وضع "محمد منير الأمعري" جل تفكيره في جهاز "PCR لمضاعفة الـDNA" الذي يتم استيراده من الخارج وبتكلفة باهظة، ليكون مشروعه مع "محمد عجاج" الجهاز ذاته محلي الصنع قليل التكلفة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 شباط 2015، "محمد منير الأمعري" (طالب في السنة الخامسة من قسم الهندسة الطبية في كلية الهمك بجامعة دمشق)؛ الذي حدثنا عن المشروع الذي قدمه في السنة الرابعة، وهو واحد من المشروعات العديدة التي عرضت في "معرض المشاريع السادس" في الكلية، يقول: «قمت أنا وزميلي "محمد عجاج" بإشراف المهندس "نور جلال الدين" بتصميم جهاز الـPCR؛ وهو اختصار لما يسمى باللغة الإنكليزية "تفاعل البولميراز التسلسلي"، وظيفته مضاعفة الـDNA، ويتألف الجهاز بوجه أساسيٍّ من نظامي تسخين وتبريد، وحساس حرارة، وشاشة إظهار كريستالية، يتم التحكم به من خلال دارة تحكم مقادة بواسطة متحكم صغريٍّ.

الجهاز بحاجة إلى خطوات تطويرية، وهذه الخطوات بلا شك تحتاج إلى دعم وإمكانيات حتى يتم تنفيذها، وإذا ما تمَّ العمل عليها وإنجازها فسيظهر هذا الجهاز ذو الصناعة السورية إلى النور، وهذا ما نطمح إليه

حيث يتم الحصول على عينة التفاعل "PCR tube"، ووضعها في الـCORE وهي قطعة ألمنيوم صُممت لاحتضان العينات، تمتاز بمادتها المناسبة وتصميمها الملائم للتفاعل المنفَّذ، ويقوم نظاما التسخين والتبريد بتأمين التفاعل الأساسي وفق الدرجات الحرارية الخاصة بهذه التقنية، أما حساس الحرارة فهو يتحسس الحرارة ويرسلها إلى المتحكم الصغري، الذي يعطي أوامره برفع أو خفض الحرارة وفق الدرجات الحرارية الخاصة، ويتم عرض درجات الحرارة وتغيراتها على شاشة الإظهار الكريستالية».

جهاز PCR لمضاعفة الـDNA

يضيف "الأمعري": «الجهاز بحاجة إلى خطوات تطويرية، وهذه الخطوات بلا شك تحتاج إلى دعم وإمكانيات حتى يتم تنفيذها، وإذا ما تمَّ العمل عليها وإنجازها فسيظهر هذا الجهاز ذو الصناعة السورية إلى النور، وهذا ما نطمح إليه».

أما شريك "الأمعري" في نجاح هذا المشروع الطالب "محمد عجاج" فيقول: «رغم الصعوبات التي مرت بنا، كعدم وجود مخبر أو مكان خاص بنا، وقلة المعدات التي احتجنا إليها أثناء العمل، إلا أننا وصلنا إلى الهدف المطلوب.

"محمد الأمعري" و"محمد عجاج"

العمل الأساسي كان في المنزل، حيث كنا نعمل على طاولة الطعام، ونفرشها بالعناصر اللازمة، وقمنا بإجراء بعض التجارب في مخابر وورشات كهربائية مجاورة، واستعنا بمخبر النسج في كلية الطب البشري، من خلال تجريب الجهاز واستخدام موادهم.

هذه الظروف وغيرها لم تكن عائقاً أمامنا وإنما كانت حافزاً لنا لتخطيها للوصول إلى ما نحن عليه الآن».

اختبار الجهاز

كما التقت المدونة المهندس "نور الدين جلال" (معيد في قسم الهندسة الطبية والمشرف على المشروع)، ويقول: «من خلال هذا المشروع تم التعرف إلى تقنية تفاعل البوليميراز التسلسلي المستخدمة لمضاعفة الحمض النووي DNA وتصميم جهاز الـPCR، حيث تمت دراسة المبدأ الذي تعتمد عليه هذه التقنية بالكامل، وتحديد مراحل العمل الأساسية، ثم البدء بتنفيذ المشروع وتجاوز كافة الصعوبات، وأخيراً إجراء التجارب على الجهاز المصمم واختباره».

وعن أهمية المشروع يقول: «تكمن أهمية المشروع في حاجة المخابر الطبية إلى مثل هذا الجهاز، الذي إن وجد فهو منتج مستورد باهظ التكلفة سعره ما بين 1000-5000 دولار، الأمر الذي وضعنا أمام تحدٍّ ممزوج بالحماس لنقوم بصنع ذات الجهاز محلياً، وبتكلفة أقل بكثير من تكلفة الجهاز المستورد، فهدفنا الأساسي استثمار معرفتنا بهذه التقنية، وتحويلها إلى نموذج أوليٍّ لجهاز محليّ الصنع، يخدم الرعاية الصحية من جهة ويدعم الاقتصاد من جهة أخرى.

وقد أثبتت التجارب التي تمت على الجهاز المصمم، والتي قمنا بها في كلية الطب البشري، نجاح الجهاز في تضخيم عينة الحمض النووي، لذلك إذا ما تم توفير البيئة الحاضنة لهذا المشروع، فبالإمكان إنتاج جهاز الـPCR المصنع محلياً».

وفي حديث مع الدكتور "ميشيل السبع" (معاون رئيس قسم النظم الإلكترونية والميكانيكية للشؤون الأكاديمية في "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا") حول المشروع، يقول: «قام الطالبان "محمد منير الأمعري" و"محمد عجاج" بتصميم جهاز مخبري بسيط أولي يقوم بمضاعفة نُسَخ الحمض النووي "DNA" في أنبوبة الاختبار خارج النظام الحيوي جسم الإنسان، حيث تعد هذه التقنية ذات أهمية بالغة في مجال التكنولوجيا الحيوية، ولها استخدامات عديدة في مجال أبحاث الحمض النووي والوراثة، منها الكشف عن الطفرات الوراثية، وفي مجال الطب الشرعي وفي مشروع الخارطة الجينية.

تتطلب عملية النسخ التحكُّم في درجة حرارة التفاعل، عبر تغييرها بسرعة ودقة وطريقة متتالية، وفق ثلاث درجات حرارية خاصة تمثِّل دورة حرارية أو ما يسمى بـ"Thermocycle"، يقوم المتحكم الصغري تبعاً لقيمة الحرارة الحالية المحصلة من حساس الحرارة، بإعطاء أوامره بالترتيب، لنظامي التسخين أو التبريد، برفع أو خفض الحرارة ويتم عرض درجات الحرارة وتغيراتها على شاشة الإظهار الكريستالية».