في إطار سعيه إلى إعادة مكانة الكتاب كزادٍ فكري وثقافي للسوريين، ليصبح ضمن حاجياتهم الأساسية؛ أطلق الشاب "ضياء البصير" خدمة بيع وإعارة الكتب عبر توصيلها إلى باب القارئ بأسعار رمزية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "ضياء البصير" مؤسس ومدير مكتبة "خواطر"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 31 تشرين الأول 2016، للتعرف إلى بدايات المشروع وتطبيقه، فقال: «حاجة مدينة "دمشق" إلى مكتبة مختصة بإعارة وبيع الكتب، وتيسير وصول الكتاب إلى كل شخص يرغب بالقراءة بالأسعار المخفضة وخدمة التوصيل الرمزية؛ هو ما دفعني إلى إنشاء هذه المكتبة، استوحيت فكرتها من بعض الدول الأوروبية والآسيوية التي تتيح خدمة توصيل الكتب إلى القراء من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي الأول من شهر تموز 2016، وبتمويل شخصي بدأت تطبيق الفكرة بعد تعديلها، حيث يصل الكتاب إلى الجميع، وليس إلى فئة معينة.

لا تستهدف شريحة دون سواها، والهدف تسهيل القراءة وجعلها متاحة للجميع، من دون أن تكون حكراً على فئة دون أخرى، لكن الأكثر تفاعلاً مع المشروع هم فئة الشباب وخاصة الإناث بين الثامنة عشرة والرابعة والعشرين من العمر، حيث وصلنا في اليوم الثاني بعد افتتاح المكتبة إلى خمسة آلاف بريد على الصفحة، وبعد مرور ثلاثة أشهر تم تسجيل ثمانية وعشرين ألف إعجاب من داخل مدينة "دمشق"، وتفاعل القرّاء معنا فاق التوقعات

أردت بتأسيس هذه المكتبة الأولى من نوعها التركيز على المطالعة لخدمة المجتمع السوري؛ فمعدل القراءة السنوي لدولة ما في العالم هو المقياس الدال على تقدمها أو تخلفها، والتطور التكنولوجي الكبير الذي نعيشه اليوم لا يعدّ عائقا أمام تزايد عدد الكتب الورقية، فهو أداة رائعة لنشر ثقافة القراءة من الكتاب الورقي، وهذا ما نقوم به في المكتبة؛ حيث نستعمل شبكة الإنترنت وجميع مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع القراء، وتشجيعهم على المطالعة، وتوجيههم أثناء القراءة، لحلّ مشكلاتهم وتذليل الصعوبات مباشرة، ونجيب عن أي استفسار له علاقة بالكتب من خلال فريق عمل ينقسم إلى قسمين: الأول فريق خدمة الصفحة والقراء، وهو مؤلف من 4أشخاص من طلاب جامعة "دمشق"، وينتمون إلى فئة القراء. والثاني: فريق التوصيل غير الثابت الذي يتناسب مع ضغط العمل، حيث تتركّز جهود فريق العمل ككل على تحسين نوعية الخدمة، وتقديم خدمات جديدة تدهش القرّاء».

"مدير ومؤسس المكتبة "ضياء البصير"

وعن آلية الإعارة والتوصيل والكتب المتاحة، يضيف: «في حال أراد الشخص استعارة كتاب أو شرائه، ما عليه سوى التواصل عبر الرسائل الخاصة على صفحة المكتبة وإرسال المعلومات المتعلقة بتحديد: الطلب، عنوان القارئ بالتفصيل، اسمه ورقم هاتفه، ليصل الكتاب المطلوب إلى باب بيته عند شرائه، أو استعارته من خلال الاشتراكات ربع السنوية التي تعطيه الحق باستعارة ستة منها لمدة ثلاثة أشهر مع التوصيل بتكلفة 2500 ليرة سورية، ونصف السنوية التي تتيح له استعارة اثني عشر كتاباً لمدة ستة أشهر مع التوصيل بتكلفة 4500 ليرة سورية، والكتب المتاحة في المكتبة متنوعة: أدبية، وثقافية، وروايات، وشعر، والفرصة متاحة لطلبة الدراسات العليا لوضع أطروحاتهم الجامعية».

فيما يتعلق بالفئة المستهدفة وتفاعل القراء، يكمل: «لا تستهدف شريحة دون سواها، والهدف تسهيل القراءة وجعلها متاحة للجميع، من دون أن تكون حكراً على فئة دون أخرى، لكن الأكثر تفاعلاً مع المشروع هم فئة الشباب وخاصة الإناث بين الثامنة عشرة والرابعة والعشرين من العمر، حيث وصلنا في اليوم الثاني بعد افتتاح المكتبة إلى خمسة آلاف بريد على الصفحة، وبعد مرور ثلاثة أشهر تم تسجيل ثمانية وعشرين ألف إعجاب من داخل مدينة "دمشق"، وتفاعل القرّاء معنا فاق التوقعات».

في لقائه مع المذيع "ماجد العجلاني" في الإذاعة

"لؤي شموط" مسؤول قسم التواصل النصي، يقول: «فريق العمل في المكتبة يبذل أقصى جهد ممكن لإنجاح العمل، من خلال الحلول الإبداعية المبتكرة في إطار السعي إلى إدخال الكتاب ضمن أولويات القراء السوريين، سواء من حيث فكرة التوصيل، والتواصل الإلكتروني مع الزبائن، واستطلاع الآراء حول المطالعة، وإجراء مسابقات لتشجيع القراء، وكان آخرها مسابقة "أنا أقرأ" التي تقوم على إرسال صور القراء المتابعين أثناء القراءة، والجائزة اشتراك ربع سنوي، أو قسيمة شراء من المكتبة بقيمة ثلاثة آلاف ليرة سورية، ووصلنا عدد كبير من المشاركات، حصل من خلالها اثنان من القرّاء على الجائزة، ومكتبة "خواطر" برأيي تلامس معاناة القارئ السوري في المناقشة والحلّ؛ وهذا سيجعل لها شأناً كبيراً على الصعيد المحلي».

"دعاء جغل" (26 عاماً)، إحدى المستفيدات من خدمة الاشتراك ربع السنوي، تقول: «تخرّجت في كلية الطب مؤخراً، وأردت ملء وقتي بالمطالعة، وجذبتني فكرة توصيل الكتب، حيث يمكن للمشترك وهو في بيته أن يختار الكتب التي يفضّلها، واستعارتها تبعاً لمدة الاشتراك، ويصله كتاب كل أسبوعين من الكتب التي اختارها مسبقاً، فيشعر بالحماسة والترقب للكتاب الذي سيأتيه في كل مرة، إلى جانب أن تكلفة الاشتراك رخيصة، ولاسيما مع توفير خدمة التوصيل، فلا أتعب نفسي بالبحث عن الكتاب من مكتبة إلى أخرى، بل أحصل عليه من على الباب، واخترت كتباً متنوعة من شعر، وروايات عالمية وعربية، وأخرى دينية وثقافية».

في لقاء مع الفضائية السورية بعد 15 يوماً من افتتاح المكتبة

يذكر أنّ "ضياء البصير" من مواليد "دمشق"، عام 1996، طالب سنة ثانية في كلية الآداب بجامعة "دمشق"، قسم اللغة الإنكليزية.