نجح الطالب "محمد الحموي" في كلية هندسة الاتصالات بتسخير التكنولوجيا بأفكار ومشاريع ربحية تعود بالفائدة على المجتمع ككل؛ لتطبق مشاريعه في كبرى المرافق العامة، وهو مازال في المرحلة الابتدائية، حاصداً عدة جوائز محلية وعالمية.

"المعلوماتية هي كل حياتي، ولا يمكن أن أتخيل نفسي في أي مجال آخر"؛ هذا ما بدأ به الطالب "محمد الحموي" حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 18 آب 2016، ويقول: «منذ سنوات طفولتي الأولى، وتحديداً في الصف الأول الابتدائي بدأ اهتمامي بمجال المعلوماتية؛ وذلك بعد أن أحضر أهلي حاسوباً إلى المنزل، إدراكاً منهم بأهمية التكنولوجيا والآفاق المستقبلية لها، ويعود لهم الفضل الأول والأخير بما وصلت إليه اليوم من خلال توجيهي بكيفية الاستخدام الصحيح لها، فمنذ اليوم الأول اختار لي والدي الألعاب التي تُحفّز على التفكير؛ وهو ما كوّن لدي قاعدة معلومات دفعت بمدرّسة "المعلوماتية" في الصف الثالث إلى ترشيحي للمشاركة بمسابقة الرواد، بعد أن لاحظت تَميُّزي عن باقي زملائي؛ لاقت الفكرة استحسان والدَيّ؛ وهو ما دفع والدتي للالتحاق بمعاهد لتعلم علوم الحاسوب لمساعدتي بتطوير مهاراتي على الرغم من أن دراستها الأكاديمية بعيدة عن هذا المجال.

بسبب الحاجة المتزايدة وزيادة الطلب على الطاقة، صمّمت برنامجاً لغرفة "server" يسمح بالتحكم بدرجة الحرارة والرطوبة، وتعديلها في حال وجود أي خلل، وهذا ما يوفر الطاقة بوجه كبير، كما يتصرف في حال نشوب حريق، كما صمّمت مشروعاً لوزارة الصحة يخدم أطفال "سورية"؛ وبتطبيقه نضمن أن كل الأطفال قد أخذوا لقاحاتهم وتبيان المتخلفين عن ذلك

بعد امتلاكي المهارة شاركت بالمسابقة التي جرت على مستوى محافظة "دمشق"، حيث نلت المركز الأول؛ وهذا ما ولَّد لدي ثقة بالنفس، فكثّفت تدريبي لزيادة خبرتي بإحضار أساتذة مختصين إلى المنزل، وفي الصف الرابع كنت المشترك الوحيد في مسابقة الروّاد الذي يعمل على برامج "Soft Wear" و"Office"، وتصميم ألعاب وفوتوشوب؛ وهذا جعلني أتميز عن زملائي برأي لجنة التحكيم، وأنال المرتبة الأولى على مستوى "سورية"، وهنا يمكنني القول إن رحلة التعلم والإبداع قد بدأت». وبالحديث عن مشاريعه، يضيف: «بدأت تصميم مشاريع مستقلة عندما كنت في الصف الخامس بعد تعلمي "Hared Wear"، ومنذ البداية حاولت أن تكون ذات أهداف وفائدة تعود على المجتمع ككل، إضافة إلى تضمينها هامشاً من الربح؛ بدأت تصميم مشروع "سمارت هاوس"؛ وهو عبارة عن أتمتة منزل كامل، والتحكم به من خلال الإضاءة، وقفل الأبواب، وفي حال حدوث حريق، وغيرها. كما صمّمت برنامج لأتمتة الكراج؛ يراقب السيارة بمجرد دخولها إلى المرآب وأخذ بياناتها كـ"الرقم والموديل واللون"، وإرشادها إلى المكان المخصص للوقوف، وقد عُرِض حينئذ في وسائل الإعلام، وطبق في مطار "دمشق الدولي" وبعض الكراجات الأخرى».

