اعتمد الطالب "عدي الحموي" جهده الشخصي في تعلم الكمبيوتر، وحبه للمعلوماتية ورغبته بتطويرها دفعا به إلى البحث فيها وتطويعها لخدمة الناس؛ حاصداً عدة جوائز محلية وعالمية وهو ما زال على مقاعد الدراسة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 نيسان 2016، الطالب "عدي الحموي" ليحدثنا عن علاقته بالتكنولوجيا، ويقول: «أعدّه المجال الذي أجد نفسي من خلاله، حيث بدأت تعلم الكمبيوتر في سنوات طفولتي الأولى وكان لأهلي دور كبير في ذلك، فعلى الرغم من عدم إلمامهم بعلوم التكنولوجيا، إلا أنهم شجعوني ووفروا لي جهاز الكمبيوتر على الرغم من صعوبة الظرف المادي آنذاك؛ بدأت تعلم علوم الكمبيوتر بمفردي من خلال البحث عن عدة طرائق أهمها الإنترنت، كما كان لأخي الأكبر "محمد" الدور الأكبر، والحافز على تعلم المزيد لكونه رائد على مستوى "سورية" في مجال المعلوماتية.

"عدي الحموي" شاب موهوب من أسرة تفهمت العلم ودفعته إليه، تعامل مع التقنيات منذ سنوات طفولته الأولى، وهذا ما كوّن لديه فكراً تطبيقياً تقنياً. تعرفت إليه منذ الصغر لكوني حكماً في معرض "الباسل" الذي يصمم على الحضور فيه سنوياً، لفتت نظري طريقة عمله، حيث أبدع بالجانب التطبيقي، وهو قادر إذا ما أعطي الأساس النظري والعملي أن يبني عليه، أستطيع أن أطلق عليه المطور الموهوب أو المبتكر الموهوب إذا ما تم استخدام إمكانياته الاستخدام الصحيح بمشروع هندسي قادر أن يبتكر أشياء من تقنيات موجودة ويبني عليها لتعدو قادرة على تقديم خدمات جديدة

في الصف الرابع الابتدائي تقدمت إلى مسابقة "رواد الطلائع" في مجال المعلوماتية ونلت المرتبة الأولى على مستوى "سورية" ولثلاث سنوات متتالية؛ وهو ما كوّن لدي حافزاً وثقة بالنفس للاستمرار، وبعد الانتقال إلى المرحلة الإعدادية تابعت مع اتحاد "شبيبة الثورة" إضافة إلى منظمة "طلائع البعث" لمساعدة رفاقي بتعلم علوم الكمبيوتر، لأنني لا أؤمن باحتكار العلم، وما زلت إلى اليوم وأنا طالب في الجامعة أعمل مع كل من منظمة "طلائع البعث"، و"شبيبة الثورة"، واتحاد "طلبة سورية"، والجمعية السورية للمعلوماتية بقصد نشر المعلوماتية بين أبناء جيلي».

بعض المشاريع والجوائز التي حصل عليها

وعن مسيرته بمجال تطوير التكنولوجيا والتكريم الذي حصل عليه يضيف: «بعد تمكني من علوم الكمبيوتر أردت الانتقال إلى مجال التطوير والابتكار؛ فكان هدفي أن يصب معظمها في مجال خدمة المجتمع وتسهيل حياة الناس، فبدأت في الصف السادس مشاريع هارد وير وصمّمت "ما كيتاً" صغيراً لتنظيم إشارات المرور عن طريق ربطها بالكمبيوتر، وفي عام 2013 حصلت على أول براءة اختراع ضمن مشاركتي في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" بتطوير عربة أطفال توفر الحماية للطفل بغياب الأهل، حيث تصدر صوتاً عند تعرض الطفل لأي أذى ثم تتوقف؛ وللتقليل من أثر الحوادث المؤلمة التي يقع ضحيتها راكبي الدراجات النارية صممت سترة لحمايتهم في أثناء السقوط تعمل على مبدأ البالون يتم ربطها بالدراجة وعند السقوط تنقل التنبيه إلى "السترة"، حيث تتحسس ضواغط الهواء؛ وهو ما يسمح بانتفاخ البالون وتفرد "طاقية" على مقاس الرأس؛ وهو ما يخفف من أثر السقوط؛ كنت قد نلت عليها الميدالية "الذهبية" أيضاً في معرض "الباسل للإبداع والاختراع".

