جمعت بينَ تحصيلِها العلميّ وشغفِها في تصميمِ الأزياءِ ووفقت بينهما، أبدعت في أعمالها التي أنجزتها باحترافيةٍ وبلمساتٍ بسيطة، حيثُ طرحت تصاميمَ مميّزةً تحاكي الواقعَ وتعبرُ عن قضايا اجتماعية، وكُرّمت على ما أنجزته، فتركت بصمتَها الخاصةَ في عالم الموضة المعاصرة والحديثة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 أيلول 2019 المصممةَ "منال سويدان" حيث قالت: «منذ الطفولة يتملكني الشغفُ تجاه الأزياء، حيث كنت أستخدم الأقمشة لحياكة الألبسة البسيطة، واستمر الشغف لديّ حتى كبرت ودخلت كلية الحقوق وأتممت دراستي الجامعية وتخرجت منها، ولم أكن أضع في الحسبان أن أترك مجال دراستي الجامعية وأن أتجه نحو تصميم الأزياء، حيث كنت أثناء دراستي الجامعية أصمم الفساتين لنفسي أو لصديقاتي المقربات ضمن مجال ضيق، ولم يكن يجول في خاطري أن أمتهن التصميم كمهنة لي، ولكن قررت في النهاية أن أتبع شغفي، ودرست التصميم بعد ذلك في معهد خاص تابع لـ "الجمعية السورية لمصممي الأزياء" وعملت مع عدة خبراء تصميم واكتسبت منهم الخبرة لأنطلق في عملي الخاص، وبدأت أعمل بشكل جدي وفعلي، وكان أول عمل مهم لي قمت بتصميمه وحياكته فستان خطوبة حيث لاقى إعجاباً كبيراً وشجعتني الآراء الإيجابية لابتكار تصاميم متنوعة عملت عليها لاحقاً، كما أنني شاركت في تعليم الرسم وتصميم الأزياء لعدة طلاب من خلال دورة أقمتها في هذا المجال وقد حققت من خلالها نتائج إيجابية وساهمت في تنمية مواهب هؤلاء الطلاب وكانت تجربة غنية وممتعة».

"منال" شابة مجتهدة ومهنية ومبدعة، حيث وفقت بين دراستها وشغفها في تصميم الأزياء واستطاعت النجاح في كلا المجالين، واتجهت للعمل في تصميم الأزياء فتركت بصمتها الجميلة النابعة من حبها لهذا المجال، وهي مصممة ذات خبرة متطورة في التصميم وتحمل فكراً معاصراً يمكنها من إبداع تصاميم احترافية تظهر فيها لمستها الخاصة، وكنت قد حكّمت في المسابقة التي شاركت فيها في "دمشق" حيث حصلت على المركز الأول من خلال التصاميم والعمل المتقن الذي قدمته وتمّ تكريمها من قبل الجهات الراعية للمسابقة بعد حصولها على هذا المركز، كمصممة شابة، لا أستطيع أن أعطيها حقها كاملاً من خلال حديثي عنها وأعتقد أنها إذا استمرت في الاجتهاد والعمل بالمستوى ذاته فإنها ستصل إلى العالمية وتحقق نجاحات كبيرة

وفي حديثها عن أفكار التصاميم الخاصة بها قالت "سويدان": «أمتلك أرضية جيدة في مجال التصميم ولدي العديد من الأفكار كما أنني أتابع الموضة الحديثة بشكل جيد وأستشفّ منها الأفكار وقد أستخدم نوع الأقمشة نفسه، إضافةً إلى أنني أضفي لمستي الخاصة على ما أقوم بتصميمه ليكون مميّزاً وجاذباً للنظر، وأفضّل تصميم ملابس (السبور شيك) وخاصة القطعة الغريبة التي تلفت الانتباه ببساطتها بعد وضع بصمتي الخاصة عليها من خلال فكرة تصميم تراودني، وكنت قد جسدت من خلال بعض التصاميم لفساتين (الفانتازيا) عدة أفكار وقضايا اجتماعية، أحدها كان على شكل قطع مرايا مكسرة والفكرة منه أنه مهما تعرض الإنسان للانكسارات بإمكانه تجميع هذه القطع وصنع قطعة جميلة منها تعكس صورته، أما الثاني فهو فستان يحمل شموعاً مضيئة ويجسد هذا التصميم جانبين، الأول هو ما عشناه من ظلام خلال فترة الحرب وانقطاع الكهرباء لوقت طويل، والثاني هو حال الشباب السوري في ظل الأزمة وما يعانيه من ظلمة في أغلب جوانب الحياة، والفكرة من التصميم أنه باستطاعتنا إشعال هذه الشموع وإحياء الأمل».

