اختارَ الإعلامَ طريقاً له، فدرسهُ أكاديمياً في جامعةِ "دمشق"، ليصبحَ فيما بعد مهنةً يغلفها الشغفُ في حياته العملية، فوصل إلى بيوتِ السوريين وناقش همومَهم عبر الإذاعة، كما أطلَّ من خلال الشاشةِ الصغيرة عليهم، منوّعاً بذلك تجربته الإعلامية بين المقروء والمسموع والمرئي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 أيلول 2019 الصحفي "فارس زخور" ليحدثنا عن طريقه في هذا المجال بالقول: «بدأت العمل في الحقل الإعلامي قبل تخرجي من الجامعة، ما جعلني أصقل معلوماتي النظرية مع تجاربي العملية خلال سنوات الدراسة، فعملت في عدد من المواقع الصحفية بصفة محرر كموقع "شوكوماكو"، مجلة "صبايا"، "العربي نيوز"، "البعث ميديا"، شبكة "عاجل" الإخبارية، وفي الإذاعة انضممت إلى فريق عمل راديو "فن" الذي حالت ظروف الحرب على "سورية" بينه وبين الاستمرار في الوجود على الساحة الإعلامية، لأبدأ فيما بعد العمل في إذاعة "ميلودي" من خلال تقديم برامج متنوعة كالبرنامج الصباحي، وبرنامج "كل شي عن بلدي" الذي كانت فقراته مقسمة بحيث تغطي كل تميز سوري، ومناقشة للمواضيع التي تشكل حديث الشارع في كل فترة، ولم يقتصر عملي في "ميلودي" على تقديم هذه البرامج بل كنت أيضاً مقدماً لنشرات الأخبار اليومية».

أنا أؤمن بمبدأ أن للإعلام رسالة مقدسة يجب أن تصل إلى المستمع أو المشاهد، من أي منبر كانت سواء عبر أثير إذاعة أو كاميرا تلفزيون، فكلاهما ممتع بالنسبة لي، لكني سأختار دائماً المنبر الذي يصل إليه الصوت ويجيبه بالحل، إن كان مسموعاً أو مرئياً

ويكمل: «في الإذاعة كانت تجربتي في "نينار إف إم" مهمة في حياتي العملية، قدمت عبر أثير هذه الإذاعة برنامج "وراق البلد" الذي كان أيضاً يتناول المجتمع السوري، وأبرز ما يجول فيه، وفيما بعد أصبحت أقدم برنامج "فتح محضر"، وما يجعل هذا البرنامج مختلفاً عما قدمته أنه كان يتطرق للحديث عن ملفات حساسة بالنسبة لشارعنا، بحضور شهود حقيقيين، وأشخاص مرت في حياتهم قضايا من الصعب تناولها عبر منصات الإعلام، في إطار السعي إلى حلها ولفت الانتباه إلى خطورتها، لتكون رسالة لجميع المستمعين كي يأخذوا حذرهم مما قد يتعرضون له في حياتهم اليومية».

"فارس زخور" في إذاعة "نينار"

وبالانتقال إلى الإعلام المرئي تابع: «انضممت إلى فريق قناة "العالم سورية" لأقدم برنامجي "حجر الزاوية" الذي يتناول "سورية" في مرحلة إعمار ما بعد الحرب، من خلال تصوير حلقات من الأرض في المؤسسات الحيوية التي كانت على خط النار، وتعرضت للتوقف القسري بسبب الظروف، لنتحدث في هذا البرنامج مع العامل والمسؤول عن خفايا مرحلة الحرب، وكيف صمدت هذه المنشأة أو تلك، وعادت مجدداً إلى الحياة، واللافت في "حجر الزاوية" هو توثيق بطولات العاملين في المؤسسات، الذين باغتتهم نيران الحرب أثناء قيامهم بعملهم، أو أولئك الذين لم يرفعوا أيديهم عن الآلات حتى في أعتى الظروف، فأصبح ضمن حلقات هذا البرنامج الكثير من القصص التي تشبه الملاحم».

وعما إذا كان قد وجد نفسه أكثر في الإذاعة أو في التلفزيون قال: «أنا أؤمن بمبدأ أن للإعلام رسالة مقدسة يجب أن تصل إلى المستمع أو المشاهد، من أي منبر كانت سواء عبر أثير إذاعة أو كاميرا تلفزيون، فكلاهما ممتع بالنسبة لي، لكني سأختار دائماً المنبر الذي يصل إليه الصوت ويجيبه بالحل، إن كان مسموعاً أو مرئياً».

الصورة الإعلانية لبرنامج "فتح محضر"

الصحافي "ماهر المونس" قال عنه: «ما يميز "فارس" مهنيته في العمل، مثابر ومجتهد أينما كان، يمتلك صوتاً فذاً، وشخصية إعلامية لها حضور لافت، كما أجد فيه المذيع والمراسل الذي يمكنه أن يؤدي المهام الموكلة إليه على اختلافها، وعلى الصعيد الشخصي فهو يحترم زملاءه في العمل، وكلما بلغ مكانة متميزة في عمله الإعلامي ازداد تواضعاً ومحبةً لهم».

الصحفي الرياضي "هاني رعد" بدوره قال: «عرفت "فارس" عام 2015، وعملنا معاً قرابة 4 سنوات في إذاعة "نينار إف إم"، كان صحفياً مجتهداً يعمل بصمت، بعيداً عن الأضواء، كما أنه متمكن على الورق، ومحاور جريء، لديه اطلاع كبير على القضايا القانونية والواقع الخدمي في المجتمع السوري، بحكم عمله في برامج متخصصة بهذه الأبواب».

"فارس زخور" من تصوير إحدى حلقات "حجر الزاوية"

يذكر أنّ "فارس زخور" من مواليد "دمشق" عام 1991، يحمل إجازة في الإعلام من جامعة "دمشق".