تحول الإعلام إلى إعلام جديد، من خلال النوع الإلكتروني سريع الانتشار، فحمل الشباب على عاتقهم تحقيق هدف النجاح، من خلال التفاعل المتبادل كمشاركين في صنعه ومتلقين له.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 23 كانون الأول 2014، التقت "علي سلمان" مدير الموقع الإلكتروني لقناة "تلاقي"؛ الذي تحدث عن دور الشباب في نجاح الإعلام الإلكتروني، ويقول: «من خلال الصفات التي تتميز بها فئة الشباب عن غيرها من الفئات العمرية الأخرى وهي المرونة وقابلية التعلم السريع، أصبح للشباب دور مهم في نجاح هذا النوع من الإعلام الذي يسمى بـ"الإعلام الجديد"؛ فساهم بانتشاره أكثر وأسرع على مستوى "سورية"، وحسب إحصائيات "سورية" فإن كل شاب قادر أن يقضي من 7 إلى 10 ساعات على الإنترنت يومياً يستقبل الملعومات ويرسلها، ومن ثم يمكننا السؤال: خلال هذه الساعات ما هي المعلومات التي يحصل عليها من خلال الإعلام الإلكتروني؟ ونحن كمؤسسات إعلامية يجب أن نكون قادرين على استغلال هذا الوقت لمشاركة الشباب "الإعلام الجديد" وتقديم نموذج إعلامي يرضيهم ويغنيهم عن المصادر الأخرى غير المحلية للحصول على المعلومات التي يسعون إليها، فإذا علمنا ماذا يريد الشباب من الإنترنت يمكننا الوصول إليهم بسهولة من خلال الاعتماد على الشخص المناسب لتقديم المنتج المناسب».

معايير الوصول إلى تفاعل أكبر بين الإعلام الإلكتروني الجديد والشباب متواجدة ولكنها بحاجة إلى تطوير منصات العمل فيها، وتطوير آلية التفكير ويتم ذلك من خلال التعاون بين جميع الجهات المعنية

ويضيف: «يجب أن يكون "الإعلام الجديد" إعلاماً تنموياً تاريخياً وتفاعلياً، وغير ذلك لا يمكن الوصول إلى الشباب والتفاعل معهم وتحقيق الهدف منه، فغاية الإعلام التفاعلي معرفة ما يريده الشباب والتوجه إليهم حتى لا يذهبوا للبحث عن مصادر وجهات أخرى».

علي سلمان - مدير موقع تلاقي الإلكتروني

وعن مستوى الإعلام الإلكتروني حالياً في "سورية"، يقول "سلمان": «صناع القرار في "سورية" أصبحوا يدركون أهمية الإعلام الإلكتروني الجديد، الذي يصب في منحى إيصال المعلومة من حيث السرعة والانتشار، لذلك يمكننا القول باستطاعتنا تكوين ثقافة وطنية وتكريسها من خلال المنتج الذي يصنعه الإعلام الإلكتروني ويصل بطريقة غير مباشرة للمتلقي، وهنا نكون قد وصلنا إلى هدفنا وهو التأثير بالمتلقي، وإن خطواتنا نحو إعلام إلكتروني لا تزال بدائية وتحتاج لدعم مالي وبناء ثقة بيننا وبين المتلقي، وعلينا العمل بأسلوب الفريق لتحقيق الاستمرارية».

أما السيد "عبد الله الأحمد" مدير دائرة الإعلام الإلكتروني في وزارة الإعلام، فيقول: «الشباب أساس نجاح الإعلام الإلكتروني، وهم من الأسباب الموضوعية لوجود هذا النوع من الإعلام، فشرائح الشباب هي الأكثر تقبلاً واندفاعاً لاستخدام التقنيات الجديدة لكنها مازالت بحاجة إلى التدريب، فالإعلام الإلكتروني لا يختصر بمحاولات فردية بل يحتاج إلى منهجية تقوم على جيل الشباب وخاصة عندما نتكلم عن إعلام إلكتروني وطني متكامل، وفي الطرف المقابل الجمهور الشباب المتلقين لهذا النوع من الإعلام يملكون تفاعلاً كبيراً يحقق النجاح، فالهدف الحالي هو استقطاب أكبر شريحة من جمهور الشباب، وزيادة التفاعل الموجود من الأساس وهذا يظهر من خلال الإحصائيات والمؤشرات، ليس في "سورية" فقط وإنما في كل دول العالم، فأكبر شريحة تتفاعل مع الإعلام الجديد هي فئة الشباب».

عبدالله الأحمد - مدير دائرة الإعلام الإلكتروني

ويضيف: «معايير الوصول إلى تفاعل أكبر بين الإعلام الإلكتروني الجديد والشباب متواجدة ولكنها بحاجة إلى تطوير منصات العمل فيها، وتطوير آلية التفكير ويتم ذلك من خلال التعاون بين جميع الجهات المعنية».

وفي مقال كتبه الإعلامي "حسين الإبراهيم" لصحيفة "تشرين" بعنوان: "الإعلام الإلكتروني... فلسفة «المجال العام»" جاء فيه: «تشير الإحصاءات التي جرت مؤخراً إلى أن أكثر من 80% من فئة الشباب يفضلون التعامل مع الإعلام الإلكتروني، لأنه يتيح لهم إمكانات تفاعلية عديدة مثل: "الدردشة، والتعليق بسرعة، والتزامنية الشديدة".

الإعلامي حسين الإبراهيم

دعم الإعلام الإلكتروني فكرة ساحات النقاش حول المجال العام المشترك الذي يجمع أفراد الرأي العام، ويدخلهم في حالة حوار حول القضايا التي يهتمون بها، ويتأسس هذا النوع من النقاش على فكرة التفاعلية التي تفوق بها الإعلام الإلكتروني على وسائل الإعلام التقليدية، حيث دعمت الإنترنت مفهوم "دمقرطة" وسائل الإنتاج الإعلامي ويسرت فكرة المشاركة بين مجموعة من الأفراد في مساحة تتيح لهم تبادل الرأي والمعلومات حول القضايا الخلافية، وتقريب وجهات النظر بينهم».