عشقها لهندسة الحواسيب ورغبتها في نقل معارفها العلمية إلى الآخرين، جعلاها تتقدم بخطوات مدروسة في هذا المجال كمدربة، متطوعة، ومشاركة في عدة مسابقات حققت فيها مراكز متقدمة بمشاريعها الخلاقة.

مدوّنةُ وطن"eSyria" تواصلت مع المدربة "راما نهاوندي" بتاريخ 2 حزيران 2020 وعن ميلها لهندسة الحاسوب تقول: «درست هندسة الحاسوب في "الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا IUST"، بعد أن بدأت باكتشاف ميولي لعالم التقنيات في نهاية المرحلة الثانوية، وبدأت بالتعلم الذاتي لتصميم مواقع الويب كهواية، وعندما انتهيت من الصف الثالث الثانوي كان الخيار الأنسب لي الذي له علاقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) وكان الأقرب لشخصيتي واهتماماتي بالرغم من الصورة النمطية المنتشرة عن هذا الاختصاص بأنه حكر على الشباب فقط، واجهت حيرة بين اختيار هندسة الاتصالات، الكترون، المعلوماتية أو الحواسيب، لم أعرف الفرق بينها آنذاك لذلك بدأت بالبحث عبر الإنترنت، وقراءة مقالات عن الفوارق بينها وحضور عدة ورشات عمل نظمتها فرق تطوعية حتى استقر اختياري على اختصاص هندسة الحاسوب لأنّه يدمج الهندسة المعلوماتية مع الهندسة الإلكترونية والكهربائية بهدف دراسة تطوير العتاد الحاسوبي لاستخدامه لحل المشاكل المعلوماتية».

تعرفت إلى المدربة "راما" عند مشاركتها بمسابقة "ويكيلوجيا هاكاثون" وكانت مشاركة متميزة، واجهت العقبات لإنجاز مشروع ناجح، وبعدها أصبحت مدربة في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، وكانت تبذل أقصى جهدها لإيجاد طرق حديثة للتعامل مع الأطفال، وتدريبهم لإنجاز مهمة المسابقة، شخصيتها لطيفة، تقدم المساعدة باستمرار ولا تبخل بتقديم المعلومات سواءً لزملائها أو إلى الطلاب

وعن مسيرتها التطوعية تقول: «بدأت مشواري التطوعي في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" عام 2015 عندما كنت مشاركة في "أولمبياد الروبوت العالمي WRO"، وبعد أن حققت شرط العمر للمدرب استطعت أن أتطوع في عام 2018 لأكون مدربة للفرق، والهدف الأساسي لي للتطوع في هذه المسابقات هو تطوير خبرتي في مجال الروبوت ومشاركة هذا العلم مع الطلاب، ومشاركة شغفي في مجال هندسة الحواسيب مع الطلاب ونقل شرارة حب العلم لهم، حيث لا يمكن أن ينتهي العلم عند المتعلم، بل يجب أن نتشاركه مع الآخرين ليكون ذا فائدة وهدف، لذلك تطوعت في فريق "كوكب عبقر" الذي يهتم بتعليم البرمجة للأطفال من خلال لغة "سكراتش" ولوحة تطوير "الأردوينو"، وفي كثير من النشاطات التطوعية التي كان لها أثرٌ كبيرٌ في شخصيتي، ومنها تطوعي مع منظمة "الباحثون السوريون" منذ عام 2016، والهدف من تعاوني معهم هو إغناء المحتوى العربي العلمي من خلال مصادر موثوقة فشعار المنظمة كان دوماً (العلم هو الحل)، وحالياً أعمل متطوعة مع فريق "in1minute" ضمن مبادرة "A professor to be" التي تهدف لتعليم الأقران والتي تتضمن ورشات تطوير التعليم، وطرق عملية للتدريس».

