بهدف توظيف معلوماتهم العلمية التي تلقوها في الجامعة بما يخدم المجتمع، قدم "حسين عيسى" و"زين العابدين السمان" و"بيبرس حاج حسن"، من طلاب هندسة الحواسيب والأتمتة والتحكم الآلي، مشروع تخرّجهم عن دمج مجالي صناعة المركبات والذكاء الصنعي لتقديم قيادة أكثر أماناً للسائقين.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 6 تشرين الأول 2018، مع "حسين عيسى" طالب هندسة حواسيب وأتمتة، ليتحدث عن المشروع بالقول: «يندرج هذا المشروع تحت مجال الذكاء الصنعي، وهو مجهود جماعي قمت بإنجازه مع "زين العابدين السمان" و"بيبرس حاج حسن" بهدف مساعدة السائقين في الحصول على قيادة أكثر كفاءةً وأماناً، وذلك من خلال أتمتة بعض مهام قيادة المركبة، وصولاً إلى إنجاز نموذج مصغر لمركبة ذاتية القيادة مؤتمتة بالكامل، التي يمكنها إدراك البيئة المحيطة والاستجابة للظروف الخارجية واتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، وتظهر الحاجة إلى مثل هذه المشاريع في هذه الأيام، حيث أصبحت قيادة المركبات من الأمور الاعتيادية في الحياة اليومية، ومع تزايد عدد المركبات ظهرت مشكلات الازدحام وضعف كفاءة نظام النقل وازدياد المخاطر على السائقين والمارة، كما أن الاعتماد المطلق على العامل البشري في مجال التنظيم المروري من جهة أو القيادة من جهة أخرى أثبت فشله في كثير من الحالات؛ لكونه عرضة للخطأ والتعب والتأثر بالعوامل الخارجية، لينتهي الأمر بالحوادث، التي تكون تراكب مجموعة من الأخطاء البسيطة أغلب الأحيان».

يعدّ المشروع من المشاريع المميزة لهذا العام، وخصوصاً أنه يأتي ضمن إطار التقانات الحديثة التي يتم تزويد السيارات الحديثة بها، فمن المعروف أن ثمن التقانات الحاسوبية والأتمتة في بعض أنواع السيارات الحديثة يتجاوز 80% من إجمالي ثمن السيارة، فقد قدم المشروع تقنيات متطورة للسيارة بأسعار جيدة، كان الطلاب مميزين، وأتوقع لهم مستقبلاً باهراً، حيث كان لي لقاء أسبوعي مع الطلاب لمناقشة التقدم، وقد تميز عملهم بالجدية والمتابعة مع محاولة إنجاز منتج وفق آخر التقانات المنشورة في مجال الرؤية الحاسوبية، وكان دوري كمشرف توجيه الطلاب للتقانة المناسبة لكشف الأشخاص والإشارات الضوئية، مع تقديم النصائح في مرحلة الإنجاز مع المرجع المناسب، إضافة إلى مراجعة التقرير والعرض التقديمي، مع تقديم بعض الإرشادات والتصحيحات

بدوره "زين العابدين السمان" طالب هندسة حواسيب وأتمتة، تحدث عن آلية عمل السيارة والتقنيات التي استخدمت بالمشروع، قال: «تكمن آلية عمل المركبة بإدراك البيئة المحيطة بها؛ من خلال تقنيات الإبصار الحاسوبي وتعلم الآلة، لتتم معالجة البيانات واتخاذ قرار القيادة المناسب، وقد تمت البرمجة باستخدام لغة Python، وقد واجهتنا بعض الصعوبات بتوفر بعض القطع الإلكترونية المطلوبة لإنجاز المشروع؛ وهو ما دفعنا إلى تطبيق حلول بديلة، إضافة إلى ارتفاع التكلفة الإجمالية للمشروع علينا كطلاب، وقد استغرق المشروع نحو سنة كاملة من العمل المتواصل، استثمرنا خلالها الفكر البرمجي المكتسب خلال سنوات دراستنا مع تقديم جهد كبير، إضافة إلى أننا تعاونا كفريق متكامل بهدف الحصول على أفضل النتائج بالمشروع؛ ففي كل مرحلة من مراحل تطوره تشاركنا الأدوار سواء بالبرمجة أو الأمور التقنية، حيث تطلبت كل مرحلة الإلمام بمجالات مختلفة، وقد ساهم الدكتور "رؤوف حمدان" بتقديم الدعم العلمي لنا، وإرشادنا بخطوات المشروع كافة، وكان له الفضل الأكبر بحصول مشروعنا على درجة الامتياز 93%».

الدكتور "رؤوف حمدان"

وفي حديث مع "بيبرس حاج حسن" طالب هندسة تحكم آلي، وأحد الطلاب المشاركين بإنجاز المشروع، قال عن ميزاته: «تعدّ فكرة المشروع من الأفكار الحديثة التي يتم تطويرها من قبل العديد من الشركات العالمية، حيث استطعنا إنجاز نموذج مصغر لمركبة تمتاز بالقدرة على القيادة الذاتية، إضافة إلى القدرة على التعامل مع الحالات التي يمكن مواجهتها أثناء القيادة العادية، مثل وجود مارة أو إشارة مرور أو سيارة معطلة، كما يغطي المشروع بعض جوانب التنظيم المروري؛ من خلال خوارزميات تنظم حالات الازدحام والتقاطع بين الطرق الرئيسة والفرعية، إضافة إلى بعض ميزات مساعدة السائق، كميزة الركن الآلي وإرسال تحذيرات للسائق عند الكشف عن إحدى الحالات السابقة، ويمكن تطبيقه على المدى القريب كجزء من ميزات مساعدة السائق، من خلال تقديم تحذيرات صوتية ومرئية للسائق؛ بهدف زيادة الفعالية والأمان. أما على المدى البعيد، فيمكن إنجاز مركبات ذاتية القيادة بالكامل».

وفي حديث مع الدكتور "رؤوف حمدان" اختصاص رؤية حاسوبية في قسم هندسة الحاسبات والأتمتة بجامعة "دمشق"، والمشرف على المشروع، قال: «يعدّ المشروع من المشاريع المميزة لهذا العام، وخصوصاً أنه يأتي ضمن إطار التقانات الحديثة التي يتم تزويد السيارات الحديثة بها، فمن المعروف أن ثمن التقانات الحاسوبية والأتمتة في بعض أنواع السيارات الحديثة يتجاوز 80% من إجمالي ثمن السيارة، فقد قدم المشروع تقنيات متطورة للسيارة بأسعار جيدة، كان الطلاب مميزين، وأتوقع لهم مستقبلاً باهراً، حيث كان لي لقاء أسبوعي مع الطلاب لمناقشة التقدم، وقد تميز عملهم بالجدية والمتابعة مع محاولة إنجاز منتج وفق آخر التقانات المنشورة في مجال الرؤية الحاسوبية، وكان دوري كمشرف توجيه الطلاب للتقانة المناسبة لكشف الأشخاص والإشارات الضوئية، مع تقديم النصائح في مرحلة الإنجاز مع المرجع المناسب، إضافة إلى مراجعة التقرير والعرض التقديمي، مع تقديم بعض الإرشادات والتصحيحات».

مخطط المشروع

الجدير بالذكر، أن" حسين عيسى" و"زين العابدين السمان" من مواليد "دمشق" عام 1995، و"بيبرس حاج حسن" من مواليد "حلب" عام 1994، وقد تخرّجوا عام 2018.

نموذج "السيارة ذاتية القيادة"