وبسبب الأحداث المؤلمة التي يمرّ بها البلد، حيث شهدت الكثير من التفجيرات الإرهابية وتعرض الكثيرون لإصابات؛ وبقصد وصل المصاب بأهله، وبالهلال الأحمر والتعرف إلى وضعه ومكان وجوده، صممت مشروع "أنا بأمان"؛ وهو عبارة عن إسواره توضع في معصم اليد، فعند التعرض لأي إصابة ترسل رسالة لأهله عن طريق "دارة راديوية"، حيث ترسل إشارة إلى (سيرفر) "مُخدم" منتشر بأماكن واسعة بالبلد لإيصال رسالة إلى "موبايل" الأهل عن وضع ابنهم ومكان وجوده، كما ترسل سيرة ذاتية كاملة للهلال الأحمر تظهر من خلاله الوضع الصحي للمصاب وتحدد للفريق الطبي أولويات الإسعاف وماذا يتطلب ليتم تحضيره قبل الوصول إليه؛ والمشروع طُبق في الجامعة وتم التأكد من إرسال واستقبال الرسالة».

خلال لقائه السيدة الأولى أسماء الأسد

أما عن رصيده من الجوائز العالمية، فيضيف: «لأنني مؤمن بقدراتي التي تؤهلني إلى طرق المجال العالمي، وبتشجيع من القائمين على مركز "الباسل للإبداع والاختراع" تقدمت للمشاركة بمعرض "الاختراع الأول في الصين" عام 2015 عن مشروعي العربة الآمنة للطفل، ونلت الميدالية "البرونزية"، ولأنني من محبي التطوير قمت بإدخال بعض التعديلات والمزايا إلى المشروع حيث شاركت به في "أندونيسيا" وبجهد شخصي قمت بتصوير فيديوهات عن آلية عمل العربة وتطبيق عملي وعرض للتصميم، وكان التواصل "أون لاين" بطريقة الأسئلة والأجوبة تمكنت من الإجابة عنها وحصلت في نهاية المسابقة على الميدالية "الفضية" وأُرسلت لي إلى "سورية"، كما نلت الميدالية "الفضية" على مستوى الشرق الأوسط عن مشروعي نظام أمان كامل مع نظام إدارة لحماية البنوك، إضافة إلى الكثير من المشاركات التي حصدت عليها جوائز بلغت حتى اليوم 25 جائزة وتكريماً أغلبها في مجال المعلوماتية والتكنولوجيا».

وفي لقاء الدكتور "فرقد رمضان" عضو مُحكم في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" يقول: «"عدي الحموي" شاب موهوب من أسرة تفهمت العلم ودفعته إليه، تعامل مع التقنيات منذ سنوات طفولته الأولى، وهذا ما كوّن لديه فكراً تطبيقياً تقنياً. تعرفت إليه منذ الصغر لكوني حكماً في معرض "الباسل" الذي يصمم على الحضور فيه سنوياً، لفتت نظري طريقة عمله، حيث أبدع بالجانب التطبيقي، وهو قادر إذا ما أعطي الأساس النظري والعملي أن يبني عليه، أستطيع أن أطلق عليه المطور الموهوب أو المبتكر الموهوب إذا ما تم استخدام إمكانياته الاستخدام الصحيح بمشروع هندسي قادر أن يبتكر أشياء من تقنيات موجودة ويبني عليها لتعدو قادرة على تقديم خدمات جديدة».

الميدالية الفضية خلال مشاركته في أندونيسيا

يذكر أن "عدي الحموي" من مواليد "دمشق" 1996، طالب في كلية "هندسة الاتصالات"، مذيع ومقدم برامج "زينة الدنيا" و"صباح الخير سورية" على شاشة الفضائية والتربوية السورية بهدف تعليم الأطفال علوم الكمبيوتر، ومدرّب روبوتيك لدى الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.