مع المتدربين

وعن مشاريعها تقول: «خلال المرحلة الجامعية قمت بتطوير عدة مشاريع تقنية بهدف التعلم وأخرى للمشاركة في مسابقات، ففي عام 2017 شاركت في مسابقة "ويكيلوجيا هاكثون" بمشروع "نظام الأمان الصوتي" الذي يهدف إلى التعرف على المتكلم لفتح قفل ما، أما مشروع "قفاز لاسلكي لترجمة الإيماءات لكلام منطوق" فهو مشروع تخرجي من الجامعة، ويهدف لتحويل الإيماءات إلى كلام منطوق من أجل مساعدة الأشخاص ضعفاء السمع ليتواصلوا بشكل فعال ومستقل مع محيطهم ومجتمعهم دون الحاجة لشخص وسيط يترجم بلغة الإشارة الخاصة بهم، وفي عام 2017 حصل مشروع "نظام الأمان الصوتي" على المركز الثالث في مسابقة "ويكيلوجيا هاكثون"، وفي عام 2018 حصل فريق "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" الذي أدربه على المركز الثالث في مسابقة "Annual Robot Competition" للفئة المتوسطة "Robot Race"، وفي عام 2019 حصل مشروع "القفاز" على المركز الثاني في مسابقة "تميز" لمشاريع التخرج في "دمشق"».

وفيما يتعلق بعملها كحكم وتدريبها للأطفال تتابع بقولها: «بعد أن شاركت كمتدربة ثم مدربة في مسابقة "الأولمبياد الوطني للروبوت" في السنوات السابقة، شاركت في عام 2019 كحكم في مسابقة "WRO" المسابقة النظامية (الفئة الابتدائية)، وأتعامل كمدربة مع الفئات العمرية المختلفة ولا سيّما طلاب المدارس من خلال "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" والنوادي التدريبية، وكذلك مع طلاب المرحلة الجامعية في نادي "الروبوت" في جامعة "IUST"، وأجد أنّ تدريب الأطفال من أكثر التجارب متعة وغنىً بالنسبة لي، فالأطفال في هذا العمر متحمسون جداً للمعلومات التي تقدم لهم والاستثمار بهم من أجل بناء المستقبل من أكثر الاستثمارات نجاحاً بسبب حماسهم، وسرعة امتصاصهم للمعلومة، ومن خلال عملي معهم أتعلم منهم بقدر ما أعلمهم».

شهادة المركز الثالث في مسابقة "تميز"

بدوره "غيث تقي الدين" متدرب وحاصل على عدة جوائز في مجال "الروبوتيك" يقول: «أعرف المدربة "راما" منذ ثلاث سنوات، تتميز بالأسلوب التدريبي المشجع للمتدربين فهي لا تستسلم للفشل، وتكرر المحاولات للوصول إلى النجاح، وتستمر بتشجيع الطلاب وتعاملهم كأصدقاء، ما يخلق جواً تفاعلياً خلال التدريب، تسوده المتعة والفرح بيننا كفريق، كما تساعدنا في المشاكل التي تواجهنا، وتستمر بتحفيزنا كمتدربين، وتعطينا الأمل بالفوز والحصول على مراكز متقدمة، حصلت معها على المركز الخامس على المستوى الوطني في "البطولة الوطنية للروبوت WRO " عام 2018».

من جهتها المدربة "دعاء دنان" تقول: «تعرفت إلى المدربة "راما" عند مشاركتها بمسابقة "ويكيلوجيا هاكاثون" وكانت مشاركة متميزة، واجهت العقبات لإنجاز مشروع ناجح، وبعدها أصبحت مدربة في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، وكانت تبذل أقصى جهدها لإيجاد طرق حديثة للتعامل مع الأطفال، وتدريبهم لإنجاز مهمة المسابقة، شخصيتها لطيفة، تقدم المساعدة باستمرار ولا تبخل بتقديم المعلومات سواءً لزملائها أو إلى الطلاب».

أثناء مشاركتها في "ويكيلوجيا هاكاثون"

يذكر أنّ المدربة "راما نهاوندي" من مواليد "دمشق" عام 1997.