بإرادة فولاذية وقدرة على تحقيق الذات، استطاع "بدر الهجامي" أن يواجه الإعاقة بالرياضة والعمل، ليصبح مدرّباً قادراً على مساعدة ذوي الهمم لدخول سوق العمل، ومصوراً فوتوغرافياً، ومصمّماً غرافيكياً تمتاز لقطاته وتصاميمه بالإبداع والفرح، اللذين ينعكسان في شخصيته المحببة لدى من حوله.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الفنان "بدر الهجامي" بتاريخ 14 أيار 2019، ليتحدث عن ميله إلى الرياضة، فقال: «أعاني الشلل النصفي منذ الولادة، حيث بدأت ممارسة رياضة كرة السلة منذ عشر سنوات مع نادي "الأمل" للكراسي المتحركة، ومنتخب "سورية"؛ لأنها تناسب الأشخاص ذوي الاعاقة، وأعطتني الفرصة كي أفرغ طاقتي وأحرك جسمي، وأرفع من مستوى لياقتي، وأصبحت المنطلق النفسي والجسدي الذي يحقق لي الراحة، ويعزز اندماجي بالمجتمع، لأكون واحداً من أفراده. كما أعطتني حافزاً من خلال التحدي لأطور نفسي عبر المباريات والبطولات، وتحقيق مراكز متقدمة، حيث حققنا محلياً المركز الأول خمس مرات على التوالي، والمركز الثاني مرتين، على مستوى كأس الجمهورية، ودولياً حققنا المركز الأول في بطولة "لبنان"، والمركز الثالث في بطولة "آسيا" في "الإمارات"».

أقول لكل شخص يتقاعس عن لعب الرياضة أو موهبته التي يحب، عليه ألا يتوقف عن متابعة شغفه، ويكمل طريقه، ويتعب ليحقق النجاح، ولا سيما في الرياضة، فهي ليست فقط صحة وقوة ولياقة، بل فن وعشق وسعادة، وقمة الراحة الداخلية، وأقول للإنسان الموهوب لا تهمل موهبتك، بل استمر بها وطورها، حتى ترضي نفسك قبل أن ترضي الآخرين، ليكون مجتمعك فخوراً بك، وتكون فخوراً بنفسك، ولا تقل لدي إعاقة؛ والناس تنظر إليّ بشفقة، فأنت قادر على أن تغير نظرة الآخرين إليك

وعن نشاطاته التطوعية والتدريبية، يتابع حديثه قائلاً: «لم تقف إعاقتي أمام إكمال مسيرتي المهنية والرياضية، بل أعطتني المزيد من القوة، وحافزاً أكبر للاستمرار والتحدي، وصولاً إلى إرضاء ذاتي وتحقيق حلمي بأن أصبح لاعباً ومصوراً، وسأتخطى الصعوبات التي تواجهني حتى أصل إلى القمة، حيث دفعني طموحي بأن أكون فعالاً وقادراً على العطاء، من خلال التدريب والعمل التطوعي الذين يجعلانني أشعر بالمسؤولية والواجب تجاه كثيرين من الأشخاص من ذوي الهمم الذين يفتقدون إلى الخبرة والمهارة، ليصبحوا قادرين على دخول سوق العمل. كما أعمل متطوعاً في جمعية "ساعد" منذ عام 2015، وأشارك في مختلف المبادرات، ومنها حالياً مبادرة "خسى الجوع" خلال شهر "رمضان"، حيث يتنوع العمل الذي أقوم به من تغليف، وتقطيع الخضراوات، وتنظيف الدجاج، وغير ذلك. كما أنني عضو ومسؤول إعلامي في فريق "الإعاقة انطلاقة"، ومتطوع في "الأمانة السورية للتنمية" كمدرب، ومصور فوتوغرافي، وأقوم بصناعة الأفلام والتصميم للأشخاص ذوي الهمم».

أثناء عمله كمتطوع في "ساعد"

وعن موهبته في التصوير الفوتوغرافي، ولقبه "الأسطورة" يقول: «تدربت على أيدي مصورين محترفين في ورشة عمل اسمها "عدسة سلام"، بدافع الشغف لتعلم التصوير الضوئي والتصميم، وصناعة الأفلام، وتدربت على التقاط الصور، ونزلت إلى الشارع لتلتقط عدستي كل ما تراه عيني، ووجدت أنه يمكنني أن أعبر عن رأي أو حكاية ما بالصورة التي ألتقطها، حتى أصبحت قادراً على العمل بهذه المهنة، وأصبح الناس يلقبونني بالأسطورة بعدما تطورت بعدة مجالات، سواءً بالرياضة، أو التصوير، أو العمل التطوعي، لطالما أردت أن أكون كذلك بكل شيء مختلف أقوم به في حياتي، وهذا اللقب أعطاني الحافز لأطور نفسي وأحقق النجاح».

وعن رسالته يقول: «أقول لكل شخص يتقاعس عن لعب الرياضة أو موهبته التي يحب، عليه ألا يتوقف عن متابعة شغفه، ويكمل طريقه، ويتعب ليحقق النجاح، ولا سيما في الرياضة، فهي ليست فقط صحة وقوة ولياقة، بل فن وعشق وسعادة، وقمة الراحة الداخلية، وأقول للإنسان الموهوب لا تهمل موهبتك، بل استمر بها وطورها، حتى ترضي نفسك قبل أن ترضي الآخرين، ليكون مجتمعك فخوراً بك، وتكون فخوراً بنفسك، ولا تقل لدي إعاقة؛ والناس تنظر إليّ بشفقة، فأنت قادر على أن تغير نظرة الآخرين إليك».

من صوره

من جهتها "عهد الأحمد" عضو في جمعية "ساعد"، قالت عنه: «تعرفت إلى "بدر" في رمضان سنة 2016، ومازالت علاقتنا جيدة حتى اليوم، هو شخص محبب، وابتسامته لا تفارق وجهه، يتمتع بروح مرحة، نشيط، لا يسمح لإعاقته بأن تزعجه، يساعد الجميع، وصاحب لهفة، ومتعاون. في مجتمعنا ينظر بعضهم إلى الشخص الجالس على كرسي متحرك، أو يمسك عكازاً نظرة شفقة، ويعتقدون بأنه غير قادر على القيام بشيء، لكن أثبت "بدر" العكس، عندما نراه كيف يعمل ويشارك، ويوجه رسالة إلى أنه قادر مثل غيره من الأسوياء، يستطيع إنجاز العمل الموكل إليه بحرفية، وروح مرحة، وأظن أن دوره كبير في تشجيع الأشخاص من ذوي الهمم ليتحدوا ذواتهم ويتعلموا ويعملوا، ولا يسمحوا للإعاقة بمنعهم، ويكسروا الحواجز، لأنهم قادرون على المساهمة الفعالة في المجتمع. وبالنسبة له كرياضي، فالرياضة هي الحب والعشق، ولكوني صديقة مقربة له، أرافقه إلى النادي، أشجعه، وأتابع كيف يكوّن وأصدقاؤه فريقاً رائعاً، فهو كلاعب سريع جداً، وعنصر مهم في النادي، وبطل جمهورية، ولاعب محترف. وإضافةً إلى الرياضة، يحب التصوير، وشغفه الكاميرا، فعينه رائعة بالتقاط الصور».

يذكر، أن "بدر الهجامي" من مواليد "الحجر الأسود" عام 1993، من سكان "الحريقة"، يدرس إدارة مشاريع سياحية وفنادق، وهو مصور فوتوغراف، ومصمم غرافيكي ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP".

في الملعب