لم يدخل "رأفت زهر الدين" إلى عالم الرقص بالصدفة، إنما شغفه منذ الصغر وامتلاكه خامة جسدية مميزة دفعه لدخول هذا الميدان لصقل موهبته، ولم يكتف بدراسته أكاديمياً بل بدأ بتصميم الرقصات وتدريب الأطفال.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الراقص "رأفت زهر الدين" بتاريخ 25 حزيران 2020 ليتحدث عن نشأته ودخوله في مجال الفن، فقال: «نشأت وسط عائلة تدعم المواهب، ورغم الصعوبات التي واجهتني في بداية مراهقتي من نظرة المجتمع لشاب يرقص الباليه، إلا أنني تجاوزتها بمساعدة عائلتي وتشجيعهم لي، وكان الدعم الأكبر من أخي "رواد زهر الدين" خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الرقص للدخول لعالم الفن والاستمرار في مجال الرقص، فبدأت بسن مبكر في فرقة "إنانا" السورية وتدربت على يد العديد من الأساتذة والخبراء ومنهم "البينا بيلوفا"، بعدها انتقلت إلى مدرسة الباليه وكانت مدربتي "يارا عيد" وتخرجت من المدرسة عام 2013 بعرض تخرج في مركز "دمر" الثقافي، ثم دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الرقص وتخرجت عام 2017 بعرض تخرج بعنوان "بعد الساعة 12" كان من تصميمي وإشراف "معتز ملاطية لي" و"نورس عثمان"، بالإضافة لدراستي في كلية الحقوق جامعة "دمشق"».

صممت عدة عروض منها: "الريشة البيضاء" إخراج "وليد الدبس"، "موزاييك العرائس" إخراج "هنادة الصباغ" عام عام 2018، "الطين الأحمر" وحفل إطلاق ألبوم الفنانة "ميس حرب" عام 2019 في دار "الأوبرا" السورية

أتقن "زهر الدين" عدة أنواع من الرقص وشارك في العديد من العروض والافتتاحيات الدولية والعالمية، وعن ذلك قال: «أجيد رقص الباليه الكلاسيك والرقص الحديث المودرن والجاز ورقص الصالونات والمعاصر والرقص الطقسي (الصوفي) والرقص الشعبي.

"رأفت زهر الدين" مع الأطفال المتدربين

وكانت مشاركاتي متعددة منها مع فرقة "إنانا" بقيادة "جهاد مفلح": "الملكة ضيفة خاتون"، "صلاح الدين" في "دمشق"، "زنوبيا" في "تدمر"، "صقر قريش" في "الأردن"، "بيت الحكمة"، "صلاح الدين"، و"دورة الألعاب العربية" في "قطر"، وشاركت بعروض في المعهد العالي للفنون المسرحية منها: "يوم المسرح العالمي" و"يوم الرقص العالمي" من عام 2013 إلى عام 2018، ومع فرقة "أنيما" بقيادة "محمد شباط" في مهرجان "الأغنية الوطنية" عام 2014، و"جوقة الفرح" مع المصممة "حور ملص" عام 2017، ويوم الثقافة مع "علي حمدان" عام 2017، عرض احتفالية بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش الروسي في "موسكو" عام 2018، والكثير من العروض الأخرى».

لم يقتصر شغف الرقص لدى "رأفت زهر الدين" على الدراسة الأكاديمية، بل احترف في تدريبه، يقول: «بدأت في مجال التدريب في عمر 17 عام من خلال معهد "أورنينا" للباليه والموسيقا، وأدرب حالياً في مدرسة "الباليه السورية" والمعهد العالي للفنون المسرحية ومدرسة "الفن المسرحي"، بالإضافة إلى عملي السابق في التدريب في نادي "الرقص الرياضي من أجل الحياة"، ونادي "نيرفانا" الرياضي ومعهد "الحياة" ومدرسة "جواد حمزة"».

في "روسيا" مع فرقة "أنيما"

أما عن العروض التي كانت من تصميم "زهر الدين" قال: «صممت عدة عروض منها: "الريشة البيضاء" إخراج "وليد الدبس"، "موزاييك العرائس" إخراج "هنادة الصباغ" عام عام 2018، "الطين الأحمر" وحفل إطلاق ألبوم الفنانة "ميس حرب" عام 2019 في دار "الأوبرا" السورية».

وفي ختام اللقاء وجه "رأفت زهر الدين" رسالة من خلال مدوّنةِ وطن قال فيها: «الرقص هو أسمى لغات التواصل في العالم ويعبر عن الرقي، حيث تستطيع من خلاله أن توصل مئات الرسائل المختلفة، وبالنسبة لي شخصياً كان للرقص دور مهم في حياتي، فقد ساعدني في تجاوز عقبات كبيرة ومراحل صعبة، وأتوجه بالشكر لكل من علمني ودربني وقدم لي فرصة في عرض أو تدريب، وبدوري أشجع طلابي الأطفال بالاستمرار على النجاح للوصول لهدفهم».

من عرض "متنكرون" في المعهد العالي للفنون المسرحية

"نورس عثمان" راقص ومصمم رقص وأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية، قال عنه: «يملك "رأفت" خامة جسدية رائعة وإحساساً جميلاً من صغر سنه، كان من الطلاب المجدين والملتزمين جداً، أحب إصراره الكبير لبلوغ هدفه بأن يصبح من أهم الراقصين، فهو يملك جسداً مناسباً وتكنيكاً عالياً في الكلاسيك وليونة ولياقة جسدية جميلة».

"محمد شباط" مصمم وراقص ومدير فرقة "أنيما" للمسرح الراقص وأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية، قال: «"رأفت" راقص سوري محترف وذكي جداً، مثّل "سورية" بالعديد من الأماكن، فهو يملك جسداً مميزاً، وهو قادرٌ على أن يوظفه بكل أنواع الرقص بالإضافة إلى تجاربه في تصميم رقصات مسرحية، لديه خيال رائع وشغف كبير ليقدم كل ما يعبر عن شخصيته، ويطور متدربيه الأطفال ليصبحوا من أهم الراقصين».

يذكر أنّ "رأفت زهر الدين" من مواليد مدينة "جرمانا" عام 1995.