نظم غاليري "قزح" بمدينة "دمشق" مسابقة للفنانين التشكيلين السوريين الشباب عن فئات: التصوير والنحت والحفر والفيديو آرت. نظمت المسابقة تحت عنوان "اللقاء" وتم الإعلان عنها في شهر آذار/2008م/ لتبدأ مرحلة الانتقاء بين أعمال ما يزيد على المئة فنان عن الفئات الأربع

 انتقت منهم لجنة التحكيم المؤلفة من /11/ فنًاناً  ثلاثين مشاركة خضع أصحابها لمجموعة ورش عمل استمرت لعدة أشهر، قبل إقامة أول معرض لهم يشمل المشاركات التي انتقتها لجنة التحكيم، وفي 17/9/2008 تم افتتاح المعرض الذي يستمر على مدى عشرة أيام يتم خلالها اختيار الفائز الأول عن كل فئة.. في حين تستمر ورشات العمل على مدى الأشهر القادمة وصولاً إلى المعرض الثاني الذي سيقيمه غاليري "قزح" في شهر أيار/2009م/ ليعرض حصيلة عمل أربعين فناناً شاباً بعد عام من ورشات العمل المستمرة، الأربعون فناناً هم المشاركون الثلاثون في المعرض الأول بالإضافة إلى عشرة فنانين شباب ممن تقدموا إلى المسابقة ولم تفز أعمالهم بالمشاركة، إلا أن لجنة التحكيم أرتأت منحهم فرصة الاستمرار بمشروع "اللقاء" من خلال ورشات العمل .موقع "eSyria" حضر افتتاح المعرض الأول للمسابقة الأولى للفنانين الشباب بغاليري "قزح" في منطقة "تل الحجارة/باب توما"، وتعرف على عددٍ من المشاركات الشابة، كما رصد آراء عددٍ من النقاد والفنانين التشكيلين عن أهمية هذا الحدث:

"شادي العيسمي" أحد الفنانين المشاركين في المسابقة- طالب ماجستير في الفنون الجملية- قسم تصوير، شارك في المسابقة بعملٍ تعبيري عن علاقة الرجل بالمرأة: «ألمح في هذا العمل إلى حالةٍ من الكبت الداخلي، ولكن بدون ألوانٍ منفعلة، مما يعكس حالة هدوئنا الظاهري بينما نحن نغلي من الداخل..» وعن مشاركته في المسابقة قال "شادي": «هذه المشاركة جيدة بالنسبة لي، وتعرفت من خلالها على فنانين شباب يعملون بشكلٍ جيد تماماً، ولكنهم يحتاجون إلى من يسلط الضوء على أعمالهم وهنا تكمن أهمية المسابقة التي كشفت عن مواهب شابة صغيرة السن مقارنة بالخبرة التي تمتلكها بالعمل الفني...»

للفنان الياس أيوب

"الياس أيوب" طالب فنون جميلة- سنة ثالثة- قسم تصوير: «شاركت في هذه المسابقة من خلال عمل زيتي يصور موديلاً بشرياً بحركةٍ ما، اشتغلت فيه على السطح واللون وتحليل حركة الوجه واليدين.. أهم ما في هذه المسابقة أنها وضعت عملنا تحت المجهر وشعرنا من خلالها بجو منافسة حقيقي عبر عملنا جنباً إلى جنب في ورشات العمل، والأهم من ذلك كله أنها وفرت لنا فرصة عرض أعمالنا..»

"جوان خلف" خريج كلية فنون جميلة شارك بلوحة من تكنيك خاص على صعيد استخدام الألوان والمواد، واشتغل فيها على مفهوم الأرض بما تحويه من خامات مختلفة، وكيف يمكن صياغتها بصرياً، يرى "جوان" أهمية المسابقة في أنها سلطت الضوء إعلامياً على نتاجات الفنانين التشكيلين الشباب، ويضيف في هذا السياق: «بالإضافة إلى أهمية المسابقة إعلامياً، هي مكنت كل واحدٍ منا من رؤية نتاجه الفردي مقارنة بلوحاتٍ فنانين آخرين نتقاسم معاً نفس الفضاء، ونعمل في ورشات العمل جنباً إلى جنب..»

أمام منحوتة ليامن يوسف

"عامر الشاعر" خريج كلية فنون جميلة- حفر: «أنا سعيد بهذا اللقاء لأنه فرصة للقاء بفناني المستقبل خارج إطار الكلية، إنها فرصة للإطلاع على التجارب وتبادل الخبرات، وربما تجريب أشياء لم نجربها من قبل من خلال ورشات العمل، فأنا شخصياً أعمل على تقنيات الحفر، لكنني أنجزت في الورشة ستة أعمال تصوير زيتي..»

تلك كانت مجموعة من انطباعات الفنانين الشباب المشاركين في المسابقة والذين بلغ عددهم/30/ فناناً شاباً هم: "أحمد علي، دانه الحصني، نسرين بخاري، يزن الهجري/ فيديوآرت، يامن يوسف، أمل غزلان، بشرى مصطفى، نور عسلية، باسل إبراهيم/ نحت، رشوان عبد الباقي،دانة النفوري، سلطان صعب، ديانه الجابي، عزة أبو ربعية/ حفر، كارل نوباريان، رامي صابور، إيمان حاصباني،أمجد وردة، إلياس أيوب، ربى خويص، شادي عيسمي، عزة حيدر، جوان خلف، محمد مختار، ميرفت برنبو، فاروق محمد، فادي عطورة/ تصوير".

