اجتمعت موهبته مع اجتهاده، فخلق فرصته بنفسه. من كلية الإعلام انطلق، وانطلقت معه موهبته، فاستطاع أن ينتقل من برنامجه "زبطا" على "youtube" إلى برنامج تلفزيوني "ما تواخذونا". وبين أفلام قصيرة وتأليف الأغاني، وإعداد وإلقاء إذاعي وتلفزيوني، لم يتشتت، بل على العكس بلور مواهبه معاً لتدعم كل منها الأخرى.

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 10 آذار 2019، ليحدثنا عن تفاصيل رحلته الفنية والإعلامية، فافتتح اللقاء بالحديث عن بدايات أعماله، قائلاً: «مذ كان عمري عشر سنوات كنت أكتب وألقي الشعر في "حلب"، وكتبت كلمات الأغاني، وغنى من كلماتي عدد من المطربين، وأذكر أغنية "صار اسمي عروس" غناء "ليندا بيطار" عن زواج القاصرات، و"عشر قروش"، و"أصرخ للسماء"، و"قلوب" غناء "رولاف"، و"صليب الخلاص" غناء "شادي داوود"، و"يا إلهي" غناء "تريز زادكيان"، بعدها أعددت وقدمت برنامج "زبطا" على "youtube"؛ وهو برنامج (ستاند أب) كوميدي إخباري من إنتاجنا الشخصي أنا وزملائي في كلية الإعلام، وهذا المشروع توسع يوماً تلو الآخر، وازداد عدد المتابعين إلى ثلاثة ملايين، وهنا تمكنا من ملامسة مطالب الناس وأوجاعهم، فباتوا يراسلوننا ويقترحون لنا مواضيع تهمهم لنتحدث عنها ونعرضها، كما أنني اكتسبت خبرة كبيرة منه، فساعدني على تخطي الخجل والقدرة على التعامل مع الكاميرا و"المايكريفون"، واستمر "زبطا" ثمانية أشهر بالضبط، ثم انتقل بعدها إلى التلفزيون السوري تحت اسم: "ما تواخذونا"، وهو يحمل فكرة وأسلوب برنامج "زبطا"».

بحسب المساحة التي أتيحت لي للاستماع إلى ما يقدمه "ماروت" من إذاعة وتلفزيون، لاحظت أنه شاب واعد وطموح، يجرب أن يكون مختلفاً، فهو يبحث ويسأل كثيراً، كما يحاول أن يستفيد من خبرات الأشخاص الأكثر عمقاً وحضوراً، كما أنه مجتهد ويستحق الدعم

وعن أعماله بين الإذاعة والتلفزيون، أضاف: «"كافيين وشوكولا" برنامج صباحي أتشارك بتقديمه مع ثلاثة مقدمين عبر إذاعة "نينار"، و"حط بالخرج" من إعداد وتقديم كل مني ومن "آلاء قجمي"؛ وهو برنامج (talkshow)، وبرنامج "حلقة خاصة" برنامج حواري من إعدادي وتقديمي، وعلى قناة "الفضائية السورية" برنامج "ما تواخذونا" من تقديمي وتمثيل "عمار أبو النصر" وإخراج "ناورز محمد". وما يساعدني على تخطي الضغط في العمل تنظيمي لوقتي وتقسيمي للأيام بين الإذاعة والتلفزيون».

الدكتور عربي المصري

وأردف قائلاً: «الإذاعة والتلفزيون يتقاطعان بأدوات، لكنهما قد يختلفا بأخرى، فالإذاعة تحتاج إلى حضور قوي في الأداء الصوتي، وأن يكون المذيع حقيقياً جداً من حيث النبرة والخامة، بينما التلفزيون قد يحتاج إلى أداء في الحضور الكامل، وفي بعض الأوقات قد يحتاج إلى لغة الجسد أكثر، كما أنه في كل منهما نوع البرنامج يفرض الأدوات اللازمة والأساسية».

ومن أعماله الأخرى التي قام بها في مجالات فنية مختلفة: «قمت بتأليف أفلام قصيرة، وأذكر منها: "حلم طفلة سورية" عام 2015، فيلم "رسالة الى جوليا بطرس" عام 2016، "رح نبقى" عام 2017، مدته ثلاث دقائق ونصف الدقيقة، يتحدث عن "حلب" بأسلوب يلمس المشاعر والوجدان، وعن أمل الشباب وهمته في إعادة إعماره، واختتم الفيلم بعبارة: (حلب أنا كنت هون ورح أبقى هون)، والفيلم من إخراج "رامي عبد الله"، والتأليف الموسيقي "حازم جبور"، وتمثيلي أنا و"يولا قسوت" و"جمال صوفي"، كما أخرجت "كليباً" جديداً لأغنية المطربة "جوليا بطرس" وهي "على شو"».

من كواليس برنامج ماتواخذونا

الإعلامي "وسام كنعان" قال عن "ماروت" كمذيع: «بحسب المساحة التي أتيحت لي للاستماع إلى ما يقدمه "ماروت" من إذاعة وتلفزيون، لاحظت أنه شاب واعد وطموح، يجرب أن يكون مختلفاً، فهو يبحث ويسأل كثيراً، كما يحاول أن يستفيد من خبرات الأشخاص الأكثر عمقاً وحضوراً، كما أنه مجتهد ويستحق الدعم».

أما الدكتور "عربي مصري" الأستاذ في كلية الإعلام، فقال: «أجد "ماروت" من الخامات الواعدة في كلية الإعلام، التي أثبتت كفاءة وجودة فنية، ومع تدريبه المستمر وتجاربه المستمرة سيتمكن من صقل موهبته أكثر، كما أنه أجاد الانخراط في سوق العمل، وعندما يتمكن من خلق التوازن بين دراسته وعمله، سيكون لموهبته أساس قوي وبناء عالٍ، ويميزه حسّه اللغوي والحضور القوي وإمكاناته في التجديد، فصوته الإذاعي وخامته المميزة مكناه من العمل في الإذاعة والتلفزيون معا،ً وهذه الخبرات المختلفة ستمنحه خبرة عالية، ويمكن أن يستمر في المكان الذي يجد نفسه فيه أكثر».

يذكر، أن "ماروت صوفي" من مواليد "حلب"، يدرس في كلية الإعلام اختصاص إذاعة وتلفزيون في جامعة "دمشق".