واجهت العديد من الصعوبات بسبب إعاقتها، واستطاعت التغلب عليها بالإرادة والعمل على تأسيس مشروعها الخاص الذي يعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يعانون من صعوبات التعلم، وتمكنت بتطوير الذات من تحقيق النجاح.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "رزان أحمد الحموي" بتاريخ 2 تموز 2020 وعن عملها التطوعي تقول: «كنت ضمن فريق جمعية "ساعد"، وشاركت بمبادرة "تأهيل كوادر من ذوي الاحتياجات الخاصة" لدخولهم إلى سوق العمل في فريق "بهمتنا" مع مؤسسة "مبادرون"، وكنت أحد المشاركين مع فريق "عدسة سلام" في ورشة "تصوير ومونتاج وكتابة نص"، وأخرى حول "كيفية التخطيط للمشاريع"، كما شاركت في مبادرات "خسا الجوع"، "سكبة رمضان"، و"مركز التلاسيميا لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة" وخضعت لعدة دورات في مجال صعوبات التعلم».

رسالتي لكل ذو همة جبارة أن يجعل إعاقته سبباً لنجاحه، وأن يتحدى أي ظرف للوصول إلى الأهداف التي يطمح إليها، ونجاحي تحقق بفضل دعم عائلتي، وتشجيع أصدقائي

وعن فكرة مشروعها الخاص تقول: «جاءت فكرة تأسيس مشروعي الخاص انطلاقاً من الاحتياج التربوي والمجتمعي، حيث إنّ نسبة أطفال ذوي صعوبات التعلم تمثل 15 - 20% من العدد الكلي للأطفال، إضافةً إلى نقص المعرفة بكيفية التعامل معهم وتطوير مهاراتهم، ومن هنا قدمته كمشروع ريادي لتأهيل كوادر وتقديم خدمات أكاديمية، اجتماعية، وحياتية تهدف إلى بناء جسر من التعاون والدمج الفعال بين الأولياء، المشرفين والأطفال وكذلك تفاعل الأطفال بين بعضهم البعض».

"رزان" مع فريق برنامج "مفاتيح الهمم"

وتتابع: «تأسس المشروع منذ بداية 2018 حيث كان من ضمن المشاريع الريادية الناجحة في برنامج "Yes" التابع لـ "مركز الأعمال السوري" وبدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ومنظمة "UNDP"، وبدعم من الاختصاصية "ميديا تمو" الحاصلة على ماجستير في القياس والتقويم، وتم تنفيذه من خلال مركز خاص في ساحة "المحافظة" شارع "الفردوس"».

وفيما يتعلق بالحالات التي تتم معالجتها تقول: «معظم الحالات التي تتم متابعتها في المركز هم أطفال لديهم صعوبات التعلم، إضافة إلى آخرين لديهم اضطراب النطق، فرط الحركة ونقص الانتباه، والتوحد، وكذلك يقدم المركز برامج التدخل المبكر للأطفال الأصغر سناً، كل طفل هو حالة فردية خاصة يتم تقديم البرنامج العلاجي له عن طريق استراتيجيات أكاديمية تناسب حالته، والهدف العام هو تطوير وتنمية مهارات وقدرات الأطفال إلى أقصى حد، وتوعية الأهالي وإرشادهم إلى الطرق المثلى في التعامل والتعاون الصحيح مع هؤلاء الأطفال».

مع شريكتها "ميديا تمو"

وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه هذه الشريحة تقول: «أهم صعوبة يواجهها أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هو عدم إدراك الأهالي والمشرفين لمشكلة هذا الطفل، وثانياً نقص المعرفة في آلية مساعدته، فهم سلوكه وطريقة التعامل الصحيح معه، لذلك من المهم جداً نشر التوعية لخصائص، صفات وطرق التفاعل، والتعامل مع هؤلاء الأطفال».

وعن رسالتها كونها من ذوي الهمم تقول: «رسالتي لكل ذو همة جبارة أن يجعل إعاقته سبباً لنجاحه، وأن يتحدى أي ظرف للوصول إلى الأهداف التي يطمح إليها، ونجاحي تحقق بفضل دعم عائلتي، وتشجيع أصدقائي».