سامر قزح

موقع "eSyria" رصد أيضاً آراء عدد من زوار المعرض:

الفنان التشكيلي "مهند عرابي" رأى في هذه المسابقة: «خطوة من مشروع كبير يعكس التطور على مستوى الحركة التشكيلية في سورية وكذلك الأمر بالنسبة لصالات العرض، وكل خطوة في هذا المجال تصب في صالح إبراز الفن التشكيلي السوري بكل أطيافه.. تقديم مجموعة فنية شابة بهذه الطريقة الجميلة يسعدنا ويكشف النقاب عن طاقات مهمة يمكن أن ترفد الحركة التشكيلية في البلاد، وهذا واضح من خلال ما شاهدته من مجموعة الأعمال التي تمثل شريحة فنية فيها تنوع وغنى، كما استوقفتني العديد من التجارب التي تستحق الاهتمام.»

الفنان والناقد التشكيلي د. "حسان موازيني": «يعكس هذا المعرض حركة تشكيلية جيدة في البلاد بدأ الناس بتناولها بشكلٍ صحيح، نرى في معرض اليوم أشياء قيد الإنجاز، وعملية خلق جديدة، وهذا اللقاء أتاح فرصة لفنانين لم تتح لهم الفرصة من قبل، ومجرد العرض بالنسبة لفنان ناشئ يعني الكثير، فكيف إذا كانت هناك جائزة.. الفكرة في غاية الأهمية وكذلك أتى التنفيذ متقناً من قبل القائمين على هذا المشروع..»

"لميس حمدان" طالبة في كلية الفنون- سنة ثانية- قسم تصوير: «ليست فكرة المسابقة جيدة وحسب بل الأعمال المعروضة أيضاً فيها الكثير من التميز والإتقان والضبط.. ومعرض اليوم يحفزنا كطلاب في كلية الفنون للاجتهاد وصولاً إلى هذه المراحل..»

عدد أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة "اللقاء" كما قلنا سابقاً أحد عشر فناناً تشكيلياً وهم: "نذير نصر الله، نذير اسماعيل، إدوار شهدا، وليد الآغا، غسان نعنع، مصطفى علي، نزار صابور، باسم دحدوح، ناصر حسين، حسكو حسكو، ياسر صافي" وعن أهمية المسابقة ورأي لجنة التحكيم بمجمل الأعمال المشاركة قال د. "ناصر حسين": «أهمية المسابقة بالنسبة للفنانين الشباب في أنها تفتح مجالاً للجيل الجديد، لأن النوافذ التي يمكن أن يقدموا أنفسهم من خلالها قليلة، ومنها صالات العرض.. غاليري "قزح" لم يفسح المجال للفنانين الشباب فقط بتقديم أنفسهم وفي عدة فئات من الفن التشكيلي، بل فسح المجال لنا أيضاً كمشاهدين لنعرف أكثر عن سورية اليوم، وسورية السنوات القادمة من خلال ما يقدمه هؤلاء الفنانين الشباب، وما لاحظناه لديهم هو وجود آلية تفكير جديدة تماماً، كما اكتشفنا أعمال مهمة مع وجود بعض التجارب غير الواضحة..»

وأخيراً التقى موقع "eSyria" بالسيد "سامر قزح" صاحب فكرة المسابقة والمشرف على تنفيذها من الألف إلى الياء: «ما أردناه من هذه المسابقة هو تقديم الدعم الفني والتقني لكل فنّان موهوب ومن مختلف المحافظات السورية، ومساعدته على تحقيق حضور في الوسط التشكيلي وأوساط المقتنين.. بدأت الفكرة في معرض أقامته نقابة الفنون الجميلة في العام /2000م/ وكنت أحد الرعاة الرسميين له، مما دفعني لإطلاق أول معرض للشباب تحت عنوان خمس تجارب فنيّة شابة، استطاعوا من خلاله أن يحققوا نجاحاتٍ مهمة فيما بعد وأحدهم بيننا اليوم في لجنة التحكيم وهو الفنان "ياسر صافي".. استمرت هذه الفكرة في ذهني إلى أن خرجت بشكلها الحالي وتم الإعلان عنها رسمياً في الجرائد مطلع شهر آذار/2008م/ وفوجئنا بعدد المتقدمين ومن مختلف المحافظات السورية، ليأتي بعدها دور لجنة التحكيم التي اختارت الأعمال المشاركة بكل أمانة وموضوعية، وتطلب منها الأمر ساعات طويلة من النقاشات وصولاً إلى أخذ الرأي بالتصويت على كل لوحة، وهكذا أنجزنا المعرض الأول الذي ستعلن في نهايته أسماء الفائزين وهم واحد عن كل فئة، لتأتي المرحلة الثانية وهي إنجاز معرض ثاني لهؤلاء الفنانين في شهر أيار/2009/ سيكون هذا المعرض حصيلة عامٍ كامل من ورشات العمل والاحتكاك المتبادل بين فنانين شباب يتبادلون الخبرات تحت سقفٍ واحد ولا يحد إبداعهم حدود..»