصي بالتعامل مع موهبة سوريّة شابّة متمكّنة من عملها وتحبّه».

أمّا المعلّق الصوتي "محمد الحطاب" فقال: «تملك "مزنة" خامة صوتيّة مميّزة وجذّابة وتمتلك قدرة على الانتقال بمرونة ضمن مساحة صوتيّة جيّدة، وتتميّز بأداء أنماط تعليق بلهجات متعدّدة وأكثر من لغة بالجودة نفسها، كما تسعى بشكل مستمر لتطوير مهاراتها وتعلّم أنماط جديدة باحترافيّة، فقد شاركت معنا بمجموعة من الأعمال المهمّة أظهرت فيها جديّة وحرفيّة والتزاماً، فهي معلّقة مجتهدة وأعتقد أنّها نموذج ناجح وملهم لكل شخص طموح».

الشعار البصري ل"مزنة الخن"

الجدير بالذكر أنّ "مزنة الخن" من مواليد "دمشق" عام 1995.

المعلّق الصوتي "محمد الحطاب"