مع بعض اختراعاته والجوائز التي نالها

يتابع: «بسبب الحاجة المتزايدة وزيادة الطلب على الطاقة، صمّمت برنامجاً لغرفة "server" يسمح بالتحكم بدرجة الحرارة والرطوبة، وتعديلها في حال وجود أي خلل، وهذا ما يوفر الطاقة بوجه كبير، كما يتصرف في حال نشوب حريق، كما صمّمت مشروعاً لوزارة الصحة يخدم أطفال "سورية"؛ وبتطبيقه نضمن أن كل الأطفال قد أخذوا لقاحاتهم وتبيان المتخلفين عن ذلك».

وعن رحلته بحصد الجوائز، يقول: «بطبعي أحب التميز؛ وفي أغلب مشاركاتي وضعت النجاح والتفوق نصب عينيّ؛ لذلك كنت أبحث عن التميز بالفكرة وبطريقة طرحها، وهذا برأيي ما أهّلني لنيل عدد من الجوائز؛ فأثناء مشاركتي في مسابقة "رواد الطلائع" عام 2007 نلت جائزة "أفضل مخترع سوري"، وبعدها نلت المركز الأول بمسابقة "الباسل" التي جرت في جامعة "البعث" عن مشروع "أتمتة الكراج"، وقد تم قبولي كعضو في جمعية "الموهبة والإبداع السوري" آنذاك، وعلى إثرها أوفدت إلى "ليبيا" مع وفد "سورية" لتمثيل بلدي، ولثلاث سنوات متتالية نلت المرتبة الأولى على مستوى "سورية" بمجال المعلوماتية. وفي عام 2010 ذهبت إلى "الكويت" للمشاركة في "الملتقى العلمي الآسيوي الأول" عن طريق وزارة التربية، حيث نلت المرتبة الثالثة وجائزة تقدير، وفي عام 2011 شاركت في معرض "الباسل للإبداع والاختراع"، وحصلت على الميدالية الذهبية، كما شاركت في عام 2013 بالمسابقة "الشبابية الأولى للإبداع والاختراع"، وكذلك نلت المرتبة الأولى؛ ليعلن إثرها قرار مشاركتي في المسابقة التي جرت في دولة "الإمارات"، حيث عدت بشهادة تميز، وفي عام 2015 راسلت "أندونيسيا" وتم قبولي للمشاركة في مسابقة للاختراعات برعاية منظمة "أنوبا"، وكان التواصل عن بعد عبر الإنترنت، وحصدت فيها الميدالية الفضية، كما شاركت هذا العام بمسابقة "كن واثقاً"؛ وهي مسابقة تتعلق بالمشاريع الربحية التي أفضّل العمل بها».

أثناء استقبال السيدة أسماء الأسد لعائلة الحموي

"عرفان كركي" المخترع السوري، وعضو في اتحاد المخترعين الهولنديين، يقول: «تعرّفت "محمد الحموي" في الصف السادس؛ حيث كنت أُدرّس مادة العلوم في مدرسته؛ ومنذ البداية لفتت نظري الثقة التي يتمتع بها، والتي أتت حسب رأيي من تربية أهله، وخاصة والدته، أثناء إلقاء الدرس أوقفتني كثرة أسئلته التي تَنمّ عن الذكاء، وإلحاحه على المعلومة، ومجرد أن أخذ الفكرة يبني عليها أفكاراً أخرى؛ دائماً لديه حلول مبدعة، وأكثر ما كان يلفتني اقتناءه دفتر ملاحظات يدوّن به المعلومات الجديدة، اختياره لدراسة الإلكترونيات كان موفقاً؛ ومن خلال اطلاعي ومتابعتي للكثير من إبداعاته رأيت أنه يحاول ربط الحاسوب بالحياة اليومية؛ فأفكاره منطلقة من حاجات مجتمعية، وهي بمجملها قابلة للتطبيق والتطوير؛ وهذا ما أكده عندما شارك في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" بمشروع أتمتة المرآب».

يذكر أن "محمد الحموي" من مواليد "دمشق"، عام 1996، مدرّب روبوتيك في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، مدير نادي الروبوتيك في معهد "الحضارة الدولي"، عمل مذيعاً في برنامج "زينة الدنيا" في الفضائية السورية لخمس سنوات، عضو في اتحاد المصدرين السوريين، كُرِّمَ على مدى أربع سنوات مع عائلته من قبل السيدة الأولى "أسماء الأسد" عن مجمل إبداعاته، حاصل على جائزة من قبل جامعة "اليرموك" بتنظيم المعارض.