صورة فستان الشموع المضيئة

وتابعت "سويدان": «شاركت بتصاميمي في عدة عروض مسرحية منها مسرحية خاصة بالأطفال، وأخرى ضمت مسرحاً راقصاً بإحدى فقراتها فصممت ما يقارب 85 قطعة تحاكي اللباس الأندلسي القديم وكان عملاً ضخماً ومميزاً جداً ومتعباً في ذات الوقت، كما شاركت في فيلمي "نقاب الروح" و"تشيز"، وبالنسبة للدراما شاركت في مسلسل "الهيبة"، وقد شاركت في مسابقتين لتصميم الأزياء الأولى كانت في "دمشق" حققت فيها المركز الأول وكُرمت من وزارة السياحة الراعية لهذه المسابقة، أما المسابقة الثانية فكانت مسابقة إلكترونية على مستوى الوطن العربي عرضنا فيها تصاميمنا ضمت متسابقين من كل الدول العربية وحققت فيها المركز الأول أيضاً حسب التصويت الذي جرى، وكانت المراكز التي حققتها في هذه المسابقات والتكريم بمثابة حافز كبير للاستمرار في العطاء في هذا المجال وتطوير نفسي وعملي لتقديم كل ما هو جديد ومميز».

"وليد عواظة" مصمم أزياء وأحد المحكّمين في المسابقة التي شاركت فيها "سويدان" قال: «"منال" شابة مجتهدة ومهنية ومبدعة، حيث وفقت بين دراستها وشغفها في تصميم الأزياء واستطاعت النجاح في كلا المجالين، واتجهت للعمل في تصميم الأزياء فتركت بصمتها الجميلة النابعة من حبها لهذا المجال، وهي مصممة ذات خبرة متطورة في التصميم وتحمل فكراً معاصراً يمكنها من إبداع تصاميم احترافية تظهر فيها لمستها الخاصة، وكنت قد حكّمت في المسابقة التي شاركت فيها في "دمشق" حيث حصلت على المركز الأول من خلال التصاميم والعمل المتقن الذي قدمته وتمّ تكريمها من قبل الجهات الراعية للمسابقة بعد حصولها على هذا المركز، كمصممة شابة، لا أستطيع أن أعطيها حقها كاملاً من خلال حديثي عنها وأعتقد أنها إذا استمرت في الاجتهاد والعمل بالمستوى ذاته فإنها ستصل إلى العالمية وتحقق نجاحات كبيرة».

بعض تصاميم الفساتين

"سوزان مقصود" طالبة خضعت لدورة تدريبية في مجال التصميم كانت قد أقامتها "سويدان"، قالت: «لديّ حبّ كبير لحرفة الخياطة وكذلك لديّ موهبة في الرسم، وكنت قد شاركت في دورة تدريبية أقامتها المصممة "منال" وسبب مشاركتي هو رغبتي في الاستفادة من موهبة مصممة احترافية تقدم لنا تدريباً أكاديمياً لتساعدنا على الوصول إلى نتيجةٍ بذلتْ جهداً كبيراً حتى وصلت إليها، وكان للدورة تأثيرٌ إيجابيٌ علينا كطلاب حيث حاولت المصممة تزويدنا بأكبر قدر من المعلومات وتضمنت شرحاً نظرياً وتنفيذاً عملياً، حيث تضمن الجانب النظري تدريبنا على الفرق بين الرسم والتشكيل، وطريقة الرسم البنائي الزخرفي، بينما تضمن الجانب العملي التدريب على رسم (المانيكان) وجميع أنواع الأقمشة والأزياء والنقشات وكذلك التدريب على قص (الباترون) وغير ذلك، وأعتقد أن "منال" لديها جميع صفات المصمم الناجح من خلال إبداعها وحسها الفني الذي لمسته في أعمالها، وتجسد إبداعها من خلال تصميمها لفساتين (سواريه) التي تعدّ من أصعب أنواع التصاميم، وأرى فيها مستقبلاً مصممة منافسة وأيقونة من أيقونات الموضة».

يذكر أنّ "منال سويدان" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1991، تقيم وتعمل في "دمشق".

أثناء تقديم أحد عروض الأزياء