من نشاطات المركز

بدورها "زينب مصطفى" أحد أهالي الأطفال المستفيدين من خبرة "رزان" تقول: «تعرفت إليها منذ ثلاثة أعوام عن طريق صديق زوجي في العمل، وقد استفدت من مشروعها بتخطي ابنتي الصعوبة في القراءة، الكتابة والعمليات الحسابية، وقدرتها على متابعة منهاجها كباقي زملائها في الصف، وكذلك تعزيز ثقتها بنفسها.

لديها أسلوب رائع تحبب الأطفال بالتعلم، فهو يجمع بين التعليم والتسلية، يميز شخصيتها القوة والإرادة وثقتها بنفسها بقدرة تعليم الأطفال مهما كانت حالتهم النفسية والعلمية، وتؤمن أنه لا يوجد شيء مستحيل لتحسين قدراتهم، وإنما يحتاج الطفل لرعاية خاصة لإبراز قدراته، ولاحظت تحسناً واضحاً وممتازاً في قدرات ابنتي الإدراكية السمعية والبصرية، بدأنا الجلسات بشكل يومي خلال الفترة الأولى من العلاج، ومن ثم ثلاث جلسات أسبوعياً، حتى أصبحت قادرة على القراءة، الكتابة وحل العمليات الحسابية، والآن تتم متابعتها في منهاجها المدرسي، وكل ذلك بفضل ومجهود الاختصاصيتين "رزان الحموي" و"ميديا تمو"».

بدورها الإعلامية "رؤى حمزة" تقول: «تعرفت إلى الاختصاصية "رزان الحموي" من خلال مبادرة "عدسة سلام" التي أقيمت في "دمشق" عام 2016، لمست فيها قوة شخصية، وإرادة وإصرار، "رزان" طموحة متفائلة جداً وزاد سعادتي فيها أكثر تأسيسها المشروع الذي كانت تحلم به في مركز خاص لصعوبات التعلم مع اختصاصية النطق "ميديا"».

وتتابع: «يتميز مشروعها بطرق التدريس التي تقدمها مع مجموعة اختصاصيين، وبالأفكار التي ترتكز عليها بحيث تكون مدروسة بدقة وخبرة، وحب الأطفال لها، ومحبتها لهم، فهي تعطي بكل عطاء، خير وحب، وكانت ضيفتنا في برنامج "مفاتيح الهمم"».

من جهتها "ميديا تمو" شريكتها في المشروع وحائزة على إجازة في الإرشاد النفسي وماجستير القياس والتقويم التربوي جامعة "دمشق" تقول: «التقيت بالصدفة بالاختصاصية "رزان الحموي" عن طريق مجموعة من الأصدقاء ذوي الهمم، تتميز شخصيتها بالاستقلالية وتسعى دائماً إلى تقديم العون للآخرين، هي إنسانة مغامرة وجريئة تستطيع التعامل مع جميع الصعوبات إلى أن تصل لهدفها، لديها قناعة وإيمان بأن الإعاقة هي ميزة من رب العالمين وتتطلب اجتهاداً ومثابرةً للخوض بتفاصيل الحياة.

تؤمن بأن هناك جانباً مضيئاً داخل كل طفل ويحتاج ليد المساعدة حتى يستطيع التعبير عنها، جاء تصميمها على فتح مشروع خاص لهؤلاء الأطفال، فالدمج الأساسي يتم عن طريق توعية الأهالي والمجتمع لخصائصهم وكيفية تقبلهم كأفراد قادرين على التعلم والإنتاج ومواكبة الحياة، دعمت "رزان" المشروع بكل عزيمتها للوصول إلى النجاح ولأكثر شريحة من شرائح المجتمع، وتقاسمنا العمل من الناحية الإدراية والفنية، وهو من المشاريع الريادية الناجحة».

يذكر أنّ "رزان الحموي" من مواليد "دمشق" عام 1985، طالبة في السنة الثالثة كلية الحقوق قسم الدراسات القانونية، تعمل حالياً موظفة في مؤسسة الاتصالات بـ "ريف دمشق".