صممت الطالبتان "رماز أرار"، وزميلتها "آلاء قصيباتي" من كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، مركزاً متكاملاً للمرضى الذين يعانون نقص السمع، وصعوبة النطق، والتوازن بهدف معالجتهم، وإعادة تدريبهم، ودمجهم ضمن مجتمعهم، وتوفير ما يحتاج إليه المرضى في مركز واحد.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 حزيران 2016، الطالبة "رماز أرار" لتحدثنا عن مشروعها قائلة: «يعاني نحو 5% من سكان العالم نقص السمع، وهم في تزايد مستمر نتيجة العديد من الأسباب الخلقية والمكتسبة؛ كضجيج الحياة اليومية الشديد الناتج عما تولده الحروب التي من الممكن أن تتعدى مشكلة السمع إلى مشكلات بالكلام والتوازن التي يتعرض لها الأطفال بوجه أكبر نتيجة الرعب الذي يسبب لهم مشكلة الكلام؛ وهو ما يجعلهم بعزلة عن مجتمعهم، وبهدف إعادة تأهيلهم وانخراطهم في المدارس العامة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكبار بهدف إعادة دمجهم في المجتمع، وبقصد تأمين مركز يقدم خدمات علاجية، وتشخيصية، وتأهيلية متخصص بتشخيص وعلاج وتأهيل أمراض التوازن؛ جاءت الفكرة بتصميم مركز متكامل يقدم كل ما يحتاج إليه المريض في مكان واحد، وبالتالي تسهيل رحلة علاجه التي تتطلب مدة زمنية طويلة، كذلك تعليم وتدريب المختصين من خلال توفير قاعات تعليمية لهم».

يقدم المشروع تصميماً لبيئة متكاملة تخدم مرضى نقص السمع الذين يعانون اضطراباً في النطق والتوازن، وإعادتهم إلى المجتمع من جديد؛ ليكونوا أعضاء فاعلين، ويتمكنوا من تحقيق ذاتهم وتسهيل رحلة علاجهم، إضافة إلى تصميم مركز متخصص بتشخيص، وعلاج، وتأهيل أمراض التوازن؛ الأمر الذي نفتقر إليه في "سورية"

وعن بداية المشروع ومراحل إنجازه تقول الطالبة "آلاء قصيباتي": «بداية وقبل البدء بتصميم مشروعنا قمنا بإجراء دراسة بحثية عن أمراض الأذن والحنجرة، ومنها توصلنا إلى تقييم حالات السمع والكلام والتوازن، إضافة إلى الدراسة الميدانية في مراكز تقدم خدمة مشابهة؛ ولإسقاط الاحصائيات التي تمت دراستها قمنا بتصميم المركز بعد تقسيمه إلى ثلاث كتل، حيث تم تخصيص الكتلة الأولى للرعاية الصحية، وتضمنت العيادات التخصصية، وقسم الاختبارات السمعية، والتوازن. أما الكتلة الثانية، فهي للرعاية التأهيلية المتعلقة بالإعاقة السمعية ومرضى التوازن، إضافة إلى قاعتين لتعليم لغة الصمّ والبكم، ولكون المركز يتضمن قسماً تعليمياً ارتأينا تخصيص كتلة للمعارض والاحتفالات للأطفال، فهم الشريحة الأكثر أهمية ليتمكنوا من إقامة المسرحيات والمعارض، والاندماج مع المجتمع من حولهم».

مشروع التخرج

وعن الجدوى المتوقعة من المشروع تتابع قائلة: «يقدم المشروع تصميماً لبيئة متكاملة تخدم مرضى نقص السمع الذين يعانون اضطراباً في النطق والتوازن، وإعادتهم إلى المجتمع من جديد؛ ليكونوا أعضاء فاعلين، ويتمكنوا من تحقيق ذاتهم وتسهيل رحلة علاجهم، إضافة إلى تصميم مركز متخصص بتشخيص، وعلاج، وتأهيل أمراض التوازن؛ الأمر الذي نفتقر إليه في "سورية"».

بدوره الدكتور "هاني عماشة" المشرف على المشروع يقول: «تكمن أهمية المشروع بتوفير كافة الخدمات المتعلقة بالسمعيات في مكان واحد من كادر طبي، وأجهزة متخصصة، وبالتالي ليس هناك داعٍ لإحالة المريض إلى مكان آخر من أجل أي استقصاء إضافي سواء للتشخيص، أو العلاج.

ووجود مركز تأهيل سمعي ضمن المركز لتركيب المعينات السمعية، والتدريب الجيد على استخدامها، ومن المعروف أن نسبة رفض استخدام المعينات السمعية تأتي أساساً من عدم التدريب الكافي على التعامل مع المعينة السمعية في المواقف والبيئات المختلفة، كما تم تبني فكرة تدفق المرضى الأمثل منذ دخولهم إلى المركز حتى خروجهم منه، فلا يوجد مكان ما كغرفة فحص أو معالجة أو استقصاء تشكل عنق زجاجة تؤخر المرضى وآلية حركتهم الانسيابية في المركز، إذ تم القيام بدراسة إحصائية لكل فحص أو استقصاء أو عمل جراحي أو تدريبي لمعرفة مدى تكراره وطول مدته؛ وبناء عليه تم تخصيص عدد المراكز، والغرف، والأجهزة المخصصة لكل خدمة مريض كي لا تتشكل لدينا عقدة تأخير في مكان ما؛ وتمت مناقشة المشروع، حيث نال إعجاب الحضور؛ وهو جاهز بوضعه الحالي للتطبيق، ويعد من المشاريع المميزة في الكلية؛ حيث قدم رؤية متكاملة لمشروع رائد بالطرح والتصميم على مستوى البلد، وحاز علامة 94%».

يذكر أن الطالبة "رماز أرار"، وزميلتها "آلاء قصيباتي" من مواليد "دمشق" 1993، طالبتان بقسم الهندسة الطبية.