بالاعتماد على النقل الشبكي، استطعن تقديم ذراع إلكترونية تستخدم في العمليات الجراحية عن بعد، فمكنّهن الإلمام بكافة الاختصاصات الفرعية ضمن مجال الحاسوب، من تقديم مشروع متميز.

مدونة وطن "eSyria" حضرت بتاريخ 22 حزيران 2015، مناقشة مشروع تخرج الطالبات: "نبال السعد"، و"آلاء جدعان"، و"بسمة سرور"؛ في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية قسم الحواسيب والأتمتة بجامعة "دمشق"، الذي حمل عنوان: "الذراع.. تقنية الجراحة عن بعد"، والتقت في البداية "نبال السعد"، وتقول: «تقوم فكرة المشروع على صناعة ذراع إلكترونية قادرة على إجراء عمليات جراحية عن بعد من خلال تقنيات معالجة الصورة والنقل الشبكي والتحكم، حيث تساعد الذراع الذكية على نقل حركات الطبيب أينما كان إلى الآلة التي تقوم بإجراء العملية للمريض حتى لو كان في بلد آخر، ويقوم المشروع على الربط بين طرفين؛ الأول "client" أي طرف الطبيب، والثاني "server" أي غرفة العمليات، وقد نفذنا النقل الشبكي بينهما من خلال شبكة LAN لا سلكية بين حاسوبين في الزمن الحقيقي، حيث تتم كتابة تعليمات خاصة في برنامج "الماتلاب" لفتح وإنشاء الاتصال وتخزين القيم».

من الصعوبات التي يواجهها تطبيق المشروع هي طريقة معالجة الصورة التي لا تتسم بكثير من الدقة، والتي من الممكن استبدالها بدارة عتادية شبيهة بعصا اللعب مثلاً، تنقل حركة الطبيب بكل دقة وبتفاصيلها الصغيرة، إضافة إلى مشكلة محدودية مجال الذراع الروبوتية المستخدمة

وعن الفائدة المحققة من الذراع تقول: «تستخدم في العمليات الجراحية التي تتم عن بعد للاستفادة من خبرات الأطباء في بلدان أخرى، لتوفير وقت وجهد الأطباء وتكاليف السفر، وتتميز بأنها من العمليات الروبوتية العالمية التي توفر صورة 3D للأعضاء داخل جسم المريض، وتكون أفضل من الرؤية الطبيعية للطبيب، وتؤمن دقة في أداء العملية لوجود مرشحات ضد رجفان اليد خصوصاً في حالة العمليات الطويلة المدة التي تسبب توتر الطبيب وإرهاقه، وبالنسبة للمريض يكون عمله الجراحي بجروح أصغر وأقل وشفاء أسرع».

آلاء جدعان

وتضيف: «من الصعوبات التي يواجهها تطبيق المشروع هي طريقة معالجة الصورة التي لا تتسم بكثير من الدقة، والتي من الممكن استبدالها بدارة عتادية شبيهة بعصا اللعب مثلاً، تنقل حركة الطبيب بكل دقة وبتفاصيلها الصغيرة، إضافة إلى مشكلة محدودية مجال الذراع الروبوتية المستخدمة».

بدورها "آلاء جدعان" من الطالبات المشاركات في المشروع تقول: «ركزت بمشاركتي على الطرف الأول من الجهاز وهو "طرف الطبيب"، وفيه تتم مرحلة معالجة الصورة فتلاحق الكاميرا حركة يد الطبيب الذي يمسك بأداة حمراء اللون في الفراغ ثلاثي الأبعاد، وتعالج الصور في الحاسوب من خلال برنامج "الماتلاب" لاستخلاص إحداثيات مسار الحركة "x,y,z" التي تمثل إحداثيات اللون الأحمر، وتُنقل عبر الشبكة إلى الحاسوب الثاني، وترسم الحركة ثلاثية الأبعاد في الحاسوبين للتأكد من صحة النقل».

نبال السعد

أما "بسمة سرور" فتقول: «تمثلت مشاركتي في إنجاز المرحلة الأخيرة؛ وهي التحكم بالذراع الروبوتية في الطرف الثاني من العملية أي "غرفة العمليات"، حيث يقوم الحاسوب "server" من خلال برنامج "الماتلاب" بحساب الزوايا المقابلة للإحداثيات المستقبلة وذلك من خلال معادلات خاصة، وترسل هذه الزوايا عبر "الأردوينو" الذي يعطي نبضات "PWM" إلى الذراع الروبوتية التي مفاصلها عبارة عن محركات تدور بقيم الزوايا المحسوبة لتتحرك الذراع بحركة مقابلة لحركة يد الطبيب».

وفي لقاء الدكتور "جمال الياسين" أستاذ مساعد في قسم التحكم والأتمتة، وعضو لجنة التحكيم في المشروع، يقول: «يعد من المشاريع الضخمة والمميزة، وكان من اللافت الجهد المبذول من قبل الطالبات في تنفيذه، فهذا المشروع يحتاج إلى الإلمام بكافة الاختصاصات الفرعية ضمن مجال الحاسوب أي (شبكات، قواعد معطيات البرمجة، النظم الخبيرة، الذكاء الاصطناعي)، وقد تميز الطلاب بعرض مشروعهم بدقة متناهية، ويعد من المشاريع التي تقدم خدمات للمجتمع، وتحقق شعار ربط الجامعة بالمجتمع، ويفضل لو أن كل المشاريع المقدمة تبنى على هذا الهدف».

المشاركات في المشروع مع المشرف

"أسامة بحبوح" الدكتور المشرف على المشروع يقول: «يعد هذا المشروع من المشاريع الفريدة في قسم هندسة الحواسيب والأتمتة؛ التي عالجت قضية طبية مهمة، وذات تطبيقات مستقبلية واعدة، وهو مشروع يحاول تقديم خدمات جليلة للإنسان بإجراء العمليات الجراحية للمرضى على أيدي خبراء ومختصين متميزين، بصرف النظر عن مكان وجود الطبيب المعالج أو المريض، وأعتقد أن التطبيق العملي لهذا المشروع سيلقى رواجاً في المستقبل.

يمكنني القول إن الطالبات اللواتي نفذن المشروع استفدن من المقررات التدريسية، وربطن بين الناحية النظرية والعملية، معتمدات على ما يتمتعن به من مستوى دراسي عالٍ ومتابعة والتزام».