بروح شبابية وحافز كبير لرسم ملامح إعادة إعمار "سورية" كانت مهمة "آلاء سكر" وزملائها تقديم تصميم متكامل لمنطقة "تروبيكانا"، في مشروع تخرجهم في كلية "الهندسة المعمارية" في جامعة "دمشق"، الذي حمل اسم "نبضة إعمار".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 آذار 2016، الطالبة "آلاء سكر" التي تحدثت عن فكرة المشروع والمنطقة المستهدفة بالقول: «أطلقنا على المشروع "نبضة إعمار"؛ وهو إعادة إعمار وتأهيل لمنطقة مخالفات خلف "تروبيكانا"، قمت بإعداد المشروع مع زميليّ "بيان ناصيف" و"تمام دوجي"، بإشراف الدكتور "أحمد الجابري"، وقدمناه كمشروع تخرج في كلية الهندسة المعمارية، وبعد البحث عن أرض فيها إشكالية؛ فقد كنا نبحث عن مدخل مهم لمدينة "دمشق"، وبتوجيه من الدكتور المشرف تم اختيار منطقة "تروبيكانا" التي تقع على عقدة "القابون" بالقرب من "بانوراما حرب تشرين التحريرية"، وبعد الدراسة التحليلية للمنطقة، وجدنا أنها استراتيجية ولها قيمة استثمارية عالية، لكن في وضعها السابق انتشرت فيها مخالفات وعشوائيات سكنية غير منظمة؛ وهذا دفعنا إلى التفكير بتأمين مساكن للمقيمين السابقين، مع الاستفادة من قيمتها الاستثمارية العالية، فكان الاقتراح أن تكون منطقة سكنية تتخللها فعاليات تجارية استثمارية، تبدأ من أصغر وحدة تجارية متمثلة بمحل تجاري، وتنتهي بأكبر وحدة تجارية لتكون برجاً وبنكاً ومكاتب استثمارية، تمثل نقطة علام لمدخل المدينة، ومركز جذب بصري للمحاور الطرقية المحيطة».

الصعوبة الكبرى كانت بعدم القدرة على زيارة المنطقة ميدانياً نظراً إلى ظروف البلاد وخطورة الذهاب إلى المنطقة المدروسة. وبالنسبة لنا كمصممين ومخططين كان من المهم لنا أن نرى المنطقة وندركها بأبعادها الحقيقية وجوارها الحالي وهويتها المعمارية، خاصة أن المراجع المتوفرة لم تكن كافية ومفصلة بالمعلومات التي احتجنا إليها. استغرق العمل بالمشروع ستة أشهر، وتم إنجازه في الوقت المحدد، ولاقى إعجاب واستحسان لجنة التحكيم، وحصلنا على معدل 91%، وكنا في المراتب الأولى على دفعة 2015

وتضيف: «هذا التفاعل والتعايش المتبادل بين الوظيفة الاجتماعية والاقتصادية، مثلناه ليحاكي تخطيط نبض القلب، ومن هنا أطلقنا على المشروع اسم "نبضة إعمار"، كما اقترحنا لاحقاً على إدارة الكلية ليكون اسماً لدفعة تخرج مشروعنا 2015، وتم ذلك فيما بعد.

"نبضة إعمار" في المنطقة المدروسة للمشروع

وتمّيز المشروع يأتي من دراسته المفصلة وتحليله العميق على عدة صعد؛ اجتماعية واقتصادية وثقافية، وتصميمية وطرح حلول لتحقيق عدة مفاهيم مهمة في بناء المجتمعات الحديثة، وترميم المناطق المتضررة بالحرب؛ مثل الأبنية المدمجة المتعددة الاستعمال والعمارة المستدامة، كما استخدمنا فيه أنماطاً معمارية حديثة تابعة لمذهب العمارة المثنية أو المطوية، التي ساعدت في خدمة وتجسيد شكل نبض القلب».

وعن الصعوبات التي واجهتهم أثناء تنفيذ المشروع تقول: «الصعوبة الكبرى كانت بعدم القدرة على زيارة المنطقة ميدانياً نظراً إلى ظروف البلاد وخطورة الذهاب إلى المنطقة المدروسة. وبالنسبة لنا كمصممين ومخططين كان من المهم لنا أن نرى المنطقة وندركها بأبعادها الحقيقية وجوارها الحالي وهويتها المعمارية، خاصة أن المراجع المتوفرة لم تكن كافية ومفصلة بالمعلومات التي احتجنا إليها. استغرق العمل بالمشروع ستة أشهر، وتم إنجازه في الوقت المحدد، ولاقى إعجاب واستحسان لجنة التحكيم، وحصلنا على معدل 91%، وكنا في المراتب الأولى على دفعة 2015».

من جانبه الدكتور المشرف على المشروع "أحمد عامر الجوابري" قال: «حمل المشروع معنى فلسفياً، والفكرة تمثل أيديولوجيا معينة لكونه يمثل مدخل مدينة "دمشق"، فهو مؤشر يدل على حضارة البلد، ويعد قوة مالية كبيرة، تم اختيار منطقة "تروبيكانا"، حيث قام الطلاب بدراسة تحليلية كاملة وتناول نقاط القوة والضعف فيها، حيث يوجد "بانوراما حرب تشرين التحريرية"، وهو مبنى مهم جداً، دمج الطلاب بالمشروع المقدم بين الطابع الاستثماري لكون "دمشق" مدينة تعتمد التجارة، ولكيلا يكون الموضوع مقتصراً على الناحية المادية، تم الاهتمام بالجانب السكني؛ حيث يوجد مساكن مهدمة كثيرة تأثرت بالأحداث الحالية، فكان المشروع متكاملاً، وتحدياً كبيراً قدم صورة جديدة للمدينة، فمنطقة المشروع تمثل نقطة مهمة ومحوراً أساسياً عند الدخول والخروج من "دمشق"، قدم من خلالها الطلاب دراسة بصرية مهمة ومتكاملة، والمشروع نحت أكثر من مرة، والصعوبة تمثلت بنقل سكن صغير إلى مبانِ عالية، كما ظهرت روعة التصميم بإظهار كلمة "نبضة إعمار" على شكل التصميم».