بروح تطوعية شارك طلاب من جامعة "دمشق" بمبادرات تهدف إلى التنمية المجتمعية، فنفذوا مشاريع إبداعية مزينة بألوان من الحياة، مستخدمين أدوات أعادوا تدويرها من مخلفاتنا البيئية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 شباط 2015، الطالبة "لجين مشهور" خريجة كلية العلوم البيئية، والمسؤولة عن مبادرة "شي من ولا شي" التي تهدف إلى الاستفادة من المخلفات البيئية بطريقة تزيينية جميلة ومفيدة، وقالت: «أنا من المهتمين بنشر فكرة التطوع لأكبر عدد ممكن من الشباب، ومن المشجعين لمشاريع إعادة الاستعمال بحكم دراستي ومعرفتي بأخطار المواد التالفة وتأثيرها الضار في البيئة، والوقت الطويل المطلوب لتحللها».

إنهم طلاب جامعيون يعملون مثل النحل ويصرفون طاقاتهم الشبابية بطريقة مفيدة، وهم متطوعون بكل معنى الكلمة، لذا وجب دعمهم، والاستفادة من مشاريعهم

وعن المبادرة قالت: «استفدنا من الورق التالف الملون والصحف والمجلات والعلب الكرتونية المختلفة الحجم والشكل، وصنعنا بأقلام من الورق مقلمات بأشكال هندسية متنوعة ولم نحتج إلا إلى الصمغ، كما استخدمنا الورق لصنع حقائب ورقية، وهذا العمل جذب الصغار والكبار في جميع المعارض التي شاركنا بها، لأن الورق مادة نظيفة وجميلة، واستفدنا أيضاً من قشور البيض، إذ لوناها وألصقناها على الأواني الزجاجية المتوافرة لدينا، وزيناها بورود من الكرتون المستعمل لوضع البيض».

لجين مشهور

أما "حبيب داؤود" طالب في كلية العلوم السياسية فتحدث عن مشاركته في مجال التطوع، وقال: «تطوعت مع فريق "النحل الأخضر" وشاركت معهم بتجميع المخلفات من عدة مراكز للإيواء وأنتجنا منها مواد تزيينية، كما شاركتُ بتحويل الإطارات التالفة المتواجدة في مرآب جامعة "دمشق" إلى كراسٍ متحركة بعد أن قمنا بتنظيفها وطلائها، ولاقت قبولاً من جميع الطلبة في الجامعة، وحالياً يتم استخدامها كثيراً لأنها تتحمل الطقس السيئ».

بدوره تحدث المهندس "أديب المصري" عن أهمية الاستفادة من المخلفات البيئية بإعادة تدويرها، وقال: «تعد عملية التدوير من الأساليب المتبعة لحماية البيئة من التلوث من عدة مواد منها: (الورق، البلاستيك، النحاس، الزجاج، الإطارات)، وفرز النفايات وتحديد نوعها له أهمية كبيرة في تحديد طريقة إعادة التدوير، فعلى سبيل المثال الورق من الممكن إعادة استعماله في صناعة الورق من جديد، فيقلل من كمية الأشجار المقطوعة، كما يمكن استخدامه في رسم لوحات فنية بعد مزجه ببعض المواد الرابطة، أما البلاستيك فيعد من المواد الرخيصة التي تتوافر في الأسواق بكثرة، وانتشارها العشوائي مؤذٍ للبيئة وخاصة أنها تحتاج إلى سنوات لتتحلل، لذا عملية إعادة تدويرها تخفف التلوث الناجم عنها ولكن بشرط عدم استخدام المنتجات منها لتعبئة المواد الغذائية السائلة أو الساخنة مرة ثانية، كذلك الإطارات يمكن استخدامها في تصنيع النفط أو الاستفادة من الطاقة الحرارية التي تحتويها، ولكن يجب أن تكون التقنية المستخدمة صديقة للبيئة، وينبغي تشجيع المشاريع الصغيرة التي تستخدم النفايات كمواد خام».

أديب المصري، مدير السلامة الكيميائية بوزارة البيئة

فكرة التطوع لاقت قبول المسؤولين في جامعة "دمشق" فقاموا بدعم فريق "النحل الأخضر" وتقديم التسهيلات الممكنة له، ومن جهتها "ليال حلو" موظفة في مديرية العلاقات الثقافية والدولية في جامعة "دمشق" قالت: «إنهم طلاب جامعيون يعملون مثل النحل ويصرفون طاقاتهم الشبابية بطريقة مفيدة، وهم متطوعون بكل معنى الكلمة، لذا وجب دعمهم، والاستفادة من مشاريعهم».

يذكر أن فريق "النحل الأخضر" يضم 150 متطوعاً من طلاب جامعة "دمشق" من مختلف الاختصاصات، يقومون بنشاطات تطوعية مختلفة، منها ما يخص الأطفال والشباب والبيئة والتنمية والفنون والحياة الاجتماعية بوجه عام.

الاستفادة من الدواليب التالفة